"يدعو مجلس الحكم المفصولين والمعزولين والمحالين على التقاعد لأسباب سياسية في العهد السابق إلى تقديم مالديهم من وثائق ومستندات إلى الوزارات أو المؤسسات التي فصلوا أو طردوا أو أحيلوا على التقاعد منها، تثبت الباعث السياسي وراء قرار الفصل أو العزل أو الإحالة على التقاعد ويستثنى من ذلك في الوقت الحاضر منتسبو الوزارات والكيانات المنحلَّة"·
بهذا الإعلان يكون مجلس الحكم العراقي قد خطا الخطوة الكبرى المنشودة والمنتظرة والمتوقعة لإنصاف شريحة واسعة تضم الآلاف المؤلفة من العراقيين السياسيين الذين فصلوا عن أعمالهم ووظائفهم وتعرضوا للسجن والتعذيب والإعدام والملاحقة ومنع العمل حتى في "صبغ الأحذية" وتنظيف "البالوعات القذرة" والكثير منهم هربوا من وطنهم وتعرضوا للجوع والتشرد بكل معنى الكلمة وصودرت منازلهم ومكتباتهم ومؤلفاتهم الشخصية وأعدمت بعض عوائلهم أو اعتقلوا كرهائن وهم من خيرة أبناء الشعب العراقي إخلاصاً للوطن والشعب وكفاءات عالية ومهارات وخبرات راقية وانتشروا في جميع بقاع الأرض وحتى في مجاهل إفريقيا والبعض منهم انتهى ليكون طعاماً دسماً وشهيًّا لأسماك القرش في بحار ومحيطات العالم·
إن إعادة المفصولين السياسيين إلى وظائفهم وأعمالهم يعني أن الوزارات والمؤسسات والمنشآت والمصانع والمعامل والجامعات والمدارس والمستشفيات وغيرها ستطعّم بعراقيين مخلصين أصلاء ضحوا بكل شيء، مشبعين بحب الوطن ونصرة الشعب والقيم المبادىء النبيلة السامية والكفاءات العالية·
تجربة شخصية
إعلان مجلس الحكم لم يتطرق إلى التفاصيل ولكنني وبحكم التجربة وكوني من الذين فصلوا لأسباب سياسية ليس لمرّة واحدة وإنما لمرّات كثيرة فإنني أقترح أن يتم تنفيد إعلان مجلس الحكم وفقاً للمبادىء والتفاصيل التالية:
1 - أن تتم الاستفادة القصوى من المفصولين السياسيين من خلال تعيينهم في وظائف أرقى من الوظائف التي كانوا عليها قبل الفصل لأنهم أثبتوا الإخلاص والتفاني والتضحية في مقارعة الأنظمة الفاسدة المستبدة وعانوا الويلات والفضائح والكوارث ولم يخضعوا أو يستسلموا أو يفرطوا بالمبادىء الإنسانية السامية التي فصلوا من أجلها بالرغم من أساليب الترهيب والترغيب المعروفة·
2 - احتساب مدة فصلهم وقضاؤهم المدة الطويلة خارج الوظيفة خدمة مستمرة لأغراض الترفيع أي الترقية والتقاعد والضمان الاجتماعي·
3 - تعويضهم مادياً ومعنوياً عما لحق بهم من أضرار مادية ومعنوية طيلة مدة فصلهم·
4 - إعادة ممتلكاتهم التي صادرها النظام البائد أو أي نظام آخر سبق نظام المجرم صدام حسين·
5 - منحهم الأوسمة والجوائز والنياشين والمحفزات وكل ما يعدل أوضعاهم نحو الأفضل ويصححّها·
6 - إقامة حفلات الاستقبال والتكريم لهم من قبل الوزارات والمؤسسات والمعامل والمستشفيات والجامعات والمدارس وغيرها والتي كانوا يعملون فيها·
7 - أن تولي الصحافة والفضائىة العراقية أهمية كبرى لهذا الحدث الكبير فتجري اللقاءات مع المفصولين ليتحدثوا عن ذكرياتهم وأعمالهم ومآثرهم المجيدة في حب وخدمة الشعب والوطن وتطلعاتهم المستقبلية·
8 - أن يتم تعيين أو انتداب عدد من هؤلاء المفصولين كأعضاء ومستشارين في القيادة الإدارية العليا لتلك الوزارات والمؤسسات بجميع أنواعها·
9 - أما المفصولون السياسيون من منتسبي "الوزارات والكيانات المنحلة" والذين استثناهم الإعلان المذكور فنقترح تأهليهم وتعيينهم في الوزارات القائمة بصورة موقتة لحين إعادة تشكيل "الوزارات والكيانات المنحلّة"·
وختاما نشكر مجلس الحكم على هذا الإعلان التاريخي ونهنىء جميع المفصولين لأسباب سياسية·
جمانة المدرسة وجمانة الطالبة و3 براءات اختراع
اختراع مشروع "المغسلة البيئية" ومشروع "عصا الكفيف" ومشروع "الغبار الهارب" كل تلك المشاريع التي أنجزتها الطالبة الكويتية المبدعة والموهوبة جمانة علي الطبيخ من ثانوية جمانة بنت أبي طالب لم نسمع لها أصداء كافية وواسعة ومؤثرة في وسائل الإعلام المختلفة والبعض مرّ عليها مروراً عابراً - مع الأسف الشديد - بينما هي حدث كبير ينبغي إحاطته بكل مظاهر التكريم ليكون حافزاً ودافعاً لكل صاحب موهبة أن يخترع ويبدع فالأجانب ليسوا أكثر من العرب علماً وأكبر عقلاً وتراثنا المعرفي العلمي الإنساني يشهد على ذلك نهنىء الطالبة جمانة علي الطبيخ على إنجازاتها العلمية كما نشكر سعادة وزير التربية د· رشيد الحمد على إحاطتها برعايته ومديرة مدرستها السيدة منى الشايجي وقولها: "إن هذه الاختراعات تمنح الإنسان البهجة والفخر والسمو لكونها تخدم الكويت والإنسانية"·
شكراً خالدة أحمد السبيعي··
قد أثلجت صدورنا
ولمزيد من تسليط الأضواء على حدث اختراعات الطالبة جمانة علي الطبيخ نرجو مطالعة مقال خالدة أحمد السبيعي (القبس 24 مارس 2004) التي "كفّت ووفّت كما يقولون" إذ كان مقالها صرخة مريرة وجريئة على تجاهل إنجازات الموهوبين والمبدعين والاهتمام بتوافه الأمور والذي وصفته: "بالانحطاط والسخف"، إذ لا يجوز تجاهل هكذا فتيات يقدمن للإنسانية أفضل وأحسن مالديهن من إبداع ومهارات ليس من عامة الناس فقط إنما من معظم المثقفين و"التكنوقراط" وهم صفوة المجتمع وطليعته الواعية الراقية· لقد أثلجت خالدة صدورنا بصرختها كما هي جمانة في اختراعاتها الإنسانية الرائعة وأطفأت غضبنا ومسحت حزننا وعتبنا المشروع·
hamid@taleea.com |