رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10 صفر 1425هـ - 31 مارس 2004
العدد 1621

سقوط الحجاب في الكويت
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
almelhem@taleea.com

في احتفال نادر من نوعه دعيت له في إحدى ليالي شهر مارس في مدينة الكويت كان يجمع مجموعه من الأقارب بهدف مشاركة إحدى بنات الأسرة في احتفالها بمناسبة التحجب و هو يعني تحول الفتاة من الرداء الغربي إلى الرداء الشرقي بأسلوب عصري يجمع بين خطوط الأزياء الحديثة و الالتزام الديني الذي ينص على ستر كل أجزاء جسم المرأة الظاهرة منها عدا وجهها، قام أفراد الأسرة بتهنئة الفتاة و أمها على هذه الخطوة و تم تقديم الهدايا الثمينة في هذه المناسبة التي بدأت تشهد تقلصا في السنوات الأخيرة ، و قد بدأت ظاهرة التحجب في الكويت في منتصف السبعينات بعد أن تخلت النساء عن ارتداء العباءة السوداء  المتوارثة كزي للنساء في منطقة الجزيرة منذ مئات السنين ووجهت حينها هذه الظاهرة بموجة من المعارضة من التيارات التحررية ووصمت الحجاب بأنه قيد للمرأة و تخلف فكري لا يواكب الحضارة في حين وجدت فيه التيارات المحافظة نوعا من التمسك بالقيم الإسلامية بأسلوب عصري  وانطلقت ثورة التحجب من الجزيرة العربية و امتدت إلى المسلمين في جميع دول العالم و نظرا لاختلاف ثقافات الدول الغربية فقد ووجهت ظاهرة التحجب لدى تلك الدول بموجة من الاستهجان الشعبي وتذكر لي  ليلى عبدالرحمن 37 وهي كويتية تحجبت في أوائل الثمانينات بأنها عندما كانت تزور الدول الغربية في تلك الفترة كانت تواجه بمضايقات من الشباب الغربي لدرجة أنها في إحدى المرات تعرضت لحالة قام فيها أحد الصبية بشد حجابها في وسط ميدان عام و لكن مع المدة بدأ تقبل الغرب للحجاب و لكن اشتدت معها مقاومة الأجهزة الحكومية للتحجب مبررين ذلك بأنه نوع من العنصرية الدينية التي تميز بين الشعوب و كان آخر تلك المواجهات قرار الحكومة الفرنسية منع المحجبات من دخول المدارس ·

تصنف الكويت من الدول المحافظة إسلاميا إلا أنها في السنوات الأخيرة شهدت انفتاحا إعلاميا و اجتماعيا كبيرا نحو الغرب و ما كان ممنوعا أخلاقيا في الأمس أصبح مألوفا اليوم وبدأ الحجاب يتقلص في حجمه وازدادت شفافيته وتنوعت ألوانه بعد أن كان اللون الأبيض هو اللون الوحيد لدرجة أنه أصبح أكثر إثارة وإبرازا لجمال المرأة من شعرها الحقيقي و تؤكد لي منى 26 سنة و هي فتاة كويتية أخرى  بأن تحجبها لم يكن بقصد الالتزام الديني فهي لا تصلي ولكنها تجد أن الحجاب أفضل بكثير من عدمه لأنه يوفر عليها مصاريف تصفيف شعرها وتزيينه يوميا خاصة وأنها تعمل على فترتين صباحية ومسائية ومن جانب آخر تناست مجموعه كبيرة من الفتيات المحجبات الغرض الرئيسي من الحجاب وهو عدم إثارة الجنس الآخر بمظاهر الأنوثة فتجد شريحة كبيرة من المحجبات يرتدين التنانير و"البناطيل" الضيقة جدا والقمصان القصيرة التي تكشف أجزاء كثيرة من أجسامهن وفي هذا الصدد تقول لي  سوسن 28 سنة بأنها لم تكترث يوما واحدا لنوعية الملابس ما إذا كانت ضيقة أو شفافة أو قصيرة قليلا فالأهم لديها هو أن تواكب الموضة بروح التستر وتقول بأنني محجبة وهذا يكفي، وتتعرض مجموعه كبيرة من الفتيات الكويتيات لضغط أسري من أقاربهن للتحجب كنوع من الحشمة وحفظ كرامة الأسرة وتجاوبا لتلك الضغوط تتحجب الفتاة دون اقتناع منها مما يجعلها تختلق حيلا كثيرة لإبراز جمالها فتكتفي في تغطية الجزء الخلفي من الرأس وكشف خصل مقدمة الرأس وتصفيفها وأحيانا كثيرة تسريحها على الجبهة، وعلى الرغم من ذلك فإن الدلائل تشير إلى انخفاض نسبة المحجبات خاصة بين البنات غير المتزوجات وطالبات الجامعه فالزائر لجامعة الكويت يتصور أنه يزور أحد أهم الأماكن الفخمة أو كأنه يزور سهرة من سهرات هوليوود إذ إن الفتيات يبدون بقمة أناقتهن وفي أبهى صورهن وبكامل "مكياجهن" ويلاحظ كثيرا انتشار الملابس القصيرة والضيقة والقمصان عديمة الأكمام، مما حدا بجامعة الكويت لإصدار قرار يقضي بطرد الفتاة التي لا تحتشم في لبسها ولكن هذا القرار تجمد نظرا لعدم واقعيته حيث اختلف في مفهوم الحشمة ناهيك عما قد تتعرض له الفتاة من إهانة بسبب طردها كما أن هناك بعض الأساتذة المنتمين للتيارات الدينية قد يستغلون هذا القرار في طرد كل من لا ترتدي رداء غير محتشم في نظرهم و تقديرهم و هو بلا شك يعني طرد معظم فتيات الجامعة، و من الواضح تأثر فتيات الكويت بالمد الغربي أو الشرقي المتحرر و تقول لي  مريم 22 سنة طالبة في الجامعة إن نانسي عجرم و أليسا وهيفاء وهبي "هن مغنيات عربيات اشتهرن بعدم حشمة ملابسهن" استطعن إعجاب الشاب الكويتي وهن في الواقع لا يزدن جمالا عنا ولا أناقة فما المانع من التشبه نوعا ما بهن و ارتداء الملابس الغربية والتحررية بغية منافستهن وجذب إعجاب الشاب الكويتي، و من السياق السابق يظهر مدى التنازع بين القيم المتوارثة و الاختراق الغربي بين شد و جذب تتضح معالمه بأن الطرف الأخير سيكون له الحظوة هذه المرة ·

 almelhem@taleea.com

�����
   

الزعيم الروحي لشهداء فلسطين:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
العراق بين الدين والدولة!؟:
سعاد المعجل
المقاومة العراقية إلى أين؟:
يحيى الربيعان
ضد الإصلاح :
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
سقوط الحجاب في الكويت:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
أبناء الكويتيات والظلام الدامس:
فيصل العلاطي
حماية الإصلاح:
عامر ذياب التميمي
آمال الشعب العراقي:
د. محمد حسين اليوسفي
هنيئا روسيا Congratulations Russia
(2-3):
خالد عايد الجنفاوي
"لا سكوت بعد اليوم":
عبدالخالق ملا جمعة
الإرهابي شارون في قفص ميلوسيفيتش؟:
د. جلال محمد آل رشيد
·· وسقط حصن آخر:
عبدالله عيسى الموسوي
نص الإعلان رقم "1" لسنة 2004
نداء إلى المفصولين السياسيين العراقيين :
حميد المالكي
العمامة والسياسة:
رضي السماك