رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 ربيع الأول 1427هـ - 5 أبريل 2006
العدد 1722

"إلا عباتي"
يوسف الكندري

يطلق لقب متطرف ومغال على الشخص الذي يأخذ جميع الأمور والمشاكل على أساس مذهبي أو ديني أو طائفي فترى كل الحلول للمشاكل المطروحة تنبع من خلال الأفكار اللاعقلانية التي لا تتوافق مع البشر الأسوياء، لأنه ينظر إلى الطرف الآخر نظرة ازدراء ونظرة فيها من الدونية الشيء الكثير، وخير دليل على ما أقول أنه إلى اليوم لم يصدر أي تجمع ذات طابع إسلامي من الشرق إلى الغرب بيانا يدين بشكل واضح وجلي ما قام به أسامة بن لادن تجاه الناس الأبرياء عند الاعتداء على البرجين في ديسمبر 2001م (وهذا ما قلته في مقالة سابقة) ولم نسمع من خطباء المساجد والمتحدثين في التلفاز ممن يسمون أنفسهم شيوخ دين أي استنكار وتحريم لعمليات القتل الجماعي لناس أبرياء في العراق، بل قاموا بما هو أخطر من ذلك بنشر الطائفية والنفخ بنارها إمعانا بزيادتها من خلال اتهام طرف بأنه صاحب المشكلة ويرد الطرف الآخر بأن الطرف هو ساس البلاء، وقبل أسابيع نشرت مجلة إسلامية في الكويت تحقيقا تحت عنوان: من ولمصلحة من قتل علماء السنة بالعراق؟ وعند قراءة التحقيق ترى أصابع الاتهام موجهة بشكل واضح للطائفة الشيعية· ليرد بعدها بأيام أحد شيوخ الدين الشيعة ويتهم السنة بالعراق والخليج بأنهم وراء دعم الزرقاوي ووراء تفجير المراقد، وللأسف بدل أن تتوحد جهود العراقيين لنبذ أعمال العنف تراهم يتراشقون التهم فيما بينهم· أما في الكويت فالحديث عن التطرف والغلو فحدث ولا حرج أولها وليس آخرها الإعلانات التي نراها في الشارع ورُخصت من قبل البلدية أن الحكومة تحت شعارات تستفز المشاعر مثل "إلا صلاتي" و(يعجبني حياؤك) وغيرها من الشعارات التي تزايد على الدين وعلى أخلاق الناس، وإلا ما سبب إطلاق شعار يعجبني حياؤك، وتصوير الإعلان أن المحجبة هي صاحبة الحياء وغير المحجبة بأنها قليلة حياء يعني بالكويتي (ما تستحي) ولماذا الشباب الموجودون بالإعلانات كلهم ملتحون وأصحاب فضيلة ونزاهة وغير أصحاب لعب ولهو، ألا يسمى هذا تطرفا وغلوا؟ بلى، لكن الفارق هذه المرة أنها تحت إشراف من الحكومة وبأموال الحكومة· لأني قلتها وسوف أقولها مرة أخرى أنهم حكومة ثانية بالبلد ولا ينقصهم سوى الاعتراف بهم لمحاسبة الناس علنا· وليته اقتصر الأمر على ذلك بل امتد التطرف والغلو ووصل إلى المجلس البلدي المناط به تنظيم المشاريع بالكويت الإسكانية والتجارية ليعلن المجلس البلدي قبل شهر تقريبا عدم موافقته على إنشاء كنيسة جديدة بحولي، ومن أسباب عدم الموافقة أنهم يرون - أي أعضاء البلدي - أن الكنائس بالكويت تفي بالغرض (قلنا آمنا بالله) لكن يصرح عضو بلدي ويقول: إذا أماكن العبادة لا تكفي للمسيحيين فعليهم إقامة عباداتهم وصلاتهم في بيوتهم· (يا سلام) وسؤالي لهذا العضو الجهبذ: ماذا لو رفضت إحدى دول أوروبا بإنشاء مسجد للمسلمين وساقت الحجج نفسها التي قلتموها؟ طبعا ستخرجون عن طوركم وحيائكم وستسبون الغرب الكافر وتنعتونه بأبشع الصفات وأنه لا يريد للإسلام الانتشار وأنهم شعب ناقم وحاقد على رسول الإسلام· وتنسون أنفسكم، وماذا تفعلون بأصحاب الديانات الأخرى من تهميش وإنكارلهم وعدم حقهم بالعيش في دولة من دول الإسلام· حتى غلوكم وتطرفكم وصل للمسلمين من أصحاب المذاهب الأخرى يا أعضاء مجلس البلدي·

وفي الختام لا أقول إلا هذا حالنا اللي يضيق الخلق والسبب أن كل ملة وكل مذهب يشوف نفسه هو صاحب الحق وأنه المثال الرائع لتطبيق شرع الله بالأرض وأعطى لنفسه الحق بالتحدث بلسان الناس المغلوب على أمرهم والله كريم·

آخر المقال:

أقترح على الجهة الراعية لحملة (إلا صلاتي) (ويعجبي حياؤك) إطلاق شعار جديد وهو (إلاعباتي) لأنه بهذا الزمن لم نعد نرى العباءة بشكل كثير ودخول الأزياء الحديثة مع الحجاب، ثانيا العباءة تمثل عاداتنا وتقاليدنا وشكرا·

�����
   

الذاكرة الإخوانية والقراءات الخاطئة:
يحيى علامو
مهما اشتد الخلاف تبقى "الطليعة "منبر الحرية:
نهار عامر المحفوظ
طبول الحرب:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حسابات سياسية خاطئة!!:
سعاد المعجل
وداعا.. بابا خالد:
محمد علي بورسلي
حوار من بعيد(3):
فهد راشد المطيري
حدث في الكويت!:
على محمود خاجه
"إلا عباتي":
يوسف الكندري
سيبقى خالدا:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
الأفيون والمجتمع الأفغاني:
د. محمد حسين اليوسفي
الوجه الآخر للأحداث:
عبدالله عيسى الموسوي
آباء يعلمون أبناءهم:
د. لطيفة النجار
حقوق الإنسان: الشعارات والواقع:
د· منى البحر
نظام الحزبين ولو بعد حين!:
عبدالخالق ملا جمعة
حماس والاتصالات:
المحامي نايف بدر العتيبي
هذه الحمائم للذبح: "الكندورة" وبُعدها الدلالي:
د. حصة لوتاه