شيعت الكويت ومحبو تاريخها الفني أحد أعمدة التمثيل والمسرح ورمزا من رموز الحركة الفنية والإبداعية··· فبرحيل المبدع خالد النفيسي تكون الكويت قد فقدت ابنا بارا من أبنائها الميامين الذين أفنوا حياتهم في خدمة بلدهم وفي الواقع تعجز الكلمات وتجف الأقلام عند الحديث عن مآثر ذلك الفنان··· فلا يمكن اختزال تاريخ طويل امتد إلى ما يقارب الأربعين عاما من العطاء الجهد في بعض كلمات··· فلقد ذهب دون صخب ولاضجة إعلامية على عكس أعماله وأدواره الرائعة والتي لا يوجد في تصوري منزل في الكويت أو الخليج يخلو من "درب الزلق" لذلك فإن ما يميز المرحوم "بوصالح" أنه كان كويتيا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان··· كان كويتيا في ملابسه وفي حديثه ولهجته وفي تصرفاته··· في تصوري أن مثلث الحركة الفنية يتكون من ثلاثة مبدعين هم عبدالحسين وسعد وخالد وبرحيل الخالد يكون ذلك المثلث قد فقد أحد أضلاعه المهمة فلا يمكن تصور وجود إبداع أو مسرح أو تمثيل من دون النفيسي·

وفي الحقيقة لا يمكن لشخص مثلي أن يقيم أو يرثي خالد النفيسي ومن أنا حتى أتحدث عن ذلك الراحل العظيم فأعماله الخالدة وأدواره المميزة "درب الزلق" و"خالتي قماشة" و"حامي الديار" و"بيت بوصالح" و"حرم سعادة الوزير" ووو الكثير الكثير من تلك الأعمال التي سيخلدها الزمن ويسجلها بأحرف من نور·

سنفتقدك يا خالد كلما رأينا وشاهدنا عملا هابطا وإسفافا وتنطيطا وثقل دم وما أكثرهم هذه الأيام وعزاؤنا أنك خلدت أعمالا لا تنسى وأدوارا لا تمحى وسنذكرك دائما بكل فخر واعتزاز··· لأن الذكرى ناقوس يدق في عالم النسيان·

* * * 

هذه رسالة بسيطة ومختصرة إلى الأستاذ والأخ الأكبر رئيس جمعية المحامين عبداللطيف صادق فإما أن تكون رئيسا بحق وحقيقة وتفرض آراءك وما يمليه عليك ضميرك وإما أن تبتعد فلا تسمح يا أستاذي لبعض الأهواء أن تجرفك عن جادة الصواب وحكم عقلك دائما ولا تسمح لنائب الرئيس أن ينفس وينتقم من الآخرين من خلالك وعن طريقك··· فما حصل للزميل وسمي الوسمي سبة في جبين مجلسكم الذي ترأسه·

أتمنى أن تتقبل هذه الكلمات من زميلك فقديما قد قيل صديقك من صَدَقك لا من صدّقك·