رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 19 يوليو 2006
العدد 1737

فيما يواجه اللبنانيون الأزمة مكشوفي الظهر
خيار لبنان: المواجهة أولاً.. وبعدها لكل حادث حديث

كتب محرر الشؤون العربية:

يراقب العالم أجمع ما تفعله الآلة العسكرية الصهيونية من دمار لكل شيء وقتل للمدنيين في مجازر يومية تختلف عن بعضها البعض في أسلوب القصف وعدد الضحايا، إلا أن هذا العالم الذي يراقب لا يفعل شيئاً رغم مصادفة اجتماع مجموعة الثماني الصناعية الكبرى في بطرسبرغ التي انحازت بشكل أو بآخر لمصلحة المعتدي مع تباين طفيف في مواقف بعض الدول المتعاطفة مع لبنان من الجانب الإنساني·

أما الوضع العربي فقد انقسم كما فعل عند احتلال الكويت، فهو على ما يبدو جاهز للانقسام في الأوقات التي تحتاج التضامن، وهذا الانقسام العربي ليس وليد اليوم بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من الواقع العربي المؤلم على الصعيد الرسمي بشكل أساسي·

وهو في الوقت نفسه يعبر عن انقسام المجتمع اللبناني أيضاً منذ اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري حتى الآن·

هذا الانقسام اللبناني شجع الفرقاء العرب على الإعلان عن اختلافاتهم في فهم الواقع العربي واللبناني على وجه الخصوص، لذا تحول الأمر الى فريق يناصر سوريا وبالتالي حزب الله وإيران ولو بشكل غير مباشر وآخر لا يتفق مع الرؤية السورية ويقترب من الموقف الرسمي للأغلبية النيابية في لبنان والتي يمثلها رئيس الوزراء اللبناني والأحزاب المتحالفة معه·

إسرائيل في المقابل وجدت في هذا الانقسام اللبناني العربي فرصة لرسم تكتيكاتها، فهي تريد من اللبنانيين غير المتفقين مع خط حزب الله (رغم تقديرهم المعلن لدوره في تحرير الأراضي اللبنانية) ومؤيديهم أن يلوموا الحزب على إعطاء إسرائيل المبرر كي تقوم بعدوانها وتعيد لبنان عشرين عاماً الى الوراء، وهو الموقف الذي تدفع به أمريكا وعبر عنه أول تصريح للرئيس الأمريكي عندما دعا إسرائيل الى عدم إضعاف الحكومة اللبنانية، وأيدته إسرائيل عندما أعلنت أنها لن تضرب الجيش اللبناني وأنها تستهدف حزب الله وكل ما يمكن أن يستفيد منه·

هذا الموقف استفاد بشكل واضح من انقسام الموقف العربي حول نفس المحور، وبخاصة بعد أن أعلنت السعودية والكويت والأردن ومصر عن رفضها لما أسمته بالمغامرات التي تجر على أوطانها الويلات·

من جانبه يعبر حزب الله عن استيائه من هذا الموقف العربي الذي اسماه بالمتخاذل والمهزوم ويدعو اللبنانيين الى الوحدة الوطنية في هذه الظروف ويحذرهم وبالتحديد القوى السياسية اللبنانية من إمكانية استفادة العدو من أي شرخ في الوحدة الوطنية، ورغم ذلك وبعد التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية اللبنانية إلا أن بعض القيادات مثل النائب وليد جنبلاط وآخرين عبروا عن رفضهم للرابط السوري الإيراني في الأحداث الجارية في لبنان مشيرين في ذلك الى أن النظام السوري يحارب ويفاوض بالوكالة مستخدماً أرض لبنان وشعبه، كما عبروا عن خشيتهم لوجود مصلحة لإيران في توقيت بدء الأزمة·

الأطراف اللبنانية المختلفة تتفق غالبيتها على أن الرد الإسرائيلي تجاوز المبرر الذي اتخذه الكيان الصهيوني لشن الحرب على لبنان وعبروا عن كشفهم لمخطط العدو في محاولة إدخال اللبنانيين في خلافات وطنية قد تقودهم الى حرب أهلية أخرى أو انقسام يصعب تجسيره، وقد عبر عدد من الفعاليات اللبنانية عن تفسيرهم للهجمة الصهيونية على لبنان على أنها فعل مدبر بشكل مسبق يراد منها بشكل أساسي الثأر لهزيمتهم في شهر مايو من العام 2000 عندما انسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ليلاً ومن دون سابق إنذار· وتقول تلك الفعاليات أن العدو لو لم يجد مبرر أسر الجنديين لافتعل أمراً بطريقة استخباراتية كما فعل في العام1982  لاجتياح بيروت·

وتشير التحليلات الى أن الوضع قد يسوء في حال تمكنت إسرائيل من بسط سيطرتها على المنطقة إن هي تمكنت من تحقيق أهدافها بتصفية أو سحق حزب الله ما يعني أن الموقف السوري المعتمد بشكل أساس على وجود وقوة حزب الله سيضعف وبالتالي تتمكن إسرائيل من فرض وإملاء شروطها ليس على سوريا ولبنان بل وعلى الفلسطينيين وبقية الدول العربية·

من جانب آخر ترى تحليلات أخرى أن عدم بسط سيطرة الدولة اللبنانية على كل الوطن وبقاء حزب الله دولة داخل الدولة وربما أقوى من الدولة ولا ترتبط بها سوى بوجود نواب ممثلين للحزب في البرلمان، بينما يلتقي الحزب بشكل أقرب مع قوة إقليمية سواء من الناحية الدينية أو المالية والسياسية، وهو ما يمكن أن يكون له تأثيره ليس على الوضع في لبنان بل حتى على منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج على وجه التحديد آخذاً بعين الاعتبار تطورات الأمور في العراق· بعبارة أخرى إن نجاح المخطط الأمريكي الإسرائيلي المقبول من بعض الأطراف العربية واللبنانية في إنهاء حزب الله كقوة عسكرية، سيعني انكشاف حتى القوى اللبنانية المختلفة مع حزب الله، بينما قد يعني بقاء الحزب قوياً في حال فشل المغامرة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها قد يعني ثنائية الدولة والقوة في لبنان وانعكاساتها على بقية دول المنطقة·

لذلك يرى المحللون أن المعادلة صعبة للغاية، لكن أغلبهم يميل الى مخرج بين انكسار حزب الله وما يعنيه من انكسار لحلم كل الذين رأوا فيه بديلاً للأنظمة العربية الفاشلة لأنه أخاف إسرائيل بينما لم تفعل الأنظمة التي تنفق المليارات على جيوشها على مدى أكثر من خمسين عاماً، وبين استمرار الحزب خارج سيطرة الدولة، أي أن يتحول الى حزب سياسي بينما تبسط الدولة اللبنانية سيادتها وسيطرتها على كامل أرضها، وهو المخرج الذي لم يرفضه حزب الله من قبل وتحديداً في أثناء الحوار الوطني اللبناني لكنه اشترط لتحوله الى تنظيم سياسي في إطار الدولة، اشترط خروج إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية كحد أدنى·

وتذهب بعض التحليلات الى أن التسوية التي لن يحتاج معها حزب الله أو أي قوة شعبية أخرى ضرورة الاستمرار لا تكمن في انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي اللبنانية فحسب بل أيضاً انسحابها من الأراضي العربية بما فيها الجولان والوصول الى تسوية بين إسرائيل وسوريا من ناحية وإسرائيل والفلسطينيين من ناحية أخرى· أما استمرار الضعف العربي وتخاذل الأنظمة العربية في مواجهة تصلب إسرائيل وتعنتها بمساندة أمريكا ورفضها الانسحاب من الأراضي العربية التي احتلتها في العام 1967 فإنه سيشجع إسرائيل على التمادي في سياسة الاستخدام غير المبرر للقوة المفرطة الذي أسمته الأوساط الغربية برد الفعل غير المتناسب مع الحدث أو الاستخدام المفرط للقوة، لتقمع أي تحرك لمقاومة الاحتلال، وهو ما يكشف إفلاس الأنظمة العربية ويؤدي الى نشوء فراغ سياسي يدفع بقوى إقليمية في المنطقة للتحرك لملئه وظهور قوى شعبية مثل حزب الله أو حماس  ومؤيديهم ليأخذوا دور مواجهة إسرائيل وأمريكا ولتطرح نفسها كقوى بديلة للأنظمة العربية العاجزة عن حماية السيادة والدفاع عن الأرض والكرامة، وهو ما يؤدي في أجواء اليأس الى اكتسابها المزيد من الشعبية·

طباعة  

فيما تأكد أن موقف الحكومة هو الحاسم وهو الذي ضيع الفرص السابقة
هل "الخمس" بداية لمرحلة مختلفة؟

 
الصمت العربي والعدوان الاسرائيلي
 
هل فعلا أقصي أحمد الفهد؟
 
دعا إلى صناعة الصواريخ في محلات الحدادة
العجمي في "الإصلاح": لابد من استعادة الأندلس

 
حسابات الربح والخسارة..
صراع الفساد والإصلاح

 
"الهلال الأحمر" يحث الكويتيين على التبرع لصالح لبنان الشقيق
 
دعا الى تدخل نواب الأمة إن لم تحسمها الحكومة
خالد الخالد: تسمية شارع الدستور مسؤولية مجلس الوزراء

 
اتجاهات
 
لبنــــان
 
فئات خاصة