كتب برجس النومان:
يتساءل المراقبون عن الحساب النهائي حتى اللحظة في الصراع بين معسكري الفساد والإصلاح على ضوء إقرار تعديل الدوائر الى خمس كما جاء في تقرير اللجنة الوزارية وكما أراده حلف الإصلاح وخاض من أجله معركة ضارية·
الحساب كما يقول المراقبون قد يبدو مائلا لحساب الإصلاح إذا ما أضيف لإنجاز الدوائر إنجازات أخرى منها إبعاد عناصر التأزيم المحسوبين على المعسكر الآخر من الوزارة ومنها سقوط عدد كبير من معارضي تعديل الدوائر في الانتخابات الأخيرة مقابل نجاح كبير لحلف تعديل الدوائر المسمى مجموعة الـ 29 أو البرتقالي مضافا الى نجاحهم فوز عدد كبير من النواب الجدد المؤيدين للتعديل·
في المقابل يقول المراقبون إن ما يبدو نجاحا لحلف الإصلاح قد لا يعد بالضرورة فشلاً للحلف المقابل مشككين في في ما اعتبر عناصر نجاح ويستند هؤلاء إلى مجموعة من الشواهد أولها فوز جاسم الخرافي برئاسة المجلس، وهو محسوب في مواقفه المعارضة لتعديل الدوائر ووقوفه مع المجموعة الأخرى، ثم يضاف الى ذلك كما يرى المراقبون أن اعتبار خروج وزيرين محسوبين كعناصر تأزيم اعتباره انتصاراً يعد خطأ، فهذان الوزيران لم يكونا مؤثرين في القرار المعارض لتعديل الدوائر لكونهما وزيرين بل لأنهما كانا ولا يزالان مؤثرين على مجلس الوزراء وليس من داخله، وهما لا يزالان في مواقع قريبة جداً ومؤثرة في الوقت نفسه على قرارات المجلس وربما بشكل أكبر·
من جانب آخر يقول المراقبون إن انتصار تعديل الدوائر لا يفترض أن يؤخذ على أنه أمر نهائي لان احتمالات تعديله ستبقى قائمة في دور الانعقاد القادم علاوة على أن معارضي التعديل حققوا أحد أهم مطالبهم هو عدم إجراء انتخابات 2007 على أساس الدوائر الخمس وبالتالي فإن تأجيل التطبيق الى 2010 إن لم يحدث أى تعديل على القانون الى ذلك الوقت لا يمكن اعتباره انتصاراً إلا من الناحية المعنوية المباشرة فقط·
لذا تتراوح قراءة حسابات الربح والخسارة بين المتفائل والمتشائم من الطرفين ويبقي التغيير النهائي يحسمه الوقت وتغيير موازين القوى والمتغيرات المحلية والإقليمية·