التقيت الأخ عبد الرحمن النعيمي، الأمين العام للمنبر الديمقراطي البحريني على هامش" ندوة التحولات الدولية الراهنة وتأثيرها على مستقبل الخليج"، التي عقدت في الكويت في الفترة من 7-5 يناير 2003 والتي نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب· ودار حديث بيني وبينه حول المظاهرة الأخيرة التي خرجت في البحرين قبل أسبوعين أو أكثر بعد صلاة الجمعة احتجاجاً على ما يسمى " بضرب العراق "· وبينت له أهمية توضيح الموقف من النظام العراقي في تلك المظاهرات حتى لا يختلط الأمر في أذهان الشارع العربي وبالذات في الكويت، بين الاحتجاج على العمل العسكري الذي تزمع الولايات المتحدة القيام به- وهي قضية خلافية يجوز الجدل حولها - وبين دعم النظام القائم في العراق والذي يتزعمه صدام حسين· فعدم توضيح الأمر يؤدى لا محالة إلى تصوير المظاهرة وكأنها خرجت لتؤيد صدام حسين، وهذا بالطبع أبعد ما يكون عن حقيقة أمرها·
ثم تطرق الحديث إلى حقيقة موقف الشعب العراقي من نظامه ومن سبل تغيير هذا النظام بما فيه التدخل الأمريكي، وقد بينت للأخ النعيمي بأن الشعب الكويتي هو أكثر الشعوب العربية معرفة بموقف الشعب العراقي، وذلك بسبب علاقات القرابة والجوار وأيضاً بسبب شهور الغزو وتجربة الأسر لكثير من الكويتيين·
إن موقف الشعب العراقي من صدام حسين يتلخص بالرفض التام له ولنظامه، وهو يعبر عن ذلك كلما سنحت له الفرصة، وما ثورة مارس 1991 والانقلابات الكثيرة وخروج أربعة ملايين عراقي من بلدهم والعيش في أركان الدنيا الأربعة إلا دليل على ذلك· أما وسيلة تغيير النظام والإطاحة بصدام فإن غالبية الشعب العراقي ليس لديها المانع بأن تتلقى هذا الدعم من أي كائن من كان وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية· قلت له ( أقصد النعيمي ) هذا ما لمسناه أيام الاحتلال، داخل الكويت وحينما كنا نزور العراق، وأيضاً أيام الأسر، وهذا ما نلاحظه من موقف أغلبية فصائل المعارضة العراقية، أما الأقلية فينطبق عليها القول “يتمنعن وهن الراغبات”!!
رد عليّ الأخ عبد الرحمن النعيمي قائلاً: كنت قبل أن أحضر هذه الندوة في دمشق، وهناك التقيت مجموعة من المعارضين العراقيين، حيث انتقد البعض منهم موقفنا من عملية التغيير التي يتكاثر الحديث عنها· وقد أسر أحدهم لي - والحديث للنعيمي ناقلاً تعليق أحد المعارضين العراقيين - أن الشعب العراقي إذا ما تخلص من صدام فإنه سيكره باقي الشعوب العربية لأنه يعتقد أن هذه الشعوب لم تقف معه بل وقفت مع النظام الذي يسومه سوء العذاب منذ أكثر من ثلاثين سنة!!
إذن، لا بد والحال هذه، أن توضح الجماهير العربية بقيادة فصائلها وتنظيماتها المختلفة، حينما تخرج هذه الأيام للاحتجاج، موقفها من صدام حسين ونظامه، وتتذكر أن هناك شعباً في العراق ينتظر الفرج وقد طال به الانتظار!!
Alyusefi@hotmail.com |