رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 5 محرم 1425هـ - 25 فبراير 2004
العدد 1616

تحليلات بائسة!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

كان العرب يعتقدون أن الجمهوريين في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر إنصافا في ما يتعلق بالقضايا العربية نظرا لقربهم من المصالح النفطية وعلاقاتهم الناتجة عن ذلك بالبلدان العربية المنتجة للنفط، بيد أن الكثير من هؤلاء العرب يتوقون هذا العام لهزيمة الرئيس الجمهوري جورج بوش (الابن) بسبب سياسات إداراته تجاه الأنظمة العربية واعتقادهم أنه لم يبذل جهدا مهما في مواجهة حكومة شارون في إسرائيل ودفعها للتفاوض مع الفلسطينيين لتحقيق تسوية عادلة للصراع في الأراضي المحتلة، ماذا نفهم من هذا التحول لا أستطيع أن أقول سوى أن العرب لم يفهموا بعد ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية من تطورات فكرية سياسية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 والتي جاءت في عهد الرئيس بوش ودفعت إداراته لتبني سياسات متشددة تجاه الإرهاب ومصادره، وعندما يأتي معظم الإرهابيين من بلدان عربية فإن ذلك يعني أن السياسات الأمريكية تجاه هذه البلدان لا بد أن تتأثر، يضاف الى ذلك أن الأعمال الإرهابية التي استهدفت البلدان الغربية ومصالحها في شتى أرجاء العالم قد وحدت الرؤية الأمريكية تجاه كل الأعمال في أي مكان في العالم بما في ذلك الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل خصوصا إذا أخذت شكل التفجيرات الانتحارية، ولذلك فإن الحكومة الإسرائيلية استفادت من هذا الموقف الأمريكي تجاه الإرهاب واستطاعت أن توصم أعمال المقاومة بتلك الصفة·

من جانب آخر إن عملية تحرير العراق التي اضطلعت بها الإدارة الجمهورية الحالية والتي واجهت معارضات من قبل عدد من الدول الرئيسية مثل روسيا والصين وألمانيا وفرنسا قبل الحرب لم تعد مثار جدل حقيقي مهما دار من حوار حاد وأثيرت انتقادات حول مسائل وجود أسلحة الدمار الشامل لدى النظام العراقي السابق، إن المسألة الآن هي كيف يمكن أن يتحول العراق الى دولة ديمقراطية ذات اقتصاد حر تسعى الى بناء علاقات وطيدة مع الغرب، وقد توصل الأوروبيون، بمن فيهم الفرنسيون والألمان، الى قناعات بأنه من الأفضل التوصل الى قناعات مشتركة مع الأمريكيين والبريطانيين لبناء العراق والاستفادة من عمليات إعادة الإعمار، ربما لن يكون مستغربا أن تتوجه قوات من حلف شمال الأطلسي، بموافقة جماعية من أعضاء الحلف، خلال هذا العام أو العام المقبل لتوفير الأمن والاستقرار في العراق خلال فترة زمنية معقولة حتى يستكمل العراق الجديد بناء قواته المسلحة وأجهزته الأمنية الملائمة، سوف يجد الحلفاء التقليديون في الغرب أن توافق مواقفهم تجاه العراق لا بد أن يعزز الأمن في المنطقة، ويمكن كل طرف من الاستفادة من الظروف المستجدة، يضاف الى ذلك أن مسألة الإرهاب تحظى باهتمام كل الدول الرئيسية في الغرب وهي تسعى لوضع أسس كفيلة لحماية بلدانها ومصالحها وشعوبها من مخاطرة·

 إذا فإن الحزب الديمقراطي الذي يتوجه الآن لتحديد مرشحه للرئاسة في انتخابات نوفمبر المقبل لا بد أن يأخذ هذه الاعتبارات المتمثلة بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والاستفادة من التعاون مع الحلفاء بنظر الاهتمام، لذلك سيكون الجدل بين الديمقراطيين وإدارة الرئيس بوش الجمهورية حول كيف يمكن تخفيض التكاليف البشرية والمالية ودفع الآخرين لتحمل جزء من هذه الأعباء، لا ريب أن الرئاسة الأمريكية قد استبقت الأحداث وعقدت العزم على نقل السلطة السياسية للعراقيين في موعد لا يتجاوز الأول من يوليو المقبل ودفعت الأمم المتحدة للعب دور أساسي في عملية نقل السلطة، إذن هناك تباين حول أساليب نقل السلطة من خلال انتخابات مباشرة، كما تطالب أطراف عراقية نافذة، أو من خلال انتخابات غير مباشرة من خلال مجالس محلية وجماعات مدنية كما ترى الإدارة المدنية الأمريكية في العراق، فإن الأمريكيين يملكون قدرا من المرونة لتكييف الموقف النهائي تجاه هذا الأمر، ولا شك أن السيد الأخضر الإبراهيمي ممثل الأمين العام للأمم المتحدة سيوفر عناصر أساسية لتعزيز ذلك الموقف النهائي للحكومة الأمريكية·

إن التكاليف المالية والتي تتحمل الخزينة الأمريكية جزءا أساسيا ومهما منها، سواء التكاليف المباشرة للقوات والأجهزة الأمريكية في العراق، أو التكاليف المتعلقة بإعادة البناء والتي خصصت الولايات المتحدة، بموافقة الكونغرس 18,5 بليون دولار لها، هذه التكاليف سوف تقوم الدول المانحة الأخرى بتحمل أعبائها خلال السنوات المقبلة وقد أبدت دول مثل اليابان وعدد من بلدان الاتحاد الأوروبي وبعض دول الخليج استعدادها لدفع مبالغ مهمة، ربما يطمح الديمقراطيون أن يتحمل الآخرون أعباء أكثر إذا ما قررت الولايات المتحدة إشراك تلك الأطراف أو الأمم المتحدة بأدوار أساسية في عملية البناء السياسي في العراق، يتضح أن مسألة العراق ستكون قضية انتخابية لكنها لن تكون القضية الحاسمة، ومهما كانت نتائج الانتخابات فإن الالتزام الأمريكي بشأن العراق لن يتراجع، تظل بعد ذلك المسألة المتعلقة بالصراع في الشرق الأوسط وتسوية الخلافات بين العرب والإسرائيليين على الجبهة الفلسطينية أو الجبهة السورية وذلك لن يعتمد على من يحتل البيت الأبيض في واشنطن بدرجة ما يعتمد على اللاعبين الأساسيين في إسرائيل والجهات المقابلة وكيفية التفاعل بين هذه الأطراف وقدرتهم على التفاوض على أسس واقعية تمكن من إنجاز تسويات تاريخية في هذه المنطقة·

 

tameemi@taleea.com  

�����
   

عدت حزيناً
من أقصر رحلة إلى البحرين(1-2):
د· علي خليفة الكواري
العاصمة الجديدة:
م· مبارك عبدالله البنوان
الإصلاح السياسي·· متى يبدأ؟:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
رتوش حكومية:
سعاد المعجل
سقوط دولة الخوف(2–3):
بدر عبدالمـلـك*
حاربوا المنتج الكويتي:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
إعفاء عضو مجلس الأمّة من منصبه عن طريق جمع تواقيع الناخبين:
خالد عايد الجنفاوي
تحليلات بائسة!:
عامر ذياب التميمي
نحــن وحكوماتنا:
يحيى الربيعان
ذكرى التحرير:
د. محمد حسين اليوسفي
حق العودة كما يراه الصهاينة:
عبدالله عيسى الموسوي
خصخصة و”مصمصة”:
محمد حسين بن نخي
إن عدتم عدنا ولن يصح إلا الصحيح:
عبدالمنعم محمد الشيراوي
قرار أمات قطاع العقار السكني:
د. جلال محمد آل رشيد
ما هي القوى الأربع في العراق؟:
حميد المالكي
استقلالية النقابات وتعديلات الشؤون:
المحامي نايف بدر العتيبي