هل يحق لدولة ما استخدام سلاح الطيران العسكري لقصف سيارة مدنية وقتل من فيها؟
هذا ما فعلته إسرائيل في اغتيالها للشهيد الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي قائد حركة حماس في غزة·
جاءت هذه العملية بعد أقل من شهر على اغتيال الشيخ أحمد ياسين وبالطريقة نفسها وجاءت بعد لقاء الإرهابي شارون بالرئيس الأمريكي جورج بوش الذي أعطى لشارون ما لم يعطه أي رئيس من قبل·
إسرائيل تسعى في استخدامها أسلوب تصفية القيادات الفلسطينية الى فرض قدرتها على الشعب الفلسطيني وتهديده بالقتل إن هو لجأ الى المقاومة أو المعارضة المسلحة وإجباره للقبول بما يعطى له من الإسرائيليين·
ولقد وقف الرئيس الأمريكي بطريقة غريبة مع هذا المنطق حين رفض إدانة عمليات الاغتيال هذه واعتبرها حقا مشروعا للصهاينة ودفاعا عن أنفسهم، وهو نفسه الذي أعطى لشارون الحق في إبقاء المستوطنات الإسرائيلية في أماكنها في الضفة الغربية وأسقط حق العودة للشعب الفلسطيني الى بلاده وأرضه متحديا في ذلك كله القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن والتي تعتبر الولايات المتحدة نفسها دولة دائمة العضوية فيه!
استطاع الإرهابي شارون إقناع بوش الذي يخوض تجديد ولايته الثانية والذي يحتاج الى ناخبيه اليهود بكل ما سبق وكأن بوش يتحاشى إغضاب اليهود متجنبا ما وقع فيه والده سابقا والذي لم يستطع الفوز بولاية ثانية·
ولكن هل سيستسلم الشعب الفلسطيني ويرضخ لشروط الصهاينة؟! الواقع المعاش في الأراضي الفلسطينية ورغم صعوبات العيش التي يحياها الفلسطينيون يقول لا·
فالشعب الفلسطيني عرف بتضحيته المتواصلة وتقديمه للشهداء واحدا تلو الآخر، وبالتالي فإن مقتل الرنتيسي لن يوقف هذا الإصرار بل إن الحشود الضخمة التي خرجت لتشييعه أعطت جوابا واضحا برفض الرضوخ للابتزاز الصهيوني، وأعلنت مواصلتها للمقاومة الفلسطينية مهما كلفها الأمر، فلقد تساوت أمامها الأمور ولم تعد تهتم بالبطش الإسرائيلي والذي بدأ يتعوده الأطفال منذ نعومة أظفارهم ويشبون عليه وبيدهم الحجارة ورفض الاستسلام للعدو· |