أولا نعزي أنفسنا وشعبنا العراقي والعميد توفيق الياسري أمين عام حزب الائتلاف الوطني العراقي بوفاة المغفور له القائد الفذ لانتفاضة الجنوب والناصرية تحديدا العقيد عبدالمنعم القطان حينما خاض ورفاقه أشرس المعارك وأشرفها ضد قوات صدام وعناصره الإجرامية من القادة الميامين الذين تصدوا لأعتى نظام إرهابي يمتلك جميع وسائل البطش والتدمير بعد أن تحققت أمنيته الكبرى بسقوط النظام الصدامي البائد·

ونحن في الوقت الذي ننعى الفقيد نرجو أن تسارع محافظة الناصرية ومسؤولوها إلى إقامة تمثال يخلد الفقيد ونقترح أن يقام في الساحة المطلة على سوق الصفا التاريخي وسط المدينة مع لوحة تحمل تعريفاً كاملا بشخصيته ومآثره البطولية الرائعة أو يقام في مدخل المحافظة جوار فندق أور حتى يكون هذا الرمز شامخا أمام زوّار المدينة وأهاليها في حلّهم وترحالهم·

والحقيقة أن مثل هذه الرموز التاريخية يجب أن تحظى دائما باهتمام ورعاية الدولة والمجتمع وأن تجد مكانا رحبا لها في مناهج المدارس وكتب المؤرخين وأن تحظى عوائلهم بالتكريم المادي والمعنوي حتى يشعروا بالمزيد من الفخر والاعتزاز بأبنائهم الذين قدموا أرواحهم وهي أعز ما يملكون فداء لوطنهم ومحاولة تحريره من الطغيان الصدامي وأن يكونوا حاضرين دوما في وجدان وضمائر الناس يستلهمون منهم العبر والدروس والعزائم فهم أجدر بالاحترام والتقدير ولا يمكن مقارنتهم بأي حال مع بعض الانتهازيين الذين حذرنا منهم قبل سقوط النظام البائد والذين قفزوا على بعض المراكز من أبراجهم العاجية وحياتهم المخملية الخاملة دون تعب ومعاناة، لا تاريخ لهم ولا مآثر سجلت لهم أيام المحنة الكبرى حينما كان صدام يجثم على أرض العراق يعذب ويقتل ويهدر الثروات ويفرط بسيادة الوطن ومستقبل الشعب بل عَبَرَ بإرهابه الحدود ليحتل دولة الكويت الشقيقة ويفعل بأهلها ما يفعله بالعراقيين وهاهم أبناؤها الشهداء ينتشلون من المقابر الجماعية كوكبة بعد كوكبة لا لشيء إنما إرضاء لنزعة الإجرام والشر والتدمير بينما كان هو ومن معه من المرتزقة العرب والأجانب ينكرون وجود الأسرى الأبرياء ويستخفون ويسخرون من قضيتهم الإنسانية ومأساة أسرهم المفجوعة·

أرقام مرعبة!

إن أحد الفواجع الكبرى التي أنتجها وخلّفها نظام صدام وحسب آخر المعلومات والإحصاءات الموثقة عن طريق السجلات والوثائق التي عثر عليها أبناء شعبنا العراقي في أوكار أجهزة الأمن والمخابرات وعن طريق شهادات الأهالي وبعد التدقيق بها ومقارنتها بوقائع وأحداث موثقة كذلك فإنه تم تحديد أكثر من 1,300000 مفقود حتى الآن في العراق وهؤلاء ومنذ عشرات السنين لا أحد يعرف مصيرهم شيئا ولم يُعثر على أثر لهم في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها ولا في السجون والمعتقلات العلنية والسرية "مع ملاحظة أن هناك سجونا ومعتقلات سرية لم تكتشف حتى الآن" ولا في مراكز الأمن والحزب الحاكم والمخابرات لكن المؤكد أنه تمت تصفيتهم جسديا بعد هذه السنين الطويلة ولو ضربنا هذا الرقم بالعدد خمسة وهو المتوسط التقريبي لعدد أفراد العائلة العراقية لكان العدد مرعبا ومخيفا حقا ومما يزيد الحيرة والقلق والحزن ويُعظّم المأساة أنه وبالرغم من الجهود الكبيرة والمستمرة التي تبذلها الكثير من المنظمات الإنسانية العراقية كجمعية السجناء الأحرار العراقيين وغيرها وحتى بعض المنظمات الدولية وأهالي الضحايا المفقودين إلا أن تلك الجهود مجتمعة لم تسفر عن شيء ولم يتم العثور على واحد من هؤلاء المفقودين·

وهذا يتطلب وبشكل عاجل ما يلي:

1 - حملة وطنية عراقية شاملة وتعاونا إقليميا عربيا ودوليا للكشف عن مصير هؤلاء الضحايا المفقودين·

2 - تأهيل العاملين في المنظمات الإنسانية العراقية وتزويدها بالمعدات والأجهزة والتقنيات الحديثة·

3 - التعاقد مع خبراء عالميين في هذا المجال لهم تجارب ومهارات وخبرات سابقة في أماكن أخرى من العالم·

4 - الإسراع بتوفير الإمكانات المطلوبة والمستلزمات الضرورية لفتح المقابر الجماعية والبحث عن مقابر جديدة·

5 - إحاطة ذوي الضحايا بمظاهر التكريم المادي والمعنوي والرعاية النفسية وحل المشاكل الاجتماعية التي نجمت عن فقدان أحبائهم·

6 - إنشاء معهد للتدريب والتأهيل متخصص في مجال المقابر الجماعية والسجون والمعتقلات يكون لذوي الضحايا الأولوية في الانتساب له·

7 - إجراء مسح طوبوغرافي وجيولوجي على مساحة العراق البالغة 470 ألف كيلومتر مربع·

8 - التحقيق مع مسؤولي السجون والمعتقلات ومنتسبي أجهزة الأمن والمخابرات قادة ومراتب وأفراد·

9 - تشريع نظام للمحفزات والجوائز النقدية تمنج لكل من يدلي بمعلومات صحيحة عن كل ما يخص هذه القضية الإنسانية مع ضمان سرية المعلومات والأشخاص التي يدلون بها·

10 - نشر صور الضحايا ومعلومات عن مهنهم وعناوينهم وتاريخ اختفائهم في وسائل الإعلام المختلفة·

11 - ومن أجل المشاركة الوجدانية والاجتماعية ينبغي إجراء لقاءات مباشرة مع ذوي الضحايا وتنظيم برامج ترفيهية ورحلات منتظمة لهم إلى خارج العراق للقاء المنظمات الإنسانية والدولية الرسمية وحث المجتمع الدولي على مساعدتهم·

12 - إنشاء هيئة تشرف وتدير صندوق التبرعات ومخاطبة الجميع وخاصة الجمعيات الخيرية·

13 - إبعاد هذه القضية عن مجالس السياسة والإصرار والثبات على عدم تسييسها وصيانتها من كل ما يؤثر عليها سلبا وإبعادها تماما عن الصراعات والاختلافات أيا كانت وأن يكون في هذا المجال من الشخصيات والعناصر المستقلة عن الأحزاب والحركات والتجمعات السياسية·

الموسوعة العراقية

فيما يلي نقدم جدولا بتاريخ دخول المخترعات إلى العراق:

الباخرة ذات المحرك عام 1860، التلغراف عام 1861، معمل العبخانة لحاجة الجيش عام 1864، الترامواي (الكاري) عام 1870، مضخة السقي عام 1871، معمل الثلج عام 1881، خط عربات بين بغداد والأعظمية عام 1890، الفوتوغراف عام 1893، الفونوغراف عام 1895، خط عربات بغداد كربلاء، وصلة بعقوبة عام 1900، الدراجة الهوائية عام 1906، إسالة الماء (دون تصفية أو تعقيم) عام 1907، السيارة (صاحبها حمدي باشا بابان) عام 1908، تلفون حكومي بين بغداد والكاظمية 1911، السينما عام 1911، خط سيارات بين بغداد وبعقوبة عام 1912، خط القطار بين بغداد - سامراء عام 1915، الطائرة عام 1916، النور الكهربائي عام 1917·

hamid@taleea.com