رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 ربيع الأول 1425هـ - 21 أبريل 2004
العدد 1624

الخوف من الفيدرالية
د. محمد حسين اليوسفي
alyusefi@taleea.com

الولايات المتحدة الأمريكية وليس الولايات المستقلة الأمريكية، هذا هو اسم أقوى دولة في العالم وقطبه الأوحد، وهي تتكون من إحدى وخمسين ولاية، تتمتع كل ولاية بقدر كبير من الحرية،لها مجلسها وحاكمها المنتخبان،  ويجمع هذه الولايات حكومة مركزية مقرها واشنطن، ولم نسمع قط أن مثل هذا النظام قد أضعف الولايات المتحدة التي - كما أسلفنا القطب الأوحد- !! وتعتبر الهند أكبر ديمقراطية قائمة، ورغم أن الهند دولة في عداد العالم الثالث إلا إنها استطاعت أن تحافظ على نظامها الديمقراطي منذ إنشائها في العام 1947، في حين أن جارتها الباكستان - التي انسلخت عنها - تخرج  من انقلاب عسكري لتدخل في آخر·

الهند هذه دولة اتحادية تتكون من ولايات، حكوماتها متباينة أشد التباين، فولاية كيرالا يحكمها الشيوعيون والولايات الأخرى تحكما قوى وأحزاب أخرى، ولم يؤثر هذا النظام في قوة ومنعة هذه الدولة التي تحيطها جارتان معاديتان لها هما الصين والباكستان!! هاكم مثالاً أخر يقوي من حجتنا، فمن منا لا يحب سويسرا، تلك الدولة الآمنة التي تعيش هانئة في وسط أوروبا والتي تحتوى كنوز العالم البنكية، سويسرا تلك دولة اتحادية تتكون من أقسام قومية ثلاثة: القسم الفرنسي والقسم الألماني والقسم الإيطالي، ولغتها الرسمية هي تلك اللغات الثلاث، ومع ذلك، وبرغم هذا الانقسام القومي واللغوي، ليس منا من يقول إن سويسرا دولة يسودها الفوضى أو هي دولة ضعيفة، بل كلنا يتمنى أن تكون بلده سويسرا ثانية·

هذه المقدمة الطويلة عرضناها لنبين للمتخوفين - وليس المزايدين - أن ما هو مطروح في العراق من نظام فيدرالي - والأفضل استخدام اللفظ العربي وهو النظام الاتحادي إذ هو أوقع في معناه - أقول للمتخوفين من هذا النظام إن معطيات النظم القائمة تدلنا أن النظام الاتحادي نظام قادر على العمل، فهو يعطي الحرية والخصوصية وبالتالي يعبر عن روح التعددية السياسية لمكونات المجتمع ، وفي الوقت نفسه  تنتظم تلك المكونات في سلطة سياسية تكون تعبيراً صادقاً عن تلك المكونات تسمى الحكومة الاتحادية، فما الضير لو طبق هكذا نظام في العراق علماً أن هذا النظام لم يطالب به الأكراد وحدهم، بل طالبت به معظم القوى السياسية غير المتعصبة قومياً أو دينياً؟! فالحزب الشيوعي العراقي - على سبيل المثال- قد رفع شعار الاتحادية منذ أربعينات القرن الماضي·

إن العراق بحاجة إلى النظام الاتحادي كي يستطيع بهذا النظام أن يراعي الخصوصيات القومية والدينية من ناحية، ولكي يحفظ كيانه موحداً من ناحية أخرى، فهل يلتزم العراق الجديد بالنظام الاتحادي؟؟

 

alyusefi@taleea.com

�����
   

الإصرار الفلسطيني:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
استراتيجية الثوابت!!!:
سعاد المعجل
خارطة القتل:
المهندس محمد فهد الظفيري
تطوير لمسيرة الديمـقـراطـية:
يحيى الربيعان
مثقفون في غيابة الجـب:
محمد بو شهري
الديمقراطية واستحقاقاتها:
عامر ذياب التميمي
السنة وتيار مقتدى الصدر:
المحامي نايف بدر العتيبي
الخوف من الفيدرالية:
د. محمد حسين اليوسفي
غسيـل أفعـال بـالأقـوال!!:
عبدالخالق ملا جمعة
قراءة في الدستور العراقي الموقت:
د. جلال محمد آل رشيد
وطنـي وبعضــنـا··:
خالد عايد الجنفاوي
فضائح "شارون":
عبدالله عيسى الموسوي
أرقام مرعبة عن المفقودين العراقيين
وفاة العقيد عبدالمنعم القطّان وگواگب شهداء الكويت:
حميد المالكي
الإصلاح العربي الذي لا يجيء!:
رضي السماك