يبدو أن أحد أساسيات خارطة الطريق حسب المفهوم الشاروني هو قتل الأبرياء وتصفية الشرفاء مهما كانت ظروفهم وأوضاعهم، وللأسف هذا المفهوم بدأ يتعزز وينمو من خلال تبني مجلس الوزراء الإسرائيلي له على مرأى وبصر الإدارة الأمريكية التي طالبت كلا الطرفين بضبط النفس تعليقا على اغتيال إسرائيل للشهيد المجاهد الشيخ أحمد ياسين مثال الكفاح والنضال والعطاء - رحمه الله رحمة واسعة وألهم ذويه والعالم الإسلامي قاطبة الصبر والسلوان وعوضهم خيرا - وأمام مثل هذه التعديات الإسرائيلية الصارخة لا يسعنا إلا أن نطالب الجميع بالوقوف أمامها بشكل صلب وواضح صفا واحدا مطالبين الإدارة الأمريكية وقادة الدول الأوروبية باتخاذ ما تمليه عليهم ضمائرهم الإنسانية لوقف هذا النزيف الدموي الذي تتقطع له قلوب الملايين والذي بدأ وللأسف الشديد يتكرر يوميا بشكل لا يفرق بين صغير وكبير ولا بين رجل وامرأة ولا بين طفل وشيخ طاعن في السن·
خارطة الطريق إن كانت بهذا الشكل تبدأ بالاغتيالات وفق مسلسل مبرمج ولا تميز بين مقاتل ومدني، فالواجب الإنساني للكائن من يكن لا يرضاها بل من الواجب محاربتها وعرقلتها، أم أن الكفاح المشروع أصبح يندرج تحت مفهوم الإرهاب تبريرا لمواصلة قتل الأبرياء؟ لقد اتسع مفهوم الإرهاب عزيزي القارئ ليشمل كل ما يعيق خارطة الطريق إذ إنه تحت هذا المفهوم يقتل الأطفال الأبرياء الذين تتمزق قلوبنا عليهم حزنا وحسرة يوميا في ظل التخبط الإسرائيلي الذي تمارسه الإدارة الشارونية دون هوادة ورحمة ولا نملك في هذا المقام إلا أن نردد "إن الله يمهل ولا يهمل" ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وحسبنا الله ونعم الوكيل· |