رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 17 ذو القعدة 1425هـ - 29 ديسمبر 2004
العدد 1659

ألفـــاظ و معـــان
مضمون كنسي
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله

انتشر تعبير "الإصلاح"، ليس في حديث أهل مصر فقط وإنما على مستوى الوطن العربي وإن بدرجات متفاوتة بتفاوت موقف السلطة، فحيث تحدثت عن كلمة "الإصلاح" تبعها الكثيرون كعادتهم، واستسلم لها الجميع دون بحث في معناها، والأمر المؤكد أنها جاءتنا عبر المحيط الأطلسي دون أن تتوقف في أوروبا إلا فيما ندر، مع أن لها في الغرب تاريخا طويلا وفي الولايات المتحدة استقرارا عميق الجذور، فهي في الأصل تشير الى ثورة دينية فجرت الكنيسة الكاثوليكية عبر صراع وحروب استمرت قرونا عدة وانتهت الى انشقاق المسيحية الغربية الى كنيسة كاثوليكية ذات مركزية شديدة وكنائس بروتستانتية متعددة، وكلمة بروتستانت تعني بالعربية الاحتجاج وذلك أن جذور هذه الحركات التي ظهرت منذ أواخر القرن الثاني عشر كانت تحتج على الفساد الذي انتشر بين رجال الدين في أشكال شتى· وكان ما يستوقف المسيحي البسيط - بعيدا عن الجدل اللاهوتي والإكليركي - أمور مثل كثرة من يعاشرون نساء بين رجال الكنيسة الذين ندروا للسيد المسيح العزوبة الدائمة، وما كان يدور في الأديرة من أفعال جنسية، كذلك كان بعضهم يبيع "السماح" أو العفو الديني عن الخطيئة، كما أن ما كان لرجال الدين من حصانة ضد القانون تسبب في تكاثر الجريمة، وهكذا طالب الناس بإصلاح تلك الأحوال وكان للكلمة رنة أخلاقية تقترب من "الإصلاح" في لغتنا·

ثم تطور الجانب الفكري والجدلي في مناقشة مسلمات الكنيسة الكاثوليكية وفي رأسها وظيفة البابا وعصمته، واشتد الجانب الفلسفي الناقد بوصول كتاب ابن رشد الشهير من الأندلس، وهو الذي ترجم من العربية مباشرة في أواخر القرن الثاني وتسارع في أوساط من نسميهم في عصرنا المثقفين، وأعيدت ترجمته وظهرت في جامعة باريس "المدرسة الرشدية بباريس"، ويزعم مؤرخو الغرب أن الفيلسوف العربي النابغة لم يفعل إلا نقل نصوص أرسطو، وقولهم تهوين من شأنه يكذبه أن توماس الإكويني الذي يعدونه أهم من مهد للتغيير في الفكر الكنسي بعد ذلك بنحو قرين، أقر بأنه تعلم من مؤلفات ابن رشد، ونعود الى كلمة الإصلاح فنجد أن الكنائس المحلية (أو الوطنية) التي نجحت في "إصلاح أحوالها" وسارت في طريق مخالف للفاتيكان أسمت نفسها "بالكنائس الإصلاحية"·

ويتميز الوضع في الولايات المتحدة (ولا سيما الجزء الشمالي منها) بأن الكاثوليك لم يهاجروا إليها بكثرة إلا متأخرين، وأن أول سكانها البيض كانوا من هؤلاء البروتستانتيين، ثم من بريطانيا، وقد هاجر منهم بروتستانت كانوا مضطهدين في وطنهم (مثل الإنجليز الذين أسسوا ولاية فريجنيا، على اسم الملكة العذراء البروتستانتية اليزابيث الأولى)، وبعد الاستقلال وحتى ظهور أثرياء النفط في تكساس كانت الصفوة بين رجال الأعمال ورجال السياسة والحكم وحتى في الجامعات للبيض الانجلو سكسون البروتستانت أو كما يسمون اختصارا بالإنجليزية WASP·

وسبب هذا الحديث كله هو أن المحافظين الجدد، والمسيحيين الصهيونيين، والمسيحيين المولودين من جديد، هم أشد الإنجيليين تعصبا وهم دعائم حكم بوش الذي خاض الانتخابات الأخيرة (ربما للمرة الأولى في بلد أسس على الفصل بين الدين والدولة) تحت شعارات دينية ولقي تأييدا واسعا داخل الطائفة الإنجيلية وإن لم تكن وحدها·

ويقلق هذا الاتجاه السائد في البيت الأبيض كثيرا من المفكرين في أمريكا، وقد سمعت منذ بضعة أيام ذ· بيريجنسكي المحلل السياسي الشهير ومستشار الأمن القومي السابق، سمعته يقول بصدد قضية فلسطين وإسرائيل إن أهم ما يقلقه هو الاتجاه الديني الحاكم في واشنطن وتل أبيب، لأن كل اتجاه ديني له مسار محدد يقبله لأنه يرضي الخالق سبحانه، ومن ثم فهو مناقض لما هو جوهر رشد القرار: الاختيار بين اتجاهات بديلة في ضوء المكاسب والخسائر التي يمكن أن يوجدها كل منها·

�����
   

قمة الجسور الخليجية:
سعاد المعجل
صرامة القانون في الحرب والسلم:
محمد بو شهري
ثوابت الأمة!:
فهد راشد المطيري
مضمون كنسي:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
متاهات الحوار:
عامر ذياب التميمي
وزارات السيادة الدينية:
مسعود راشد العميري
من البحرين إلى المنفى(2-3):
د. محمد حسين اليوسفي
الإرهاب يواجه بالمقاومة:
عبدالله عيسى الموسوي
"أبو الحسن ورحيل الشجعان":
د. سامي عبدالعزيز المانع
هكذا شعب يستحق هكذا برلماناً:
فيصل عبدالله عبدالنبي
وعفا الله عما سلف
حقيقة اختراق الشبكة:
عبدالحميد علي
انتهازيون لا عهد لهم ولا ميثاق:
يوسف مبارك المباركي
فقدان النصاب "المقصود":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
فرنسا و"المنار":
رضي السماك