حاول رئيس النظام العراقي دق إسفين بين الكويت والشعوب العربية وقد اختار وقتاً حرجاً بالنسبة إلى كل دول المنطقة والكويت بشكل خاص موهماً الشعوب العربية بأن الكويت هي التي تقود الولايات المتحدة الأمريكية نحو ضرب العراق وهو بلاشك يعرف أن أغلبية الشعوب العربية تحركها العاطفة ويغيب عنها تحكيم العقل والمنطق والفهم لمايدورحولها·
فالاعتذار يجب أن يكون مباشراً واضحاً يظهر الندم والخطأ في العمل الذي قام به رئيس النظام العراقي تجاه دولة جارة وشعب عربي ناصر العراق بكل ما يملك وهو اعتذار عن جريمة قام بها النظام العراقي موجه أيضاً للشعوب العربية والإسلامية كما يجب أن يكون الاعتذار موجهاً أيضاً للشعب الفلسطيني الذي ذبح ومورست ضده أبشع الجرائم من جراء الغطاء السياسي الذي منحه رئيس النظام العراقي للدولة العبرية بغزوه واحتلاله لدولة الكويت·
فلا يعتقد رئيس النظام العراقي أن الشعب الكويتي هم من شاكلة وجنس أعضاء تنظيمه المشؤوم الذين يجمعهم ويحاضر عليهم بالساعات وهم لايفقهون مما يقوله شيئاً ويخرجون بعدما يصفقون طويلاً للقائد الملهم ولا يتجرأ أحد أن يعارض أو يناقش أو يسأل لأن المصير واحد وهو القتل برصاصة يدفع ثمنها أهل المقتول الخائن للحزب والثورة والعراق!
فمن سمع خطاب الرئيس العراقي يرى أن هذا النظام مازال مستمراً بالمنهجية والأسلوب نفسيهما اللذين اتبعهما منذ وصوله للسلطة فلم نلاحظ تغييراً يذكر نحو التهدئة والاستسلام للفكر العالمي الذي يراعي حسن الجوار وحقوق الدول واستقلالها ووحدة أراضيها وسيادتها وحرية اتخاذ القرار فيها وتطبيق مفاهيم حقوق الإنسان وحرية التعبير والتعددية بل إنه أعطى إشارات وهو الذي لم يتعلم من دورس الماضي معتقداً أنه يوجد بالكويت خلايا أو منظمات أو أفراد يأتمرون ويضعون اعتباراً لما يقوله وهو الذي لم يجد إبان غزوه واحتلاله للكويت شخصاً كويتيا واحداً يوافقه على عمله المشين معتقداً أن كل نقد أو رأي يطرحه الكويتيون بالتأكيد ضد نظام أسرة الصباح متناسياً العقد الاجتماعي الكويتي الذي ارتضيناه جميعاً نبراساً هادياً لمسيرتنا كشعب ودولة·
فالشعب الكويتي لايقبل اعتذاره المبطن ويطالب بفك قيد الأسرى والمفقودين الكويتيين وغيرهم وهذا ما لم يتطرق له الخطاب لأنه لا يؤمن أصلاً بالقضايا الإنسانية، أما عن المؤامرات التي يتحدث عنها فهو سيدها وزعيمها ولا يفتى عنها وصدام في بغداد، كما أن خطاب الرئيس العرقي رسالة لمن يرفض ضرب هذا النظام ولعل هذا الخطاب يدق ناقوس الخطر لكل مشكك في إمكانية احتواء هذا النظام ويدفعنا بقوة بالتوجه نحو الأصدقاء ومعرفة الأعداء وعدم الغفلة عن ما يحاك ضدنا، ولنرجع إلى مفهوم دول الضد ونحتاط منها،،، والله يحفظ كويتنا من شرور الغادرين·
nayef@tateea.com |