رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 8-14 شوال 1423هـ الموافق14-20 ديسمبر 2002
العدد 1556

بلا حــــدود
ثورة حاكم!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

في حوار مضحك أجرته جريدة “القبس” مع الأمين العام للحركة السلفية العلمية الدكتور حاكم المطيري تحدث فيه الأمين عن رفض شعوب الخليج للوجود العسكري الأمريكي في المنطقة خصوصاً القواعد العسكرية التي باتت تحيط بمنطقة الخليج العربي ووصفها بأنها نوع من أنواع الاستعمار!!! كما عارض المطيري جميع الأعمال التي تقوم بها أمريكا لمحاربة الإرهاب معللاً ذلك بالممارسات التي تقوم بها وتمثل انتهاكات خطيرة لمبادئ حقوق الإنسان!! كما دعا أمين الحركة السلفية دول الخليج إلى وضع خطة عسكرية استراتيجية لحماية أمنها بنفسها لأن استمرار الوجود العسكري الأمريكي - على حد قوله - يفقدها سيادتها واستقلالها·

كما أثار أمين الحركة السلفية أموراً أخرى كثيرة تتعلق بالعلاقة مع أمريكا بشكل خاص·

الحوار مضحك لأنه يفترض في تحليله واقعاً افتراضياً بعيداً كل البعد عن واقعنا المعاش والقائم فعلياً!!

قد نتفق ونوافق الدكتور “المطيري” في كل ما أثاره بشأن التناقض بين سيادتنا واستقلالنا كدولة وبين الوجود الأمريكي العسكري والسياسي في المنطقة بشكل عام·

لكننا نختلف معه أو إذا صح التعبير نملك نظراً ورؤية أبعد وأنضج من رؤيته الضيقة لما يتعلق بأسلوب التخلص من ذلك الوجود العسكري الذي يهدد سيادتنا!! والذي ليس بينه - وبكل أسف - مادعا إليه الدكتور الفاضل حول ضرورة أن تقوم دول الخليج العربي من خلال مجلس التعاون بوضع خطة عسكرية استراتيجية لحماية أمنها بنفسها خاصة بعد التجربة المؤسفة لدرع الجزيرة الذي أثبتت كارثة الغزو العراقي للكويت وماتبعها من تداعيات وحروب فشله الذريع كمشروع قوة عسكرية مشتركة لمجابهة أي مخاطر يتعرض لها عضو في مجلس التعاون الخليجي!!

لم يكن التواجد الأمريكي في المنطقة وليد لحظة الغزو، وإنما كان مشروعاً سكن الذاكرة السياسية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية!! فهو إذاً مشروع لم يأت بسبب فورة حماس منفصلة عن ما يحيط بها من أحداث، وكما هو الحال في ثورة “حاكم المطيري” الحالية، وإنما جاء كمشروع قُدمت فيه الدراسات وأفردت له الخطط الاستراتيجية المحكمة والذّكية، وليس التشنجات السياسية كالتي كانت واضحة في حديث “المطيري”·

فالوجود الأمريكي الذي بدأ بإنشاء قاعدة الظهران الأمريكية عام 1944 لتصبح من أكبر القواعد العسكرية في المنطقة العربية وجنوب آسيا مترجماً بذلك التصريح الشهير للرئيس الأمريكي روزفلت في فبراير 1943 حين قال “إن المملكة السعودية أصبحت من الآن فصاعداً ذات ضرورة حيوية للأمن القومي للويات المتحدة الأمريكية”·

وعلى الرغم من كل التغيرات في خطط أمريكا الاستراتيجية والعسكرية، فإن جوهر سياسة الهيمنة بقي كما هو حيث بدأت الولايات المتحدة في تحقيق مكاسب اقتصادية وعسكرية وسياسية ضد حلفائها الغربيين فعلى سبيل المثال بدأت الولايات المتحدة في التقرب من آبار النفط في البحرين إلى أن حصلت على حق استخدام جزء من القاعدة البريطانية البحرية في “الجفير” في مطلع 1949 لتكون مركزاً لقيادة القوة العاملة في الشرق الأوسط، كذلك ضاعفت أمريكا من حضورها العسكري في إيران إبان أزمة تأميم النفط الإيراني في مطلع الخمسينات· كما استطاعت أن تكون صاحبة القرار السياسي الأول في المنطقة حين رتبت لانقلاب الذي أطاح بالزعيم الإيراني الدكتور “محمد مصدق” وأعادت الشاه إلى السلطة في العام 1953!!

لن نستطيع في مقال قصير كهذا أن نتحدث بإسهاب عن الاستراتيجية الأمريكية التي مكنت الولايات المتحدة من الهيمنة على المنطقة!! وإن كان الهدف فيما ذكرناه من براهين تاريخية تذكير الدكتور “حاكم المطيري” أن السياسة لاترسمها الرغبة، وأن الاستراتيجية ليست مرادفة للأمنية!! وأن رفض الوجود الأمريكي لا يحققه حوار أو حديث متشنج يربك أكثر مما يُطمئن، ويشوّش أكثر مما يوضح!! وإن رفضه لاحتلال العراق وتدميره وأيضاً تأييده لثورة شعبية تسقط صدام حسين لا يتحقق من خلال “ثورة في حوار” يعلنها حاكم المطيري وإنما من خلال بناء الأدوات والمعاول والنهج الذي يستطيع أن يُسخره الراغب في الحفاظ على استقلاله والمتمسك بسيادته حقاً!!

�����
   

خطوات على طريق النهاية··:
عبدالله عيسى الموسوي
صدام والتراجع التكتيكي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ثورة حاكم!!:
سعاد المعجل
ماذا يتوقع المواطن من بيان الحكومة القادم؟:
عبدالرحمن محمد النعيمي
الأسرى القضية الغائبة:
عادل عبدالله
اعتذار صدام حسين لشعب الكويت!!:
يحيى الربيعان
اعتذار غير مقبول:
المحامي نايف بدر العتيبي
مأزق وتحديات!:
عامر ذياب التميمي
صح النوم يا أمريكا!!:
د. محمد حسين اليوسفي
عدم الإيمان بالديمقراطية:
يوسف مبارك المباركي
قراءة في القرار 1441:
د. جلال محمد آل رشيد
متى يرتقي الإعلام الخليجي إلى الحدث العراقي؟:
حميد المالكي
التنمية الخليجية المشوهة:
رضي السماك