رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 23 محرم 1427هـ - 22 فبراير 2006
العدد 1716

ليتك لم تتحدث يا موردخاي
يوسف الكندري

هل إيمان المسلمين ضعيف لهذه الدرجة حتى يهاجموا الدنمارك كل هذه الهجمة؟ وهل المسلمون يشكون بأن النبي محمد ليس بصاحب رسالة خالدة على مر التاريخ؟ لماذا لا يقوم المسلمون برفع دعاوى على الصحيفة وعلى راسم الكاريكاتير لوقف الاعتداء على حقوق المسلمين وردع أي ضعيف نفس بعدم التطاول بالمستقبل على المقدسات والرسل؟ كل هذه الأسئلة للأسف لم تأت من رجل يدين بالديانة الإسلامية بل على العكس أتت من رجل يهودي يدعي موردخاي وهو دكتور بإحدى جامعات تل أبيب، وللأسف هذا اليهودي الذي نهوى سب قومه وشتمهم دافع عن الإسلام وعن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وطرح نقاط مهمة جدا لم يطرحها أي مسلم وذلك عبر برنامج على إذاعة الـ "بي - بي - سي" واسم البرنامج "نقطة حوار"، فموردخاي قال إن الإسلام ليس بدين ضعيف أو واهن حتى تكون كل هذه الهجمة على الدنمارك، وإن الرسول محمد صاحب رسالة خالدة بدليل أنها مستمرة لأكثر من 1400 سنة وما زالت، وعلى المسلمين تشكيل جماعات ضغط على الحكومات الأوروبية لسن قوانين تحرم السب والقذف والاستهزاء بالمشاعر الإسلامية أو بالنبي مثلما فعل اليهود من قبل وكان سلاحهم الوحيد اللجوء إلى القانون، وليسمح لي القارئ بأن أعلق على بعض النقاط التي لا يفهمها التيار الديني لدينا حيث ملأ الدنيا صراخا وتهديدا وعويلا حتى صدرت للأسف فتاوى بإهدار دم من رسم الكاريكاتير وهي وسيلة هينة بالنسبة إلى مشايخ الدين لدينا، للأسف أنهم لا يفهمون أن أغلب دول أوروبا الآن عبارة عن دولة واحدة وأن حرية الرأي لديهم محترمة ومقدسة ولا يقدر أي مسؤول في الحكومة على وقف إصدار صحيفة أو منع كاتب من نشر رأيه، والدليل لا توجد لديهم وزارة للإعلام، ولأن العرب عموما تعودوا على سماع الرأي الواحد الذي يمجد بالرئيس القائد والزعيم الخالد والملك ذي النظرة الثاقبة للأمة المجيدة، فحرية الرأي تعتبر مساءلة لا يستوعبها العقل العربي الغارق بالتمجيد والمديح، ثانيا مشايخ الدين لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهموا أن أغلب مواطني أوروبا وخاصة الدول الإسكندنافية شعوب ملحدة لا تؤمن بوجود الله، وهذا باعتراف الكنيسة بالفاتيكان لذلك نرى الصحف والكتاب يستهزئون بالنبي عيسى والحواريين ويرسمون عنهم الرسومات لا بل تعدى الأمر أنهم يخرجون الأفلام والمسرحيات عن النبي عيسى وغيره من الأنبياء، والشعب الأوروبي يتقبل ذلك لأنه كما قلت أغلبه ملحد، ويؤمن بتعدد الآراء، ثالثا بعد مقاطعة المنتجات الدنماركية وإصدار الفتاوى بتحريم الشراء قامت صحف فرنسية وألمانية وأمريكية بنشر الصور مرة أخرى وقامت محطة الـ "بي - بي - سي" التلفزيونية بعرض الصور على الشاشة وعلق رئيس وزراء بريطانيا السيد "توني بلير" بأنها حرية نشر· لماذا لم يقم مشايخ الدين بإرسال الرسائل بمقاطعة هذه الدول وما تنتجه؟! والى متى يتم منع المنتجات الدنماركية من الجمعيات والخاسر هو التاجر أو الوكيل لهذه المنتجات مع أن رئيس وزراء الدنمارك والصحيفة كما قلت في مقالتي السابقة قد اعتذروا عن نشر الصور؟!

لأنه والله أعلم أن من طالب بالمقاطعة لم يدر في خلده أن دول أوروبا سوف تتضامن مع الدنمارك وأرجو كل الرجاء من دعوا لمقاطعة الدنمارك أن يتنازلوا عن سيارتهم الألمانية أو الفرنسية الفارهة، وكذلك بالنسبة إلى السيارات الأمريكية لأن ركوبها حرام وتساعد هذه الدول على الاستقواء والتجبر على ديننا الإسلامي لكن هل يفعلون؟ أشك في ذلك لأن السبب مجهول لدي ولا أعرفه، لماذا الدنمارك بالذات هي من حرمت منتجاتها، وبالأخير يظهر أن الدكتور موردخاي أكثر عقلانية وواقعية من أكثر الناس لدينا الذين يسمعون ولا يفكرون ولا يحسبون العواقب والنتائج إلا فيما بعد لهذا السبب تحسرت من كلام موردخاي الواقعي والعقلاني والله كريم·

 

آخر المقال:

 

يظهر أن وزارة الصحة لدينا ارتعدت فرائصها عندما علم مشايخ الدين لدينا أن الأنسولين لمرضى السكر هو من إنتاج الدنمارك وتحريمه والبحث عن بديل ولم تقف الوزارة بوجه هؤلاء بل قامت تبرر تارة وتنفي تارة أخرى وكأنما قامت بعمل مشين·

�����
   

ما الذي يجري في البورصة؟!:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الحملة على المهرجان.. لماذا؟:
سعود راشد العنزي
إنفلونزا الطيور
...وسياسة التهوين!:
سليمان صالح الفهد
إرث السقيفة!!:
سعاد المعجل
لا إفراط أو تفريط..:
عويشة القحطاني
"خد ما تخذ":
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
تفجير سفارات الدنمارك والنرويج:
د· منى البحر
تفعيل المادة(102):
صلاح مضف المضف
المياه أغلى من النفط:
د. حصة لوتاه
منتهى الوقاحة(1):
عبدالله عيسى الموسوي
حكومة اليوم.. وأحفاد الغد:
محمد جوهر حيات
ما هي إلا خواطر(2):
علي غلوم محمد
ليتك لم تتحدث يا موردخاي:
يوسف الكندري
المستقلون عن الأمة!:
مسعود راشد العميري
أسئلة مشروعة في دوائر ممنوعة!!:
عبدالخالق ملا جمعة