على الرغم من أن الجميع يطالب بمحاربة الفساد والمفسدين والكل يطالب بسيادة القانون من أصغر موظف في البلد الى سمو رئيس الحكومة إلا أننا نسمع ونرى عن قصص وروايات وحكايات من ألف ليلة وليلة عن أشخاص يقومون "بسرقة الجمل بما حمل" إلى أن أصبح المبدأ السائد لدى السواد الأعظم موظفين أو مديرين أو وزراء أو أعضاء، الكل الكل بلا استثناء إلا من رحم ربي، همهم الوحيد مبدأ "خد ما تخذ" لا أفهم كيف يقوم عضو مجلس أمة وبمساعدة عنصر بارز في الحكومة بالاستيلاء على أرض تقدر قيمتها بملايين الدنانير·
أين القيم والأخلاق والفضيلة والحلال والحرام التي ينادي بها النائب السلفي؟ تخيلوا يا إخوة يا كرام أراضي بمساحات شاسعة يقوم نائب الأمة بتقسيمها وتقطيعها إلى دكاكين لتأجيرها على الناس دونما جهد أو تعدب، هكذا "لله في لله"·
إلى هذا الحد وصل الاستهتار والمحسوبية "وشِّيلني وأشِّيلك"· ماذا يقول المواطن البسيط عندما يسمع أو يرى مثل تلك الأمور من نائب المفروض أنه يمثل الأمة فضلاً عن التزامه وتقيده بالمظهر الديني أو الشرعي في خطاباته وندواته وأحاديثه بل تمثيله لتيار السلف المعلن؟
نائب المفروض أنه وجد في هذا المكان ليدافع عن مصالح الشعب ويصون ويحترم الدستور والقانون الذي أقسم عليه·
أنا هنا لا ألوم المواطن العادي عندما يرى مثل تلك الأمور وينتهك القانون فإذا كان عضو الحكومة ونائب الأمة لا يحترمان القانون فكيف بالله نطلب من الناس الالتزام بالقانون؟
هذه معادلة غريبة تحتاج الى حل؟!
السؤال المهم: ماذا سيعود على البلد من نفع من جراء إعطاء ذلك النائب حق انتفاع واستغلال تلك الأرض، وما هي المشاريع الضخمة والعملاقة التي ستقام عليها؟! علم ذلك عند من في السماء·
في اعتقادي أنه من يوم قضية الاختلاسات الكبرى وما صاحبها من "تداعيات واستحقاقات"، والكل يغني وينشد "اللهم نفسي" دون اعتبار لهيبة البلد وكيان البلد ومصالح البلد، فلقد أصاب الناس شعور بالإحباط والانتكاس وكأن البلد زائل·
"يا جماعة الخير ما فيكم حمية" صرخة مدوية نطلقها لكل الشرفاء على هذه الأرض ولأهل الفيحاء والنزهة تحديدا·
فالحكومة غسّلنا أيدينا منها تماما ولا أمل أو رجاء فيها، الأمل معقود على أبناء البلد لتنظيم الصفوف فيا جماعة البلد بلدكم، وأنتم المسؤولون عن محاربة مثل تلك العناصر في داخل الحكومة أو خارجها، كل في موقعه فالحق قديم وعتيق ويحتاج الى من يرفع لواءه ورايته فما زال هناك من الشرفاء من يحب هذه الأرض حبا خالصا بعيدا عن المصالح·
حتى مؤشر البورصة غير راض عن حكومتنا فمن عجب أن لدينا حكومة جديدة والأوضاع مستقرة وسعر البترول بارتفاع وهذا حال البورصة في نزول دائم· |