·    في المقال السابق لنا (أمنيات العهد الجديد) ذكرنا أن لأبناء الشعب الكويتي العديد من المطالب والأماني المهمة الحساسة في أغلب المجالات والتخصصات والزوايا سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية وحتى ثقافية ورياضية وهذا حق من حقوق الشعوب بأن تطالب وتتمنى من سلطاتها المختلفة بعض الأمنيات والمطالب من أجل رفع شأن الكويت الى الأعلى في شتى المجالات وميادين العلم والعمل على المستوى الإقليمي والدولي، إذن نتمنى من هذا المجلس القديم والحكومة الجديدة أن يزداد التعاون بينهما من أجل تحقيق بعض أماني ومطالب هذا الشعب المتعطش الى التطوير والتقدم والتغيير من هذا الوضع والحال الذي نعيشه المليء بالفساد والفاسدين·

·    المرحلة المقبلة مرحلة حرجة وحساسة وتحتاج الى تضافر الجهود وتعاونها مع بعضها البعض من أجل خلق قوة ضاربة مميزة قادرة على قتل فيروس الفساد الذي يترعرع في أوساط السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ممثلة في مؤسساتها وأروقة أجهزتها الحكومية، ونتمنى بل يجب أن يحدث هناك تعاون بالجهود النيابية والحكومية من أجل وضع استراتيجية عامة مطعمة بالعديد من التكتيكات والخطوات السامية التي تساعد على محاربة الفساد والمفسدين في البلاد وقبل كل هذا على أعضاء السلطات في الكويت إصلاح فساد أنفسهم قبل إصلاح فساد الفاسدين الآخرين، وأيضا نحتاج من هذا المجلس مجلس الأمة ومن حكومة اليوم أن يعملا بجد وجدية كبرى من أجل حسم ملفات مرحلة الغد ومن أهمها ضرورة تعديل تقسيم الدوائر الانتخابية الحالية حتى نتخلص من أبشع طرق وآليات الفساد التي تخرق جسد المشاركة الشعبية السياسية الديمقراطية وكما نتمنى أن يمر قانون المطبوعات الحالي ولكن بعد التعديل عليه وإلغاء هذه العقوبات المتخلفة في هذا القانون، ومنها السجن والعياذ بالله، وكما نود أن يبحث المجلسان في قضية التطور الاقتصادي والنهضة العمرانية عن طريق الاهتمام والرعاية بالبنية التحتية والاهتمام أيضا بمقومات البىئة والحفاظ على هذه البىئة وتجميلها حتى تعود دانة الخليج الى زمانها المرموق الجميل الذي عرفناه، وكما يجب على المجلسين الاهتمام بالشباب قيادات المستقبل والاهتمام بشكل موسع في مجال الرياضة والثقافة لرفع شأن الكويت وعلمها في المحافل الدولية وتضافر الجهود من أجل خلق وسائل إعلام كويتية متطورة مميزة في المجال الإعلامي وكما يجب على السلطتين (التشريعية والتنفيذية) العمل وفق برامج عمل وليس وفق العشوائىة التي اشتهرت بها السلطات الكويتية السابقة، ولا ننسى الأمنية الكبرى والطلب الأكبر من أبناء الشعب الكويتي من السلطتين وهو التمسك بسماحة الدستور وفهم قيمه السامية مثل العدالة والحرية والمساواة وجعلها هي أساس العمل النيابي الحكومي في شتى مجاميع أعمالهم في المرحلة المقبلة في جميع المجالات في الدولة· وبهذا سوف نصل الى الأعلى إذا تمسكنا بقيم الدستور وحافظنا عليه ويجب أن نعلم بأن الدستور هو منار طريقنا وليس مجرد أداة لحل الأزمات التي تمر بها البلاد·

·   يضحكني الذي يقول بأن الوقت ليس كافيا لهذه الحكومة لإنجاز الملفات الساخنة للمرحلة المقبلة أريد أن أهمس في أذن من يقول ذلك (دستور دولة الكويت الذي عالج أزمة الحكم في الكويت والذي يرشد سلطاتنا الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وينظم مسار بلادناالكويت ومؤسساتها المختلفة (أنجز هذا الإنجاز العظيم خلال عام واحد فقط·) وهنا نستنتج الآتي (من سار على الطريق وصل ومن عمل أنجز ومن زرع حصد)·

qalamee@taleea.com