نشر اثنان من أبرز المفكرين الامريكيين البروفيسور ستفين والت، استاذ العلوم السياسية في جامعة هارفارد العريقة والبروفيسور جون ميرشايمر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو دراسة في غاية الاهمية عن تبعية الولايات المتحدة لإسرائيل في مجلة "لندن ريفيو" حيث علل الباحثان سبب نشرها بمجلة بريطانية بأن أيا من الصحف الأمريكية لن تقوم بنشر الدراسة، وبالفعل فبالرغم من الضجة التي أثارتها الدارسة إلا أن الصحف أمريكية التزمت الهدوء ولم تتناول المووضوع بالحجم الذي يستحقه·
يقول الباحثان: "إن اللوبي الإسرائيلي هيمن على السياسة الأمريكية بشكل كامل، ودفعها باتجاه يتعارض مع المصالح الأمريكية، فقد نظم منحت أمريكا ما يزيد على 140 مليار دولار لإسرائيل حتى الآن، كما أنه يمارس خناقا على الكونغرس بكل ما في الكلمة من معنى، وقدرته على دعم حملات مرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية بتبرعات مالية مجزية ضمنت له نفوذاً واسعاً في البيت الأبيض بغض النظر عن المرشح أو الحزب الذي يفوز بالانتخابات بالإضافة إلى أن همينته على مراكز الابحاث الخاصة با لشرق الاوسط تجعل اي نقاش حول سياسة أمريكا الخارجية في المنطقة يسير باتجاه واحد·
ويؤكد الباحثان أن دعم أمريكا لإسرائيل قد أضر بمصالحها مع العالمين العربي والإسلامي اللذان باتا لا يستطعيان الوقوف مكتوفي الأيدي أمام أسلوب تعامل الإدارة الأمريكية بسياسة الكيل بمكيالين وانحيازها المطلق لإسرائيل بالرغم من كونها تمثل الاحادية القطبية والقوى العظمى في العالم التي من المفترض ان تكون حكماً نزيها·
برأيي، لم يأت الباحثان بجديد إلا أن كون الدارسة صادرة من نخبة سياسية أمريكية ما أعطاها اهمية كبيرة، فهل تعي الإدارة الأمريكية أن كل ما تفعله في المنطقة العربية هو من أجل اسرائيل أولاً واخيراً حتى لو كان على حساب الولايات المتحدة ومصالحها الاستراتيجية أو على حساب دافع الضرائب الأمريكي الذي بات مجندا رغماً عن ارادته لخدمة المشروع الاسرائيلي في المنطقة؟!! نأمل ذلك· |