كانت لحظة وصول شرائح المجتمع الكويتي الى درجة دقيقة من الوعي السياسي والقدرة على عرض تصورهم لوجوه الإصلاح وتغذية المشروع الحكومي المعلن للإصلاح وخصوصا فيما يخص مسألة الدوائر الانتخابية هي لحظة بيان الحكومة المدعية ورفضها القاطع لظهور هذه الشرائح الواضحة في موقفها وخططها لعملية الإصلاح، فقامت الحكومة بحل المجلس وقطع لسان الجهة الرسمية المتحدثة باسم الشعب الكويتي وباسم إرادته·
تبع هذا الإعدام العلني لمبدأي حرية التعبير واحترام تعددية الرأي الاحتفال الاعتيادي بما يسمى بـ (العرس الديمقراطي) يقابله في لغة الواقع (جنازة ديمقراطية - عرس الديكتاتورية)· وها نحن نرى ما جاء في خطاب صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد موضحا فيه أن حل المجلس هو فرصة لتهدئة النفوس وإعطائها فرصة لتفكر هو عكس ما يجري في الوقت الحالي، حيث تدوس هذه النفوس على هذه الفرص لتخطو بعجالة الى ترشيح أنفسها كـ (كممثل للشعب) (صاحب صوت الحق) (صاحب الفزعات) وغيرها من الأدوار التي يلعبها المرشح في الشارع الكويتي· وها هي الحكومة الساعية للإصلاح تقف شاهد عيان لصور الفساد في 25 دائرة وللمرشحين غير المؤهلين لتمثيل المواطن الكويتي والذين يمتازون بدرجة عالية جدا من الفساد الأخلاقي والعقلي· فأي من هؤلاء استمع لخطاب صاحب السمو؟ وأي منهم تفكر بكلامه؟
في لحظة تصفح··
بينما كنت أتصفح إحدى الجرائد، وجدت حلما من أحلامي قد تجسد في إعلان نشر في الجريدة، ويعلن عن وجود دليل مجاني للناخب تقوم بتوزيعه إحدى دور النشر، ففرحت لاعتقادي بأن هذا الدليل هو تحقيقات موضوعية أجرتها هذه الدار للمرشحين مع ذكر سيرهم الذاتية حتى يكون للناخب القدرة على اختيار مرشحه على أسس صحيحة، ولكن بمجرد الاستفسار وجدت أن هذا الدليل هو وسيلة تسويقية جديدة، يبتاع المرشح الصفحات ويفبرك إنجازاته من صنع الخيال ليصدق القارىء الناخب رواياته، لذا وجب على الإعلام الواعي أن يقوم بدوره في المجتمع وأن يبدأ بعمل التحقيقات الموضوعية الدقيقة لتغطية هذه المرحلة الانتقالية والتي سيكون نتاجها من الأفراد هم المسؤولون عن تفعيل خطط الإصلاح في الدولة·
o_alqahtani81@hotmail.com |