رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 27 سبتمبر 2006
العدد 1744

بلا حــــدود
حوار الأديان
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

على هامش الضجة التي أحدثتها محاضرة البابا·· والتي اعتبرت مسيئة للمسلمين وللرسول الكريم، أشار إمام المسجد الأكبر في روما في تصريح معتدل أن "وقت الحوار بين الديانات قد حان" حيث التقى الكاردينال الفرنسي رئيس المجلس الحبري للحوار بين الديانات وذلك بمناسبة إطلاق مجلة تعنى بشؤون الحوار الديني·

والسؤال هنا·· هو حول فرصة نجاح مشروع كهذا، أي مشروع يردم الهوة والخلاف والاختلاف بين الأديان من خلال الحوار الهادىء والعقلاني المستمر!!

وبالطبع فإن الإجابة التي تأتينا من التاريخ تقول بصعوبة إحياء مشروع للحوار بين الأديان، لأن الصراع بين الأديان، كان ولا يزال تصادمياً الى حد كبير، يكون هدف كل طرف فيه إلغاء الطرف الآخر بما يقطع الطريق على أي محاولة للحوار·

يستشهد الكاتب "هادي المدرسي" في كتابه "لئلا يكون صدام حضارات: الطريق الثالث بين الإسلام والغرب" بقضية الصراع في الشرق الأوسط ليدرجها كمثال على صعوبة إن لم يكن استحالة الحوار بين الأديان، خاصة مع دخول هذه القضية في حلبة الصراع الديني، حيث يرفع كل طرف شعاراً دينيا في مواجهة الآخر، فكان أن استندت إسرائيل إلى التوراة واستند العرب الى القرآن وبذلك فإن المشكلة آخذة بالتعقيد، حيث إن من الممكن أن يصبح الأمر صراعاً بين ديانتين فإما أن يبقى الإسلام وإما أن تبقى اليهودية وعلى إثر ذلك فالقضية آخذة في الدخول في دوامة من العنف لا يقف عند حد معين لأنه عنف يستند الى الدين·

ثم يمضي "هادي المدرسي" في قوله بأن دخول العنصر الديني بهذه الصورة في الصراع العربي الإسرائيلي يجعل من الصعب حسم الصراع بالقوة العسكرية لأن القوة وحدها لا تستطيع أن تسلب من المهزومين معنوياتهم فاليهود لم تضعف معنوياتهم مع كل سنوات الاضطهاد وفرض القوة عليهم وتشتيتهم وتعقبهم في العصور السابقة ومثلما كان ذلك ثابتا بالنسبة الى اليهود فهو أيضا ثابت بالنسبة الى العرب المسلمين لذا فإنه يرى أن دخول العنصر الديني في الصراع هنا أي تحول القضية من صراع بين مصالح شعبين الى صراع بين أتباع ديانتين·

يعني أن معنويات الطرف الآخر ستشتعل من جديد وبذلك يكون من الصعب أن تؤثر الهزائم العسكرية فيها، لذلك فإن الديانات تستعصي على الهزائم وتقوى بالقمع ولا تضعف بالضغوط·

في نهاية كتابه، يفرد "هادي المدرسي" فصلا كاملا عن التعامل الغربي مع العالم الإسلامي، حيث يرى أن في العالم الإسلامي شيئين يختلط أحدهما بالثاني، وهما الإسلام كدين، والمسلمون كمنتسبين إليه، وكثيرا ما يتم الخلط بينهما من قبل الخبراء والمستشارين في دول الغرب، حيث مثلا يتم تصنيف الدين في خانة معينة من خلال مواقف المسلمين التي ربما لا تكون نابعة من الإسلام نفسه بل من طبيعة العادات والتقاليد·

نعود إذا الى مشروع الحوار بين الأديان لنؤكد هنا بأن أولى عقباته تكمن في أن كل طرف يريد في أثنائه أن يلغي الطرف الآخر وكل إرادة تريد أن تلغي الإرادة الأخرى وتدمرها، وبذلك تكون كل الأطراف قد ألغت أول مقومات الحوار ووأدته قبل أن يولد، ولذلك أيضا تكون الحروب الدينية دائما أعنف الحروب وأقساها وأطولها، والصراعات الدينية تبدأ ولا تنتهي·

suad.m@taleea.com

�����
   

دفاع عن الدين أم دفاع عن الكبت؟!:
عبداللطيف الدعيج
الانتصار الإلهي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حوار الأديان:
سعاد المعجل
أردن الخليج:
بدر خالد البحر
زمن ولىّ وأثر باقٍ:
فهد راشد المطيري
عندما غابت الشمس وأشرقت الحقيقة:
علي عبيد
وزارة التربية والترميمات:
المهندس محمد فهد الظفيري
فيلم الحدود:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
صدّام خوش ريّال:
على محمود خاجه
كلام البابا:
د. محمد حسين اليوسفي
أفعال شهر 9:
يوسف الكندري
مصداقية حسن نصر الله:
عبدالله عيسى الموسوي
الإنسان عدو لما يجهل:
د. حصة لوتاه
"رحم الله امرءا أهداني عيوبي":
د. لطيفة النجار
دولة العائلة:
صلاح الهاشم
الأخلاق عصب العملية التعليمية:
د. فاطمة البريكي