كتب محرر الشؤون الاقتصادية:
طالعتنا الصحف اليومية الصادرة في يوم 19/9/2004 بطلب السيد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمؤسسة الخطوط الجوية الكويتية من الحكومة ومجلس الأمة بالتدخل لإنقاذ المؤسسة من الوضع الذي تعاني منه بسبب تراكم الخسائر الذي عزاه الى كارثة الغزو وكون المنطقة عاشت مرحلة مضطربة·
نتمنى أن تستمر مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية وأن تتجاوز أصعب مراحلها التي تمر بها في الوقت الحالي إلا أن الأسباب التي ساقها السيد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب ناقصة حيث إن من الأسباب الرئيسة التي أوصلت المؤسسة لهذه المرحلة هو سوء القيادات التي مرت بها، الى جانب عدم وجود مصداقية من قيادتها الحالية لوضع يدها على الجرح الرئيسي الذي أوصلها لهذه الخسائر المتراكمة والنصيب الأكبر لخسائر المؤسسة يعود لسوء القرارات التي تم اتخاذها في اعتماد عدد من المشاريع منها ما يتعلق بالتدريب وشراء الأنظمة الآلية·
فإذا كانت أوضاع المؤسسة كما وصفها السيد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بالحرجة، فلماذا الاستمرار حتى وقتنا الحالي في اعتماد هذه المشاريع، حيث ظهر علينا مدير لدائرة تنمية الموارد البشرية باعتماد مشروع نظام المقابلات والترقيات ولدينا تفاصيل عن كيفية شراء واعتماد هذا النظام نسوق بعضا من التفاصيل لتوضيح التخبط الذي ما زالت تعيشه المؤسسة·
حيث تم التباحث مع ممثل الشركة الأم بشكل مباشر وبعد أن تم التوصل الى اتفاق نهائي تم الإيعاز من القائمين على دائرة تنمية الموارد البشرية الى إحدى شركات التدريب والتي تقوم منذ عام 92 وحتى تاريخه في عمل جميع الدراسات ومشاريع التدريب المتكررة وعليها أكثر من ألف علامة استفهام والتي لم تجن المؤسسة منها أي فائدة ولم تنقذ "الكويتية" من خسائرها·
المهم أنه تم الإيعاز لشركة التدريب هذه بالاتصال مع الشركة المالكة للنظام لأخذ وكالتها ومن ثم إجراء الترتيبات اللاحقة لاستكمال التوقيع مع شركة التدريب حيث إنها أصبحت الآن الوكيل الرسمي للشركة التي تملك النظام دون أن يتم طرح هذا المشروع كمناقصة عامة علما أن المؤسسة تملك نظاما مشابها لهذا النظام وحصل عليه لغط كبير وتمت إحالة بعض المسؤولين للتحقيق لسوء مخرجات هذا النظام·
في عام 1999 تم شراء نظام Gennie الخاص بنظام مغادرة الركاب بمبلغ يتجاوز سبعة ملايين دولار أمريكي إلا إن هذا النظام لم يتم العمل به سوى 6 أشهر وعدم استعماله سبب مشاكل كثيرة للمؤسسة عند تطبيق نظام المغادرة الجديد حيث تكدس الركاب على حواجز الوزن بسبب عدم إلمام الموظفين بالنظام الجديد وكان الأجدر تشغيل هذا النظام وقد أدى ذلك الى خلق سمعة سيئة للمؤسسة لدى ركاب المؤسسة وعملائها من شركات الطيران الأخرى والتي تقوم المؤسسة بخدمتهم مما اضطر بعض شركات الطيران الى التعاقد مع الشركة الجديدة واستخدام بعض الشركات الأخرى لأنظمتها الخاصة·
وبالرجوع الى تصريح رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب حيث ساق في هذا التصريح تهديدا مبطنا للمجتمع الكويتي بتحمل تبعات خطوات الإصلاح المزعوم التي سيبدؤها في القريب العاجل وهو فقدان الكثير من أبناء المؤسسة لوظائفهم بإنهاء خدماتهم مستخدما أبناء المؤسسة دروعا بشرية للضغط على أعضاء مجلس الأمة والحكومة للاستجابة لمطالبه بإطفاء خسائر المؤسسة، وهنا نطرح تساؤلا واضحا لماذا يتحمل المجتمع الكويتي نتائج سياسات خاطئة تمت بشكل متعمد من قبل مسؤولي مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية؟ ولماذا لا يتم إحالة ملفات هؤلاء المسؤولين جميعا للنيابة العامة للفصل في ذلك وتسليم قيادة المؤسسة الى كوادر وطنية مشهود لها بالنزاهة والإخلاص؟ والمضحك المبكي أن يطلب السيد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب من الموظفين تشكيل لوبي لزيارة الديوانيات وشرح وجهة نظر المؤسسة بأسباب خسائرها لكي يستجيب بعض أعضاء مجلس الأمة لذلك ومساعدتها خلال دور الانعقاد القادم لمجلس الأمة، ونسي السيد رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب أنه أول من عارض المذكرة الإصلاحية التي تقدمت بها لجنة التدقيق·
فإذا كان السيد الرئيس صادق النية بتوجيهاته لإصلاح الخلل فعليه البدء أولا بتطبيق ما ورد بتوصيات لجنة التدقيق التي أصبحت حبرا على ورق وإحالة كل المتورطين في إهدار المال العام الى الجهات المسؤولة للتحقيق وكف عبث الجهات المتنفذة ومراكز القوى داخل المؤسسة عن جلب المشاريع التنفيعية·
