بغداد - "الطليعة" خاص:
بإعلان خبر إلقاء القبض على "سمير الدراجي" العسكري العراقي الذي يقود وحدة من وحدات الحرس الوطني العراقي في سامراء، ظهرت إلى السطح قضية الاستعانة بالبعثيين السابقين للقضاء على البعثيين·
كانت التهمة هي تسريب معلومات إلى قوات المقاومة في مدينة سامراء عن الهجمات المحتملة والمتوقعة· وجاء اعتقال "الدراجي" بعد سلسلة من الهجمات الفاشلة التي قامت بها القوات الأمريكية وقوات الحرس الوطني ضد ما كان يحدد بوصفه مراكز لقيادات المقاومة، ثم يظهر بعد الهجوم أنها بيوت خالية·
قائد قوات الحرس في المدينة عدنان ثابت أكد صحة التهمة، وعبر عن قناعته بأن "الدراجي" قدم معلومات للمقاومة، وقال إن القوات الأمريكية وقواته قامت في الأسابيع الأخيرة بعمليات مداهمة لمساكن أناس اتضح أنهم تلقوا تحذيرات مسبقة بالهجوم على أماكنهم·
ومن جانبهم يؤكد الأمريكيون أنهم تلقوا معلومات مفادها أن "الدراجي" هو الذي كان يكشف خططهم، وزادت التسريبات من إحباط القادة الأمريكيين، وبخاصة بعد هجوم على بناية قيل إن قائد المقاومة موجود فيها، ولكن رغم تفجير البناية بالكامل إلا أن العملية لم تسفر عن قتل شخص واحد!
في تصريح لشقيق "الدراجي" إلى مراسل صحيفة الصنداي تلغراف اعترف بوجود صلات لعائلته برجال المقاومة، وأن عائلته خططت لكي ينضم أحد أفرادها إلى المقاومة وآخر إلى قوات الجيش العراقي·
هذه الوضعية الملتبسة تذكر بما كان يحدث في الماضي القريب، حين حاولت المخابرات الأمريكية التي كانت تعمل مع تنظيم إياد علاوي "الوفاق الوطني العراقي" القيام بتدبير انقلابات عسكرية، وفي كل مرة كان يتم اختراق التدابير من قبل المخابرات العراقية، كان هذا في التسعينات أي ما بين العامين 1991 و 2003، حيث يقال إن إياد علاوي الذي أصبح الآن رئيسا للوزراء في العراق يؤمن بإمكانية استخدام البعثيين لمحاربة البعثيين·
وما يحدث الآن، ونموذجه سامراء وقضية "الدراجي" هو أن وضعا "شبيها" يبدو آخذا بالبروز·
إذ من المتداول أن أي عراقي في سامراء يريد الانضمام إلى قوات الشرطة، يجب عليه أن يأخذ إذنا من رجال المقاومة، وهذا هو ما يفسر القول بأن سيطرة القوات الأمريكية والعراقية على مدينة سامراء ستظل محدودة لأن تغلغل المتعاونين مع المقاومة في صفوف رجال الأمن والشرطة متواصل·
