هل هناك حكومة أخرى غير حكومة سمو الشيخ ناصر المحمد، بمعنى آخر هل هناك رئيس آخر لحكومتنا الرشيدة لا نعلمه؟ الذي أعلمه تماماً أن سمو الشيخ ناصر قد صدر مرسوم أميري بتعيينه رئيساً للوزراء ولايزال وهو يمارس صلاحياته الدستورية والقانونية كاملة غير منقوصة لكن ما حصل في قضية تعديل الدوائر الانتخابية وما صاحبها من أحداث وتداعيات أدت إلى استقالة الشجاع أنس الرشيد وزير الإعلام يثبت أو يطرح تساؤلاً بشكل آخر هو: هل هناك حكومة ظل خفية تدير العمل داخل مجلس الوزراء؟؟!!

تشير الأوساط والفعاليات السياسية في الآونة الأخيرة ومن خلال الندوات والتصريحات لبعض رجال السياسة والبرلمان أن ماكينة الفساد بقيادة الثلاثي ومن لف لفيفهم هي التي لها الغلبة والكلمة الفصل في هذا الجانب·

السؤال الأكثر صراحة ·· هو هل هناك من يريد إفشال سمو الشيخ ناصر المحمد كرئيس للحكومة وعدم استمراره؟ وهل صحيح أن رجالاً في الأسرة الحاكمة هم من يريدون ذلك؟! لقد صرح سمو الشيخ ناصر المحمد وفي أكثر من موقع بأن ما ستنتهي إليه اللجنة الوزارية الشعبية والتي تبنت مشروع الخمس دوائر هو الذي يطبق إلا أن الشعب قد تفاجأ وصدم من عودة الحكومة على ما يسمى "بعشرة باقر"، فما الأسباب والدوافع والظروف ··· وما الذي حصل تحديدا حتى يتراجع سمو الرئيس عن موقفه فالذي نعلمه أنه كان مع الخمس دوائر·

هل من المعقول أو المتصور أن يسيطر الثلاثي على مقدرات وآمال وطموحات السواد الأعظم من أبناء الكويت وممن يستمد هؤلاء قوتهم ودعمهم·

الطامة الكبرى والمشكلة العظمى أن رئاسة مجلس الأمة في واد وما يحصل للحكومة وللناس في واد آخر ·· فلم نسمع أو نقرأ للسيد جاسم الخرافي أي رأي أو تصريح بشأن مقترح الخمس دوائر أو محاولة تنقيح الدستور والذي نتج عنه استقالة وزير في الحكومة وهو الذي عودنا على ألا تفوته شاردة أو واردة إلا وأدلى فيها بدلوه؟!

ياترى من يحاسب هؤلاء الوزراء الداعمون للفساد وإلى متى يستمر أولئك في تماديهم وغطرستهم دون حسيب أو رقيب؟!

إن أنظار الشعب تتطلع إليكم يا سمو الرئيس وترجوكم إقالة هؤلاء المفسدين أو أن تقدموا استقالتكم إذا لم تستطيعوا كبح جماح هؤلاء، فالشعوب دائما تتذكر من يدافع عن حقوقها وحرياتها ومن يحقق آمالها وطموحاتها·

* * *

من  كلمات الزعيم سعد باشا زغلول المأثورة في الوطنية···

1- الصحافة حرة تقول في حدود القانون ماتشاء وتنتقد من تريد فليس من الرأي أن نسألها لم تنتقدنا بل الواجب أن نسأل أنفسنا لم نفعل ما تنتقدنا عليه·

2- إن كانت الحكومة تريد أن نكون في صفها مدافعين عنها فما عليها إلا أن تتبع الحق والعدل وتحترم القانون·