رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 19 - 25 شعبان 1421 هـ الموافق 15-21 نوفمبر 2000
العدد 1453

من وحي الناس
أسطورة الحجر
خالد عبد العزيز السعد

هارباً من وجع القلب أداري حزناً عظيماً على مدارات السنين تتشكل فيها لحظة هائلة·· لحظة يتفجر فيها الصمت الفلسطيني·· ومررنا عبر جسر من حجر من دموع ودماء وألماً هائلاً يتشكل لحظة للانفجار، حين دنس "شارون" المسجد الأقصى بإيحاء من باراك محاطاً بآلاف الضباط والجنود الذاهلين والمدججين بأحدث أنواع الأسلحة من الدولة العظمى··· يا جسد الفلسطيني يا هذه المنارة لولا دمك لما أضاء الحجر الناعس فوق التراب وخطاك حملتك بالنخوة العربية الإسلامية إلى حيث تكون الانفجار لبني صهيون الغزاة، ولا كل صنوف الأسلحة التي لا تستخدم إلا للبوارج والغواصات والدبابات، كل هذه الأسلحة والوحشية لا تملك الآن القرار ولكن باسمك النبوي يا محمد الدرة، أنت وإخوتك الفلسطينيون من شوارع الناصرة إلى شوارع غزة وطولكرم، والخليل يا محمد البطل هكذا تبدأ الأسطورة، أبطال يعترضون على قتل انتمائهم وعلى تدنيس مقدسات المسلمين فأسقطوا الوهم القائم بين العالم وضميره·

تتواصل الأسطورة هكذا مواجهة بالحجر المضيء آلة الحرب الصهيونية شعباً ومواجهة حاملة رايات النصر والبشارة··· ومُسقطة لغة التفاوض المزيفة لاحتراق واحد هو سيد الأشياء- انتفاضة- أي سؤال إذن سيلقيه الفتى الفلسطيني على نفسه لا يكون جوابه واحداً: "الأرض" حيث هي مشاع للقصائد لندى جسمه ونول تشتعل عليه الفراشات الحارقة وتقدم لاسطورة الدم المراق ثمانين قتيلاً في العشرة ايام السابقة وما يقارب من ثلاثة آلاف جريح، فالمعركة لا يوجد بها أي نوع من أنواع التكافؤ بين الطرفين إلا أن الأرض الفلسطينية البشر والشجر، والحجر انتفضت دفعة واحدة في أعظم مواجهة شعبية وأقوى ثورة غضب وأنبل فداء وتضحية بكل شيء يقوم به شعب من الشعوب سلاحه الزنود العارية والصدور المفتوحة والأجساد العزلاء، التي تقاوم الدبابات والطائرات والمدفعية والصواريخ الصهيونية الحاقدة بقوة الإيمان بالأرض والوجود والبقاء وببسالة منقطعة النظير·

لقد أظهر هذا التصعيد العدواني الصهيوني الخطير احتقار الصهاينة للسلام· كما أظهر أن التنازل والتفريط والانبطاح على عتبات هذا المحتل النازي الجديد واستجداء الأمتار المربعة منه والقبول بالنسب المئوية الهزيلة لا تلجم شهواته للعدوان والقتل والتوسع، من جانب آخر تثبت الأحداث الدموية الأخيرة التي خططت لها حكومة الجنرال "باراك" سذاجة المراهنات التي أقدم عليها بعض العرب القائمة على المهادنة والمساومة والمصافحة ومد جسور العلاقات الديبلوماسية والتجارية مع العدو الصهيوني، يساعد في إقامة السلام ويعجل في تقدم عملية السلام، متناسين أن ثوابت الموقف الوطني والقومي المجربة منذ خمسين عاماً في التعامل مع هذا العدو العنصري في المقاطعة والتصدي لمخططاته والتمسك بكل ذرة من الأرض والحقوق هي طريق العرب الوحيدة لفرض السلام العادل والشامل في المنطقة·

فأي سؤال -إذن- لا يكون الجواب عليه هو تسميتنا باسمنا الحقيقي عرب الذهب/ عرب الخطب/ عرب الكراسي والخشب، وأي جواب لا يجعل من بعض الحكام العرب هو البعد الفنطازي في مسرحية الصمت، والصوت الخجول أو يجعله العنوان المضحك لعقدة الضمير أو الخوف من انفجار الشارع العربي بوجهه وعلينا أن نسأل الآن كم حجر سيسقط على هذا الضمير العالمي المتشدق بالديمقراطية كي يفتح شرفة بحجم حذره، ويرى الفارس الفلسطيني النبيل يذكر بماهيته··!

سلام على الأسطورة، سلام على الحجر·

هل يمكن الوصول إلى القدسية عبر النحت في الحجر؟ هل يمكن الوصول إلى القوة الروحية والدم الذي سال ويسيل عبر النحت في الحجر؟ هل الحجر هو الوحدة الأساسية في الدهشة الأولى لجيل تربى -في الشتات والقضبان- الوطن؟ وهل سيعيدنا الحجر إلى اكتشاف ماهيات أخرى للأشياء غير اكتشاف أبعاد أخرى للوطن القومي الممتد من غيابه··· إلى الحجر؟

لقد ضاقت الأرض بهذا المسافر في غربته عن وطنه··· ضاقت حتى اتصلت حدود الشمال بحدود الجنوب، وأصبحت الأبعاد مجرد بعد واحد يترجمه السؤال الاستنكاري "الحزين"!

أين ستقيم، فعلى رائحتك يأتي سمك القرش وطائرات العدو، وسارقو التاريخ"؟!

فما كان منه إلا توسيع مكانه حجارة حجارة، ويشحن هذا الضيق بكل ما فيه من سعة الحياة ويترك العالم واسعاً مقدار الأرض بكاملها ناقص حجر!

إن الطفل الفلسطيني البطل النبيل ظل يعلم أمته أن الأعداء أعداء ببداهة القتل الممارس ضدنا لا بعداوة بديهية ضدنا، ولكن بعض الحكام العرب يلتقي الأعداء ليسألهم هل نحن أعداء (!!؟)

ظل هكذا وفي الأخير كتب معادلته الواضحة كالغصة: غيمة+ غيمة = حجر - حجر + حجر = غيمة، ولم يتجشم عناء التفسير فقد كان جوابه في يده وعلى مرأى حجر وكان يواصل تشبثه بالأرض بتفتيت الزمن العربي الرديء حجرة حجرة وفي الشارع يمارس عمق طريقه العام حيث الحياة تمر··!

ليس هناك استعارة أو مجاز يستطيع أن يثبت العلاقة الأولى بين العناصر الأولى لوجود الاحتلال الصهيوني إلا الدم، القتل، الخراب الاستيطان وبين الحجز إلا خرافة تلموذية تحاول أن تؤسس قرابة قومية بين برتقال حيفا وبين القنبلة المسيلة للدموع أو الرصاص الانشطاري!؟، وظل الغرب غريباً عن ليبراليته والطفل الفلسطيني القابض على الحجارة يسأله هل اسرائىل ظلك في هذه المنطقة؟، فعليك ان تجد الفارق الصعب بين "دكتاتورية" الضحية وديمقراطية الرصاص كي تستطيع أن ترى هذه الأرض لمن؟! وهذا الرصاص من أين؟ ولكن الدم مازال يجري من شمال فلسطين إلى جنوبها حتى تستعيد فلسطين وحدتها رغم خطوط التقسيم حتى ان "سميح القاسم" رفع قصعة أمه ليثبت ان هذه الأرض منه ملأتها المخابرات الأمريكية والموساد بدم "أبوجهاد" الذي لم يهدد "كاهانا" بالبحر وعليه أن يثبت أن "غسان كنفاني"، ميت حقاً ولم يذهب في مهمة ضد "شارون"· مشهد سريالي حقاً، فتسكب أجنحتها حمامتان من زمرد فتنطلق أسماك اللحن من حبال كلماتي، ثم ضربت الحجر فانشق عن قلاع تصيب جثث الدود الصهيوني·

سيدتي الكويت سيدة الندى، إن الوجع الطازج الذي خلفه مقتل الطفل البطل محمد الدرة الذي فتق الأحزان في الضمير العربي والعالمي إن كان له ضمير فتحت كآبة القمر قلب الحقد الصهيوني وها أنا أحاول أن أنسى تلك الصورة المريعة وصوت أبيه أروع حتى مست أصابعك عمري اشتعلت أغصاني بالضوء والذاكرة تقفز من زرقة الأفق غزالة تستجيبين لبغام القلب وتجرين مع الشهيد مصفقة على وقع أضلافك الفضية!!

�����
   

المراهقة السياسية:
يحيى الربيعان
العرب والانتخابات الأمريكية!:
عامر ذياب التميمي
المرأة في كوسوفو:
سعاد المعجل
الدعوة إلى وحدة القوى الديمقراطية:
نهار العجمي
أسطورة الحجر:
خالد عبد العزيز السعد
المطلوب الحقيقة وليس قناع الرشيد أو العدوة:
أنور الرشيد
مؤامرة صـدامية فاشلة:
حميد المالكي
نادي المعاقين·· ومجلس إدارة منتخب!! :
فوزية أبل
يا قوم لا تتكلموا:
محمد مساعد الصالح
تركيا في الدراسات العربية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
انتخاب رئيس:
د.مصطفى عباس معرفي