رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 محرم 1426هـ - 23 فبراير 2005
العدد 1666

الجماعات المتأسلمة والإرهاب
يوسف مبارك المباركي
yalmubaraki@hotmail.com

شهدت البلاد مؤخرا بعض الأعمال الإرهابية لم يألفها المجتمع وما هذه الأعمال إلا نتاج سنوات طويلة من عمل دؤوب يواصلون الليل بالنهار كي يصلوا إلى غايتهم ومبتغاهم، فإن ردة فعل الشارع الكويتي كانت طبيعية لمجتمع مسالم، لم يألف هذه الأعمال لكل هذه الجماعات المتأسلمة التي عملت على مدار 30 عاما خططت كيف تسيطر على البلاد مع التحالف الحكومي باستخدام جميع السبل المتاحة، فمثلا ابتدأ عملهم بإنشاء جمعيات نفع عام مرخصة ومشهرة يتم العمل من خلالها مع استغلال المسجد باستقطاب الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 12 سنة - 20 عاما وتبدأ بدروس دينية وبعدها لعب كرة قدم ثم الديوانية بالسراديب، مع مرور الوقت يتم فرز هؤلاء الشباب أيهم أكثر ثباتا، فمثلا جماعة الإخوان المسلمين الذين يعتبرون أكثر الجماعات المتأسلمة تنظيما ومرتبطة بالتنظيم الدولي الخاص بحزب الإخوان المسلمين وهي أقدم الجماعات الإسلامية، علما بأنهم قسموا مناطق الكويت حسب التوزيع الانتخابي للدوائر، وكل منطقة عليها أمير يتابع المساجد المنضوية تحت سيطرتهم والدواوين مع الشباب المنتمين إلى هذه الجماعة والتي لا تكون تحت سيطرتهم تكون لجماعة السلف التابعة لجمعية إحياء التراث أو غيرها من الجماعات، ودائما يحرصون على انتقاء الشباب أبناء العائلات الشهيرة كي يستغلوا نفوذهم بالمستقبل، ومن ضمن أسلوب العمل لدى حزب الإخوان المسلمين أن يسلم الشاب نفسه إليهم وهم يرسمون له المستقبل من الجامعة إلى الوظيفة وإلخ، ودائما يرفعون شعار الدعوة إلى الله لإصلاح المجتمع، كأن المجتمع فاسد ولتحقيق الهدف السامي وهو إعادة "الخلافة الإسلامية" وهذا يتم عبر الأساليب التالية: أولا السيطرة على الوزارات من خلال الوزير أو بعض القياديين فيها سواء الوكيل أو الوكلاء المساعدين ومديري الإدارات، وينطبق هذا أيضا على الجهات المستقلة ومراكز الأموال، حيث تم في أواخر السبعينات تأسيس بيت التمويل الذي لم يخضع لرقابة البنك المركزي إلا مؤخرا، وكان طيلة هذه الفترة يتاجر ويبيع ويشتري في كل شيء فهو مسموح له وممنوع على البنوك الأخرى بحجة أن البنك إسلامي والبقية الباقية بنوك ربوية، فهذا كان مدخلا لاستقطاب رؤوس الأموال والاستفادة منها، وكذلك اللجان الخيرية التي تم إنشاؤها، بها من أموال ما بها وهم عندهم الغاية تبرر الوسيلة في شأن الدعوة، ولتحقيق الهدف الذي يصبون إليه، ثانيا إذا كان هناك مجلس الأمة يتم فيه توزيع مرشحين حسب الدوائر بحيث تكون لهم الغلبة ويصلون إلى البرلمان مع الدعم الحكومي اللامحدود لهم، كما تمت سيطرتهم على اتحاد جامعة الكويت تحت قائمة الائتلافية، ودائما يصفون الآخرين بأوصاف ما أنزل الله بها من سلطان من أتباع اليسار والشيوعيين وغيرها من تلك الأوصاف كي تكون الأمور تحت سيطرتهم التامة، كما بدؤوا بعد التحرير بإنشاء الشركات المقفلة وغيرها، ولا يتركون شاردة ولا واردة إلا وهم فيها يا سبحان الله يتمتعون بعلاقات مع كل الأطراف سواء بالسلطة أو غيرها، كل هذا يصب في خدمة الدعوة وليس المجتمع، فقد نظموا حملات الحج وأيضا تم استغلالها استغلالا جيدا من حيث الشعبية وكذلك النقابات والجمعيات التعاونية كلها تصب في خانة واحدة، وهي زيادة شعبيتهم للانتخابات إذا كانت هناك ديمقراطية أو الإثراء من خلال هذه المناصب التي سبق ذكرها، كل هذا الذي ذكرته تحت اسم الدين والدعوة إلى الله لتحقيق الهدف الرئيسي وهو الخلافة الإسلامية يعني بالعربي الفصيح يستهدفون "الحكم" فمواقفهم مشهورة بالانتهازية والحكومة مرتاحة وتعتقد أنهم بالجيب، ولكن الأحداث الأخيرة كشفت جزءا من كل ما ينوي القيام به وإن استنكروا وأقاموا المهرجانات والندوات، ولا ننسى أن فترة حرب أفغانستان استثمرت جيدا ومدتها كانت طويلة، وذهب عدد كبير من قياداتهم إلى أفغانستان وحاربوا هناك قبل أن يخرج السوفييت منها، وبعدها حكم بها طالبان وسهل لهم المهمة وهم لا يتركون ميدانا فيه قتال إلا ويذهبون إليه تحت راية الجهاد، فكانت البوسنة والهرسك والشيشان وآخرها العراق، هذه الأحزاب المتأسلمة تختلف أسماؤهم ويبقى المضمون والهدف واحدا كما ذكرت في البداية، لكن هذه الأحزاب انزعجت من تصريح الشيخ سعود ناصر الصباح عندما قال في جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 13/10/2003، بأن "الكويت مختطفة من الأحزاب المتأسلمة" لماذا هاجموه، هو يدرك ما يقول، ولكن مع كل أسف حكومتنا نائمة بالعسل وتدافع عنهم، وأحد المسؤولين يقول ماذا بهم؟ أي الجماعات الإسلامية إنهم أناس طيبون فقط هم الطيبون والباقي من الأشرار، فهذا النائب د· وليد الطبطبائي منذ أن وصل إلى مجلس الأمة عام 1996 وحتى الآن ماذا قدم للمجتمع المدني من التشريعات وغيرها من المواقف المبدئىة التي يجب أن يعزز بها الديمقراطية؟ ولكن كان شغله الشاغل هو الجهاد بالشيشان وإصدار البيانات لهم وتصديه لـ "هلا فبراير" وعروض الأزياء وستار أكاديمي وختمها أخيرا بصالونات المساج·

وأخيرا كشفت لنا جريدة "السياسة" في العدد الصادر بتاريخ 2/2/2005 عندما نشرت صورا له وللنائب د· عواد برد وخلفهم المطلوب للسلطات الأمنية خالد الدوسري كيف يستغلون الحصانة البرلمانية للدفاع عن هؤلاء الإرهابيين الذين يتوافقون مع أفكارهم ويقال إنهم مارسوا ضغوطا على وزيري الإعلام والداخلية للإفراج عنه وإغلاق المكتبة واحتجاز بعض الأشخاص، والقدح من قبل كتابهم بأن بعض الأطراف تريد النيل من الأحزاب الأخرى والسلطة لم تخص الأحزاب الأخرى بعشر ما خصتكم به من الدعم المادي والمعنوي، وإذا كنتم صادقين في طرحكم فلتعد الحكومة نادي الاستقلال المغلق منذ 27 عاما، هل هذا عدل ومساواة إذا كنتم تعرفون العدل والمساواة؟!

الحديث عن الأحزاب المتأسلمة طويل ولكن السلطة يجب أن تعيد حساباتها من جديد، وأن تقرب من أقصتهم في الماضي وتعتبرهم أعداؤها وأن تستوعب الدرس جيدا، فهؤلاء هدفهم واحد وإن اختلفت الأساليب ألا وهو "الحكم"·

�����
   
�������   ������ �����
من منكم على نهج عبدالله السالم؟
من منكم على نهج عبدالله السالم؟
لمحة تاريخية عن الحدود الكويتية-العراقية
حل المجلس قراركم أم رغبة الشارع؟
بعد 40 سنة هل أهل الكويت قاصرون؟
لا تسأل.. لا تستجوب.. لا تتكلم
هل تحصل المرأة على حقها السياسي؟
الجماعات المتأسلمة والإرهاب
قراءة في الانتخابات العراقية
انتهازيون لا عهد لهم ولا ميثاق
"سماري"
الحكم المطلق
الاستجواب حق دستوري
"تغييـر الدوائـر يحدد هوية مجلس 2007"
عدم الإيمان بالديمقراطية
 

في جذور التفكير الإرهابي
هذا كافر.. وهذا مشرك.. إلخ:
أحمد حسين
تغيير الأنظمة العربية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
التطبيق.. لا النظرية:
سعاد المعجل
تبا لتلك الأيادي الآثمة:
محمد بو شهري
تبا لتلك الأيادي الآثمة:
محمد بو شهري
الحريري الإنسان:
المحامي نايف بدر العتيبي
الدعم والزعم:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
الحريري وقيمة الدم العربي:
مسعود راشد العميري
الديمقراطية والعرب!:
عامر ذياب التميمي
التميمي وتاريخ الناس في الخليج العربي(1):
د. محمد حسين اليوسفي
شهادة جندي(2-2):
عبدالله عيسى الموسوي
السيناريوهات الثلاثة لغزو إيران:
موسى داؤود
كلام الصمت:
مبارك صالح النجادي
ثوابت ملزم النائب بها:
عبدالخالق ملا جمعة
الجماعات المتأسلمة والإرهاب:
يوسف مبارك المباركي
ظاهرة الموظفين بالوكالة:
عبدالحميد علي
الإرهاب وصناعة "المجانين"!:
رضي السماك