انبرى كتاب الجماعات الدينية في حملة مضادة لصد سيل الاتهامات الموجهة لتيارهم وكأن الهجوم موجه لأشخاصهم، وهم بهذا يضيعون الفرصة على أنفسهم لإجراء مراجعة دقيقة لما وصلوا إليه وما حدث خلال فترة انتعاشهم كتيارات سياسية دينية، ليعرفوا مكمن الخطأ ونقطة انشقاق التكفيريين عنهم·
أقول ذلك وأنا أعرف أن إنكارهم لولادة الإرهاب من أرحام تياراتهم إنما هو إنكار لوجودهم· فالتيار القومي الذي كان منتعشا في الخمسينات والستينات خرجت منه آنذاك جماعات قامت بخطف الطائرات وغيرها من الأعمال الإرهابية ولم تنكرها إنما حللتها في سياقها واستفادت منها الآن، أما الأحزاب الدينية فإنها تكرر الخطأ ذاته وستستوعب الدرس بعد فوات الأوان·
المطلوب الآن من الجميع "الحكومة - الجماعات الدينية - القوى الوطنية - وجميع الفاعلين في المجتمع" أن يتم البحث في ما يمكن عمله بدلا من أن يستمر الصراع "على أهميته" في الأسباب فقط·
فهل نحن فاعلون؟ أتمنى ذلك. |