أجرت مجلة "أخبار الهيئة" التي تصدر عن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، محاورة صحفية مع النائب الدكتور وليد الطبطبائي في أحد أعدادها، وللأسف فقد حصلت على العدد متأخرا أكثر من اللازم··! بعد قراءة ذلك الحوار مع النائب الفاضل صاحب "الإثارات الصحفية" من وقت الى آخر·· حزّ في نفسي، تعرض النائب الطبطبائي في لقائه لدور الدولة بالنسبة للهيئة·· عندما قال: "إن الدولة ليست مهتمة بالتعليم التطبيقي··" ولا نعرف من أين جاء بهذا الكلام الذي لا تدعمه الأرقام والوثائق·· أيها النائب الطبطبائي: الدولة ترعى سنويا تكريم خريجي الهيئة، يتقدمهم في الأمام حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح الذي يحرص دوما على تكريم أبنائه، وهذه دلالة واضحة على الدور الفعال والإيجابي للدولة تجاه النهوض بالتعليم التطبيقي والتدريب·· وما حصول معهد الاتصالات والملاحة الجوية على جائزة دولية منفردا بها دونما كثير من الصروح العلمية في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، إلا دليل على مدى تقدم هذا المعهد علميا، وفعالية هذا المعهد ومسايرة التطور العصري في مجال التكنولوجيا الحديثة·· كما أن النائب الموقر لم يعلم ما حققه أحد أبناء هذه الهيئة من إنجاز مشرف للهيئة عبر تكريمه بجائزة التمييز من قبل الجمعية الأمريكية للتطوير والتدريب المتمثل بمديرها·· وهذا الإنجاز يأتي في إطار اهتمام الدولة بالتعليم التطبيقي والتدريب· والغريب أن النائب الطبطبائي واصل إساءاته لأعضاء هيئة التدريس والتدريب بالهيئة عندما قال: "الأساتذة لا يراعون الله والواسطة تتدخل في نجاح ورسوب الطلبة، ويتجاوزون صلاحيتهم··"·· ونحن نريد أن نسأل النائب عن أسماء الأساتذة الذين لا يراعون الله سبحانه وتعالى ونعتقد بأن إحدى مهام عضو مجلس الأمة هي إظهار الوقائع لناخبيه وللشعب الكويتي·· إن هذا الكلام الذي أشار إليه النائب الطبطبائي يعتبر في الحقيقة ضربة قاصمة لإيمان وإسلام الأساتذة في الهيئة·· فيا حضرة النائب·· الأستاذ دائما يضع أمامه مخافة الله سبحانه وتعالى ومراعاة ضميره قبل كل شيء·· ولا نحتاج الى تعليق أكثر··! ثم أيها النائب·· ما هذه الصلاحيات التي تجاوزها الأساتذة في عملهم··؟! ألا تعلم أن الأستاذ والمدرب في الهيئة يتفانى في عمله وأدائه ويعطي عصارة جهده وخبرته ومعرفته ومعلوماته·· كل ذلك للإسهام في تطوير النهضة العلمية والتعليمية بالكويت لتخريج الكوادر الوطنية الذين يستطيعون تحمل المسؤولية·· بعد ذلك تعرض النائب الطبطبائي مرة أخرى لسياسة المناهج الدراسية في الهيئة قائلا: "إنه لا هدف منها إلا تعيين الأساتذة" والسؤال الذي يطرح نفسه·· هل اطلع النائب على مناهج الهيئة وقرأها قراءة متأنية·· أم أن أحد أفراد السكرتارية أوعز له أن المناهج لا تحقق الأهداف المنشودة··؟ ثم أي المناهج يقصدها··؟ وفي أية كلية توجد تلك المناهج المتخلفة تقنيا وتكنولوجيا·· أم تلك الكلية التي رفضت تحقيق بعض مطالب وواسطات نواب الأمة··؟ وهل مواكبة التقدم الحضاري في مجال التكنولوجيا يعتبر تخلفا··؟ وهل دخول الحاسوب الآلي "الكمبيوتر" وشبكة المعلومات العالمية "الإنترنت" يعتبر تخلفا وتشويها لصورة الإسلام··؟ وإذا كانت كل هذه الإساءات موجودة بالهيئة·· فلماذا لم تقم بتقديم استجواب لوزيري التعليم العالي السابق والأسبق·· وذلك للوصول الى تحقيق طموحاتك في إصلاح الهيئة المتدفقة بالنجاح والتطوير المستمر في تحقيق الإنجازات العالمية··؟!

أيها النائب إن حوارك مع مجلة "أخبار الهيئة" يحتاج الى مناظرة بينك وبين القائمين على الهيئة·· لكي تعلن نقدك لكل الأمور غير الصحيحة التي ذكرتها في حوارك··!

وفي الختام نذكّر النائب الطبطبائي بقول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): "رحم الله كل امرئ عرف قدره··"··!!