بعد بزوغ نور التحرير المبارك على وطننا العزيز الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم ظهرت ظاهرة جديدة على الساحة هي كثرة وجود الكتّاب والمحللين وبعض المنتفعين، من هذا الجانب في صحافتنا الكويتية، فهناك الكاتب الذي يمارس الكتابة فقط لإشباع هوايته، وآخر يكتب ليبدي وجهة نظره ورأيه في موضوع ما، أو هناك آخر يكتب بقناعة وأسلوب واضح ويكون له أثر إيجابي في تقويم المجتمع من خلال توجيهها التوجيه السليم في إطار الخدمة العامة لصالح الوطن والمواطنين، ولا شك أن هذه الظاهرة جاءت نتيجة انطلاق جزء من الحرية في القول والتعبير في بعض صحافتنا المحلية بعد الغزو الهمجي·

ويحث الدكتور محمد الطبطبائي الأستاذ بجامعة الكويت الكُّتاب "على ضرورة وأهمية اتباع أسلوب وآداب ومبادىء للكتابة التي يجب أن يضعها أي كاتب قبل ممارسة الكتابة، فقد حدد بضرورة التزام الكاتب الصدق فيما يورده من أخبار وأحداث ، كذلك أن يتجنب الألفاظ الشاذة ويختار الأسلوب المناسب للقرار وأن لا يجب أن يحتوي على مخالفات شرعية··"·

من هذا المنطلق العقلاني، نجد أن هناك الكثير من الكتّاب وبخاصة الذين ظهروا بعد الاحتلال البغيض، والتي فتحت بعض الصحف صفحاتهما لهم للتعبير والكتابة، قد خرجوا عن منهجية وأسلوب الكتابة وأصولها العلمية والأخلاقية·· فقد تمرسوا في انحرافاتهم المقززة في الكتابة في تسطير الكلام الخالي من اللباقة والأسلوب الحسن في التعامل مع القلم والورقة، وتميزهم في استخدام التجريح الشخصي البعيد عن الأخلاقيات الإسلامية وعادات وتقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه··

وبخاصة أن بعض هؤلاء الكتّاب مرتبطون بتيار سياسي إسلامي يدعي دائما أنه قائد لواء الحملة الإصلاحية والتوجيهية أو يربط أهداف هذا الحزب نفسه بالمبادىء الإسلامية كما يشيرون ويتطرقون من خلال كتبهم ومقالاتهم وبعض صحفهم القائدة لنظرية بث الفتنة ومخالفة الرأي الآخر واثارة الشائعات البعيدة عن الواقع الفعلي للحدث··

فهذا أحد كُتّابهم، لم يبق أحدا من المسلمين وبخاصة "المسلم الكويتي" إلا وقذفه بالإلحاد والعلمانية والكفر، وأخرج كل من لم يتفق معه من المّلة الإسلامية إذا لم يؤمن بسياستهم وعقيدتهم القائمة على الرأي الواحد·· يدعي الإسلام ولكنه بعيد كل البعد عن الإسلام الصحيح·· فقد ربط نفسه بإنسان يدعم وينشر من أفكار خبيثة عن طريق تشكيك الناس في دينهم واستخدام النمط الجديد في الطعن بالعادات والتقاليد المتداولة لدى شعوب منطقة الخليج العربي·· وكما ذكرنا سابقا في إحدى المقالات إن هذا التيار يرتبط بالسلطة دائما ليكون لهم وجود من خلال توافر المادة والقوة، حيث استخدم مفهوم السلطة في عملية الترهيب مجموعة من المسلمين، واستخدم كذلك مفهوم الترغيب عن طريق الإغراءات المالية لشراء الضمائر الرخيصة·

وللأسف إن هذا الشخص يستخدم التعبيرات والألفاظ القرآنية والأحاديث النبوية "بهتاناً وزورا"·· فهو ينطلق من المبدأ الشيطاني الذي يقول "من لم يكن معنا فهو ضدنا··" فيعلن دائما العداء والبغض على الفئة التي لا تسير في خطه ومنهجه الخاطىء··

فإلى متى يستمر هذا الشخص في طرح أفكارهم وآرائهم القائمة على نشر الفتنة الطائفية والعنصرية بين فئات الشعب: فهو، لم يترك مجموعة إسلامية أو غير إسلامية، إلا تعرض لها مخالفا منهج فتح الحوار والنقاش الذي يدعو إليه دستور الإسلام الصحيح، ودستور وطننا العزيز الذي يدعو دائما إلى نبذ الفرقة واحترام الرأي الآخر والمساواة بين الناس بكل فئاتهم·· ولم أجد أفضل مما قاله حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح: "علينا أن نتمسك بجوهر الدستور·· وأن نتفادى عيوبا عديدة أظهرها العمل"·· وبما أن هذا الشخص  ظاهرة من الظواهر برزت بعد التحرير المبارك وأحد العيوب التي ظهرت على الساحة ومن على شاكلته·· فما أفضل مما قاله صاحب السمو أمير البلاد عن هذه الفئة··"إن مجتمعا مصابا بهذه الظواهر لهو مجتمع مريض، عرضة لأن تتفشى فيه الفوضى،  ولأن يصبح مسرحا للحقد والكراهية والتفرقة بين أبنائه·· ولأن تنتشر فيه روح اللامبالاة، وانعدام الشعور بالمسؤولية فيتفسخ، وليس بعد التفسيخ إلا الانهيار··"·