قرأت المقال الشيق الذي كتبه عبدالكريم بيروتي ونشره في صحيفة "عرب تايمز" التي تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي سمعت أنها ممنوعة من الدخول في بعض الدول العربية باعتبارها من الصحف الصفراء كما تطلق عليها بعض الجهات التي لا تناسبها الموضوعات والقضايا التي تطرح فيها!!
على العموم ليس هذا موضوع المقالة·· وإنما المقالة التي كتبها بيروتي يشيد فيها بشخصين كويتيين، كانا يتميزان "بالروح الرياضية" بينهما وبين الصحافة الكويتية في تقبلهما النقد والانتقاد سواء بالرسوم الكاريكاتيرية المضحكة أو بالمقالات النقدية غير الجارحة التي تنشرها الصحف في ذلك الوقت·· الشخصان هما وزير النفط السابق السيد عبدالمطلب الكاظمي ووكيل وزارة الإعلام للسياحة الراحل السيد صالح شهاب··
يقول عبدالكريم بيروتي في مقالته: "من عجائب الصدف بالنسبة إلى وزير النفط الكويتي السابق السيد عبدالمطلب الكاظمي أنه بعد أيام من تسلمه مهام منصبه كوزير لأول مرة في عام 1975 اندلع حريق ضخم في واحد من أكبر حقول النفط الكويتية، وأنه خلال زيارته الأولى للخارج كوزير للنفط كان له لقاء مع العاهل السعودي الراحل الملك فيصل الذي اغتيل أثناء استقباله للوزير الكاظمي، كما أن أول اجتماع يحضره الكاظمي لوزراء دول "الأوبك" في فيينا انتهى بأكبر عملية اختطاف شملت جميع وزراء نفط المنظمة على يد الإرهابي العالمي "كارلوس"! بالطبع كانت هذه المصادفات العجيبة التي حدثت كلها خلال الشهر الأول لتسلم الوزير الكاظمي منصبه الوزاري مثار تعليقات الصحف وخصوصا رسوم الكاريكاتير التي تناولت الوزير الشاب باعتبار أن وجهه كان "خيرا" على الوزارة بهذا الشكل الغريب!
ويضيف بيروتي في مقالته إن "الوزير الكاظمي الذي ينتمي الى عائلة كويتية عريقة تعمل في السياسة والتجارة لم يزعل أبدا من الصحافة ومداعباتها الكاريكاتيرية بل كان يقول إنه لم يكن سيئ الحظ في حياته إطلاقا·· ولذلك كان الوزير الكاظمي يضحك كثيرا للرسوم الكاريكاتيرية التي كانت تداعبه في الصحف بل كان الوزير الوحيد في الحكومة الكويتية آنذاك الذي يعلق على جدران مكتبه بعض تلك الرسوم الكاريكاتيرية داخل "براويز" من الذهب باعتبارها من ممتلكاته العزيزة والغالية!
أما الشخصية الكويتية الأخرى التي أشار إليها في مقالته فقد قال عنها: "أما المسؤول الكويتي الآخر الذي كان رسامو الكاريكاتير في الصحف الكويتية يداعبونه بريشتهم دائما فهو وكيل وزارة الإعلام للسياحة السيد صالح شهاب وذلك لسببين هما أن السيد شهاب نفسه صاحب شخصية مرحة ولطيفة ونحن نقول "محببة"·· وإن عمله كمسؤول عن السياحة في الكويت يثير بعض السخرية لأن الكويت كما نعرف جميعا لا تقل درجة الحرارة فيها خلال الصيف عن 45 درجة مئوية في الظل! ولا توجد فيها معالم سياحية تذكر عدا البترول والدنانير والمطار الدولي··! وقد كان السيد صالح شهاب المسؤول الوحيد في الخليج الذي يقيم معرضا في أحد فنادق الكويت الضخمة للرسوم الكاريكاتيرية التي كانت تسخر منه ومن السياحة في الكويت··"! انتهت المقالة··!
ونحن نؤكد من جانبنا أن نشاط وحركة المسؤولين والوزراء في الدولة ضرورة حتمية لمتابعتها ومناقشتها باعتبارهم شخصيات عامة بحكم المنصب والمركز الرسمي، وأنهم ليس مجرد شخصيات عادية، فإنه يجب أن تكون هناك علاقة حضارية، تقوم على مبدأ الاحترام وتبادل الرأي وتقبل النقد البناء ومحاولة الإصلاح لتنمية الوطن ودفع عجلة تقدم الوطن·· فللأسف يوجد هناك بعض الوزراء والمسؤولين وكذلك بعض نواب مجلس الأمة صدورهم ضيقة وابتساماتهم مصطنعة، ومتسرعين في اتخاذ القرارات والعقوبات في حق من ينتقدهم حتى وإن كانوا في أوهام البقاء الدائم في المنصب··! |