رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 17جمادى الآخر 1424هـ-16 اغسطس 2003
العدد 1590

إشكالية "التبرعات" والأعمال الإرهابية
رضي السماك
* ???? ??????

مضى حينٌ من الدهر على العرب والمسلمين ظلت خلاله ظاهرة التطوع والتبرع للأعمال الخيرية سواء أكانت ذات صبغة دينية أم وطنية أم اجتماعية منتشرة كسجية من سجاياهم الحميدة المتأصلة في قيمهم وعاداتهم الدينية والاجتماعية·

وحتى سنوات قريبة خلت من بعد هزيمة 1967 وانحسار المد القومي وبدايات صعود المد الإسلامي - السياسي كان الناس بمختلف شرائحهم تقريبا يقبلون على التبرعات للصناديق الخيرية والوطنية - القومية مدفوعين في ذلك ببساطتهم وفطرتهم الطيبة وسليقتهم الدينية والقومية، ولم يكونوا يدققون عن الأفراد أو الجهات التي تدير هذه الصناديق أو عن نهاية المسار الذي ستنتهي إليه هذه الأموال وأوجه صرفها·

وبالإضافة الى التبرعات ذات الطابع الديني للصناديق الخيرية كان الناس على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية يقبلون على التبرع بما يجودون به لصالح القضايا القومية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بالإضافة الى تطوع الناس للقيام بالأعمال والأنشطة للصالح العام كمساهمة مجموعة من الشبان في بناء أو ترميم منزل صديق لهم أو المساهمة في بناء أندية الشباب أو التطوع لإنشاء ملاعب الكرة من قبل أعضاء الفرق الرياضية المستفيدة منها فضلا عن التطوع بالقيام بتنظيف الطرق وتجفيفها من المستنقعات وكذلك تنظيف السواحل والبساتين·

وكانت هذه الظاهرة أكثر انتشار في الأحياء الشعبية بالمدن والقرى لكن مع ازدياد نفوذ جماعات وحركات الإسلام السياسي بالبلدان العربية، ولاسيما منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي وعلى الأخص نفوذ الجماعات والحركات الإرهابية أخذت هذه الظاهرة - السجية النبيلة (التبرعات) تستغل من قبل هذه الجماعات على اختلاف مناحيها المتطرفة والمعتدلة فباتت توظف في الغالب باسم العمل الخيري الإسلامي إما لخدمة وتمويل أعمالها الإرهابية، وإما في أحسن الأحوال لتمويل وخدمة العمل السياسي لتنظيمات وحركات وأحزاب الإسلام السياسي سواء اتفق نشاط وفكر هذه الأحزاب مع صحيح الإسلام أم لم يتفق، وسواء قيض لهذه الحركات أو تلك الصناديق قادة وكوادر فاسدون أو مغالون أم لم يقيض·

وبالتلازم مع بروز هذا التحدي الذي واجه التبرع الخيري أخذت تتفشى تدريجيا في المجتمعات العربية، ولاسيما الخليجية، منها تغيرات قيمية كإفراز من إفرازات الطفرة النفطية منها شيوع الأنانية الفردية والبخل وجنون حب المال جنبا الى جنب مع بروز ظاهرة العزوف عن التطوع للإسهام في الأعمال والأنشطة الاجتماعية ذات المردود والصالح العام بيد أن جماعات وحركات الإسلام السياسي العربي لم تعدم كل السبل والوسائل بشعاراتها الدينية التحريضية لجذب بسطاء الناس وحضهم على التبرع في صناديقها بالمساجد والجوامع والأسواق والمدارس والجامعات فضلا عن الاحتفالات الدينية، ولم تحل المتغيرات القيمية للطفرة النفطية دون الإقبال على صناديقها إلا في أدنى الحدود·

وفي البداية وحتى عهد قريب حظيت الأنشطة التبرعية لهذه الجماعات بمساندة وتسهيلات من قبل الكثير من الأنظمة العربية، ولاسيما الخليجية منها وذلك بغرض دعم ما كان يسمى حينها بـ "الجهاد" ضد الكفار في أفغانستان إبان حكم النظام اليساري السابق وجرى التغاضي عن هذه الأعمال التبرعية بما فيها الموظفة لتمويل الأعمال الإرهابية التي تستهدف البنية التحتية ومؤسسات الخدمات الاجتماعية العامة للشعب الأفغاني·

وأخيرا وبعد اندحار النظام اليساري ثم اندحار نظام "طالبان" انقلب السحر على الساحر وباتت الأعمال التبرعية تمول وتوظف لتهديد بعض الأنظمة العربية وشعوبها وهي الأنظمة التي رعت وساندت من قبل هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة!

 

Ü كاتب بحريني

 

�����
   
�������   ������ �����
قضية المرأة البحرينية
الإرهاب وصناعة "المجانين"!
قراءة أولية في الانتخابات العراقية
بئر الحرمان
أقوى دول العالم.. أغباها!
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية
اعتذار متأخر جداً!
فرنسا و"المنار"
العرب في ثلاث قوائم عالمية
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية
كوبا بين التكيف والانهيار
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!
قدسية العلم الوطني
دروس إغلاق "العروبة" البحريني
حماية المستهلك في البحرين
الزهور والظلام
  Next Page

رموز الطاغية في الإمارات:
المحامي نايف بدر العتيبي
حدث مبشر:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
ضوء في آخر النفق!:
عامر ذياب التميمي
في ذكرى 2 آب:
يحيى الربيعان
لا بد من وقفة:
د. محمد حسين اليوسفي
شرار والبلدية:
علي الكندري
تجنيس أبناء الكويتيات:
د. جلال محمد آل رشيد
وماذا بعد الهدنة؟!!:
عبدالله عيسى الموسوي
حكومة تكنوقراط عراقية لا حزبية سياسية:
حميد المالكي
إشكالية "التبرعات" والأعمال الإرهابية:
رضي السماك
ملف التجنيـس ما له وما عليه:
عبدالمنعم محمد الشيراوي