يحاول الإنسان جاهدا أن يجد العذر والمبرر والدافع وراء قيام شخص بعمل ما من منطلق التقدير والمحبة والاعتزاز لهذا الشخص، لكن مهما حاول لا بد من بقاء رواسب داخلية سلبية في نفسه تجاه هذا الإنسان مهما حاول إخفاءها·
وهنا لا بد من الحديث عن وصول بعض من رموز نظام الطاغية البائد صدام حسين الى دولة الإمارات العربية الشقيقة التي استضافتهم وعلى رأسهم المجرمون محمد سعيد الصحاف ومحمد الدوري وظافر العاني وغيرهم من المجرمين المطلوبين للشعب العراقي، وقد يتساءل البعض عن الأسباب وراء مثل هذا العمل وما هي دوافع دولة الإمارات العزيزة وما هي المصلحة المرجوة من وراء إيواء مثل هؤلاء الأشخاص وما يمكن أن يحققوه للدولة المستضيفة، كلها أسئلة تبحث عن إجابة·
ومهما حاولنا التبرير واختلاق الأعذار لدولة شقيقة عزيزة علينا، تبقى الأجوبة ناقصة وغير مفهومة والقصد غير واضح وتترك أثرا سلبيا لدى الشعب العراقي ومن قبله الشعب الكويتي الذي اكتوى بنار وحقد هذه الزمرة كل حسب موقعه السابق في النظام البائد ولا يعني أنهم غير مطلوبين للإدارة الأمريكية أنهم أبرياء من دماء الشعبين العراقي والكويتي، كما أننا نفهم أن الدول تستضيف المناضلين الشرفاء والأحرار والمعارضين الوطنيين لدواعٍ إنسانية ومبدئية، لكن إيواء هذه المجموعة المجرمة عمل لم يحالفه التوفيق، فمنظومة مجلس التعاون الخليجي والعلاقات المصيرية التي تربط شعوبه وأمنه واستقراره يبدو أنها لم تستطع حتى الآن بلورة صيغة نهائية للعمل المشترك ومتطلبات المصلحة العليا لدوله وشعوبه، هذا عدا ما نشاهده في القنوات الخليجية الخاصة المدعومة بالمال الخليجي من تغريد خارج سرب دول مجلس التعاون واتفاقياته وتعاونه الأمني والاقتصادي والاجتماعي ومن تفتيت وتفريق لشعوبه وإثارة الفتن بين دوله، فهل يمكن أن يقال إن مجلس التعاون الخليجي في طريقه للاضمحلال حيث إنه لم يحقق لشعوب الخليج منذ تأسيسه وحتى الآن شيئا يذكر؟!·
nayef@taleea.com |