قبل نحو شهر من الزمان دعت فصائل المقاومة الفلسطينية - تحت ضغوط دولية وعربية هائلة - الى هدنة لوقف إطلاق النار مع العدو الصهيوني مقابل انسحاب قواته من الأراضي التي احتلتها بعد اجتياحها لمدن الضفة الغربية وكذلك وقف العدوان اليومي المستمر على الشعب الفلسطيني والذي خلف خلال عامين ونصف العام أكثر من 2700 شهيد ونحو 45 ألف جريحا منهم سبعة آلاف أصيبوا بإعاقات كاملة بالإضافة للدمار شبه الكامل للبنية التحتية لمؤسسات السلطة والأملاك الخاصة للمواطنين·

كما اشترطت فصائل المقاومة في بيانها لوقف الهجمات رفع الحصار المفروض على المناطق الفلسطينية خصوصا على رئيس سلطة الحكم الذاتي بالإضافة الى وقف الاستيطان الذي بات يتوسع كمرض سرطاني في المناطق المحتلة عام 1967 والدعوة لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الذين يقارب عددهم نحو 6000 أسير معظمهم اعتقلوا إداريا من دون أن توجه لهم تهمة محددة·

واليوم، بعد مرور أكثر من شهر على الهدنة والتزام الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها وانتماءاتها ببنودها فإننا نجد أن الجانب الصهيوني لم يعط هذا الأمر أهمية تذكر واستمر بممارسة الإرهاب بصورة يومية ضد الشعب الفلسطيني نوجزها في الأسطر التالية·

بخصوص قضية الإفراج عن الأسرى قامت سلطات الاحتلال بعد مخاض طويل بالإعلان عن نيتها الإفراج عن عدد ضئيل من الأسرى لا يتجاوز %5 من العدد الإجمالي وهم في إجماليهم إما ممن اعتقلوا إداريا أو الذين تنتهي مدة حكمهم خلال الأسابيع القليلة المقبلة أو الذين اعتقلوا ووجهت إليهم اتهامات على شاكلة رمي المستوطنين بالحجارة وهذه المسرحية الهزيلة لاقت رفضا واستهجانا دوليا إلا من جانب الولايات المتحدة التي اعتبرتها تضحية من شارون في سبيل السلام!!·

كما استشهد خلال فترة الهدنة تسعة فلسطينيين وأصيب أكثر من 328 مواطنا آخرين من بينهم 95 طفلا برصاص جيش الاحتلال فيما اعتقل 331 فلسطينيا خلال الشهر الذي تبع إعلان الفصائل الهدنة الموقتة·

كما قامت قوات الاحتلال بالاستيلاء على 19,373 دونما من الأراضي الزراعية بالإضافة الى تجريف نحو 4000 دونم زراعي، اقتلعت خلالها نحو 9000 شجرة·

كما قامت حكومة الاحتلال خلال فترة الهدنة ببناء ثلاث مستوطنات على الأراضي الفلسطينية فيما أدخلت 41 وحدة سكنية جديدة الى بعض المستعمرات القائمة، وشق جيش الاحتلال خمسة طرق التفافية جديدة حول المستعمرات في المناطق المحتلة·

كما أقام جيش العدو خلال فترة الهدنة 43 حاجزا وموقعا عسكريا رغم الاتفاق على خفض عدد الحواجز والذي أبرم من سلطة الحكم الذاتي، كما تعرضت مبان فلسطينية لقصف بالرشاشات الثقيلة وصل عددها الى أكثر من 300 مرة فيما وقعت أضرار في 180 مبنى، بينها عدد كبير من المنازل·

وأخيرا، فإن قوات الاحتلال اغتالت اثنين من قادة حركة المقاومة حماس التي توعدت برد مزلزل لاغتيال عناصرها، وبالطبع، فعندما تشن فصائل المقاومة هجماتها - المشروعة قانونا - فإن العالم لن يتوانى عن وصفها بالإرهاب وبأنها قد قوضت من فرص السلام مع الصهاينة ويجب أن تحارب دوليا وتفكك خلاياها·

abdullah.m@taleea.com