رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 6 محرم 1422هـ - 31 مارس 2001
العدد 1470

معنى القمة!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

هل سيتمخض عن قمة ملوك ورؤساء الدول العربية التي عقدت في عمان الأسبوع الماضي نتائج حاسمة في مسيرة الصراع العربي الإسرائيلي، وهل ستدفع قضايا عربية أخرى باتجاه الحل؟ دون ريب أن العرب يواجهون مأساة حقيقية بعد انتخاب أريل شارون رئيساً لوزراء إسرائيل مما ينذر بتعطيل مفاوضات السلام على المسار الفلسطيني والمسار السوري بشكل لا جدال فيه·· فكما هو معلوم أن شارون الذي شكل حكومة وحدة وطنية مايزال يمسك خيوط القرار وهو ينطلق من مواقع أيديولوجية يمينية متطرفة لا تعير اهتماماً لحقوق الفلسطينيين ولا تهتم بالحقوق الجغرافية والتاريخية للسوريين في الجولان·· وهذا الرجل الذي أشرف على مذبحة صبرا وشاتيلا في بيروت في عام 1982 لا يمكن أن يكون معنياً بالعدالة والسلام مع العرب·· يضاف إلى ذلك أنه ضم لحكومته عناصر سياسية مغرقة في تطرفها العنصري واليميني وربما تكون في شوق لشن حرب على عدد من الدول العربية، ومن بينها دول قد وقعت إتفاقات سلام مع إسرائيل مثل مصر· ومن شواهد التشدد في ظل حكومة شارون استمرار الحصار والتجويع للمدن والقرى الفلسطينية دون رحمة أو تجاوب مع النداءات الدولية·

لكن السؤال المشروع الذي يمكن أن يطرحه المرء هو هل لدى العرب استراتيجية واضحة لمواجهة هذا الواقع الإسرائيلي وفرض شروط سلام واقعية وعادلة  أم أنهم سيكتفون بالدعم المعنوي والإعلامي لانتفاضة الفلسطينيين التي لم تتحول حتى الآن إلى واقع نضالي يفرض على الإسرائيليين التراجع عن الشروط المجحفة والاتفاق مع المفاوضين الفلسطينيين حول اتفاقات سلام نهائية تتسم بالعدالة·· وما يعقد الأمور أن الإدارة الفلسطينية تعاني من قصور الإمكانات المالية على الرغم مما رصد لهم من أموال عربية بحسب قرارات قمة القاهرة الأخيرة· هناك مبررات مقنعة لتقاعس عدد من الدول العربية لدفع الأموال حيث أن سمعة تلك الإدارة لا توحي بالثقة نظراً للمعلومات عن انتشار الفساد الإداري والمالي، ناهيك عن القمع الذي تستخدمه السلطة الفلسطينية تجاه المنتقدين والمعارضين· ولا شك أن هذا الحصار وتقلص الأموال لدى السلطة وتراجع الأداء الاقتصادي في مناطق الحكم الذاتي يزيد من المعاناة الاقتصادية والاجتماعية بين ابناء الشعب الفلسطيني·

وإذا كانت الأوضاع الفلسطينية مستعصية فيكف يمكن أن تعمل القمة على انتشالها، وما هي القرارات التي يمكن أن تساعد على "حلحلة العقد" التي تحول دون استئناف المفاوضات والتوصل إلى اتفاقات مقبولة من الفلسطينيين والعرب؟ قد يكون المرء متشائماً ولكنني لا أتصور توفر إمكانات واقعية بأن تسهم القمة ومقرراتها بالمساعدة بحلول للشأن الفلسطيني·· أما ما يتعلق بالمسار السوري فإن المسألة تتعلق بتوافق السوريين والإسرائيليين حول شروط مقبولة، وقد قطع الطرفان في المفاوضات السابقة أشواطاً مهمة وكادوا أن يتوصلوا إلى اتفاق نهائي لولا عثرات·· هل يمكن أن تحصل سورية على شروط أفضل في مفاوضات جديدة، إن عقدت مثل هذه المفاوضات، مع حكومة يترأسها شارون في حين أنها لم تتمكن من الوصول إلى الحلول المقبولة مع الراحل رابين ومع باراك؟ هذا سؤال أساسي ومفصلي، وإذا تم الاتفاق في عهد شارون فإن ذلك سيكون مدعاة للاندهاش من قبل مختلف الأطراف·

لكن ما يثير الشجون هو أن تغرق القمة في مياه المسألة العراقية وتنفجر الخلافات بما يعطل كل شيء آخر·· ولابد من الإقرار بأن النظام العراقي يريد أن تتولى القمة مسؤولية مواجهة المجتمع الدولي والأمم المتحدة وطرح قضايا الحصار والعقوبات الاقتصادية دون أن يذعن ذلك النظام للقرارات الدولية ويقوم باحترامها· هذه المطالبات والتي  يبدو أنها تلاقي قبولاً من عدد من الحكومات العربية سوف تؤدي، إذا طرحت بالصيغة العراقية، إلى تفجر الخلاف·· ولا شك أن الخلاف قد تفجر حتى قبل انعقاد القمة وربما عزف عن الحضور عدد من الملوك والرؤساء العرب·· كذلك فإن الخطاب السياسي العراقي لم يتغير وهو خطاب يتسم بالغطرسة ومناهض لأي توافق مع متطلبات النظام الدولي·· يضاف إلى ذلك أن الخطاب المذكور يندفع نحو العداء باتجاه السعودية والكويت ويعيد للأذهان اللغة العدائية التي سبقت احتلال الكويت واستمرت أثناء الاحتلال البغيض وما بعدالتحرير· وغني عن البيان أن الطروحات العراقية الرسمية لن تمكن من خلق أجواء وفاقية في قمة عمان·

هذا الواقع العربي هل يستطيع مواجهة استحقاقات السلام والتحديات التي يمثلها وجود شارون على رأس الحكومة الإسرائيلية؟ وكيف يمكن للنظام العربي أن يواجه المجتمع الدولي ومستلزمات الاستقرار، الذي ينشده ذلك المجتمع، في منطقة الخليج وباقي المناطق العربية·· ويبدو أن النظام العربي يعاني من ضعف في مواجهة النظام العراقي ولا يستطيع أن يرشده ويدفعه للقبول بالشروط الدولية لرفع الحصار، وهناك أنظمة عربية تريد أن تستفيد اقتصادياً من تعاملها مع النظام العراقي دون أن تتجرأ بالضغط عليه·· وسوف تجد تلك الأنظمة أنها سوف تساهم في زيادة معاناة العراقيين حيث أنها تمد النظام بالقدرة على الاستمرار وفي الوقت ذاته سوف تجد نفسها في حالة مواجهة مع النظام الدولي مما يفقدها الميزات الاقتصادية والعلاقات الطبيعية مع الدول الكبرى في العالم·· ويمكن أن نزعم أن الواقع العربي الراهن يشبه ما كان عليه الحال عند احتلال العراق للكويت وعدم قدرة النظام العربي مواجهة العدوان وكبحه، ولذلك فما أشبه اليوم بالبارحة!

�����
   

حديث القذافي إلى الحكام:
محمد مساعد الصالح
الإمام الحسين المنتصر دائما:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
أهل القمة:
د.مصطفى عباس معرفي
للمجاهدين في الأفغان أخ في الجزائر:
يحيى الربيعان
انتخابات بلدية:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
معنى القمة!:
عامر ذياب التميمي
معركة الجيش الجديدة:
سعاد المعجل
جريمة بشعة:
أنور الرشيد
دعوة اجتزنا خطرها ودعوة نأمل قبرها:
مطر سعيد المطر
نعم نستطيع تطوير مكامن النفط:
علي محمد البداح
الحكم الدكتاتوري جوهر المشكلة العراقية:
حميد المالكي
عرس البحرين..:
سعود راشد العنزي
مؤتمر المرأة العالمي·· هموم وتحديات:
فوزية أبل