تستضيف الكويت يوم الاثنين المقبل (2 ابريل 2001) المؤتمر العالمي الثاني حول دور المرأة في التنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية تحت شعار "نحو مشاركة فاعلة للمرأة في القرن الحادي والعشرين"، بتنظيم من الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، فهذه المبادرة وهذا النشاط لأجل المرأة يعقد في ظروف صعبة تعانيها المرأة في دول عربية عدة لأكثر من سبب، منها التخلف والأمراض والأمية والتلوث·
وهناك مبادرات على الصعيد العالمي لأجل مناقشة واقع المرأة في الأسرة ارتباطاً بمشاكل المجتمع المعقدة، فالتقاليد التي تتحول أحياناً إلى تعسف بحق المرأة تشل قدراتها وتزيد في ضعفها وفي التمييز ضدها، وأيضاً هناك قطاعات واسعة من النساء العربيات العاملات في الصناعة والزراعة والحرف اليدوية وقطاع الخدمات وغيرها، محرومات من أبسط حقوقهن المهنية والحريات ذات الطابع النقابي والسياسي، وهناك دول عربية وأفريقية وآسيوية عدة تشهد نسبة مرعبة من الوفيات في صفوف النساء بسبب أمراض مستعصية أو حوادث خلال العمل أو جرائم وتعديات ضد المرأة وحتى ضد الفتيات الصغيرات وصولاً إلى الطفولة·
وأيضاً هناك الحروب الأهلية التي تدفع ثمنها المرأة في دول عربية واقليمية عدة فتؤدي إلى تهجير وتشرد ألوف العائلات وإلى نسبة عالية من اليتامى ومن الأرامل والنساء الجائعات أو المهددات بالموت، كما حصل بالنسبة للمرأة العراقية التي شردتها أجهزة النظام العراقي والقهر والقمع، شردتها إلى شمال العراق أو إلى الخارج، أو المرأة السودانية التي تعاني من الفقر والتشرد وأيضاً من الحرب الأهلية الطاحنة·
وفي الصومال لم يستتب الوضع بعد بشكل حاسم حتى في العاصمة مقديشو ولا تزال الأوضاع تعاني من التشتت في إدارة المناطق بحسب القبائل والزعامات المسيطرين على هذه المنطقة أو تلك· أما المرأة في فلسطين فهي تشكل نموذجاً صارخاً للتعدي لأشرس آلة للقهر والعدوان وسبق أن عانت النساء في لبنان من حرب دموية بسبب الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي·
أما في الجزائر فإن المرأة الجزائرية تتجسد فيها كل أنواع المعاناة، فمن سكاكين المذابح إلى القمع والتشريد إلى الظروف الحياتية الصعبة إلى الحرب النفسية وصعوبة التنقل، مع العلم بأن المرأة الجزائرية سبق وضربت المثل في المشاركة القيادية في الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي·
وفي الوقت الذي تتدنى وتتقلص فيه الخدمات والتأمينات الصحية والوظيفية المقدمة إلى المرأة العاملة أو إلى ربة المنزل في كثير من الدول العربية، فإن النساء اللواتي يشاركن في العمل النقابي والسياسي لأجل الدفاع عن قضاياهن والحريات يتعرضن أحياناً للقهر والقمع من جانب السلطات الحكومية في بعض الدول العربية أو تحاصرهن القوى والتيارات المتطرفة في تحجرها·
وقصة المرأة الكويتية مع التضحية والبذل في سبيل نصرة قضايا وطنها وأمتها العربية، هي قصة راسخة في أعماق التاريخ العربي المعاصر· ويذكر التاريخ بأحرف من نور صور تلك الفتيات والنساء اللواتي شاركن في إرساء دعائم العمل النضالي على ساحات المواجهة العربية مع العدو الإسرائيلي، وبعضهن شاركن مباشرة في أعمال قتالية وتعبوية على الجبهتين المصرية والسورية ولا سيما في حرب عام 1973 التحريرية·
أما دور الكويتيات المناضلات من أجل ثورة فلسطين أو في صفوف المقاومين والمناضلين على الساحة الفلسطينية، فهو دور يعرفه القاصي والداني·
|