ما أن لمّحت الحكومة "بالعين الحمراء" حتى أعادت أحزاب التأسلم السياسي النظر في أفكارها واجتهاداتها فعندما تم إعلان الرغبة السامية لأمير البلاد بإعطاء المرأة حقوقها السياسية توالت التصريحات حول عدم جواز ذلك شرعا·· وقال أحدهم إنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وكأن منح الأم والزوجة والأخت والبنت حقوقها السياسية معصية··· وكأنهم الوحيدون الذين يفهمون شرع الله·· واستشهد "فقيهم المتفقه" بالفتاوى الصادرة من الأزهر والإفتاء عام 1952 ونسوا وتناسوا ما نشرته صحفنا مؤخرا من أقوال شيخ الأزهر ومفتي مصر من إشادة بمبادرة صاحب السمو وأن الشرع لا يمنع حق المرأة في الانتخاب والترشيح··· ولكن هذه الفتاوى والأقوال لم تحرك اهتمامات الأحزاب المتأسلمة لأن لهم فهمهم الخاص للشريعة يتناسب مع مصالحهم الخاصة·· وعندما قررت الحكومة أنها ستعيد النظر في لجان الجمعيات الدينية وستطبق القانون عليهم أسقط في يدهم وبدأوا في إعادة حساباتهم وبدأوا إعادة النظر في أفكارهم وتوجهاتهم·· فقال "تاجرهم" إنه لم يصدر عنه ما نشر في الصحف من أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق·· وقال نقيبهم إن حقوق المرأة السياسية تتعدد الآراء والاجتهادات فيها بل بدأوا في مغازلة الحكومة فالنائب السابق المعارض لشراء الصاروخ الأمريكي حوّل معارضته الى رئيس مجلس الأمة أحمد السعدون ليقف في صف واحد مع الحكومة التي تعمل المستحيل لإسقاط السعدون·· وشارك "نائب الصاروخ" الأمريكي عدد من المرشحين أصحاب اللحى الكثيفة والطويلة·· وهكذا إزاء تخوفهم من مضايقة الحكومة لمؤسساتهم فإنهم يعيدون النظر حتى في فهمهم للشرع الإسلامي·· فهؤلاء أحزاب سياسية تتخذ الدين ستارا للوصول الى غرضها والمؤسف أن الحكومة تمد يد العون لهم وتساعدهم·· وحتى يومنا هذا فإن الحكومة على استعداد أن تغير عينها الحمراء لتكون عينا باردة متحالفة مع الحكومة·· |