انتصار زعيم حزب العمل الإسرائيلي ايهود باراك ليس انتصارا للمطالبة بعودة الأراضي العربية المحتلة·· ويخطئ من يعتقد ذلك· فحزب العمل لا يختلف عن حزب الليكود استراتيجيا·· وها هو باراك في أول تصريح له بعد فوزه في الانتخابات يقرر أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل·· وأنه لن يتنازل الى حدود 4 يونيو 1967 في أراضي الجولان السورية المحتلة·· وأنه سينسحب من الشريط اللبناني خلال سنة انسحابا مشروطا بتوفير الأمن لإسرائيل أي القضاء على المقاومة اللبنانية في الجنوب هي وطليعتها حزب الله كما أنه مع قيام سلطة فلسطينية مستقلة وليس دولة·· إذن لا فرق بين ايهود باراك ونتنياهو إلا في التكتيك·· فحزب العمل سيدخل المفاوضات مع العرب ولكن لن يسلم لهم حقوقهم بينما الليكود وضع العراقيل المسبقة التي تحول دون الجلوس على مائدة المفاوضات·· وعليه فإننا لسنا متفائلين بفوز حزب العمل تماما مثل عدم تفاؤلنا عندما نجح في المرة السابقة حزب الليكود·· والناخب الإسرائيلي عندما يتوجه الى صناديق الاقتراع فإنه ينتخب الحزب وزعيمه القادر على حل قضاياه الداخلية مثل الوضع الاقتصادي السيئ·· والتفرقة بين اليهود الشرقيين والغربيين والتعليم وكلها أمور لا تعني المواطن العربي المحتلة أرضه كثيرا·· ومع كل ذلك لننظر حتى نرى ماذا يمكن أن يفعل ايهود باراك فهو كان قائدا للجيش في فترة سابقة·· وكأي جنرال إسرائيلي فإن يده ملطخة بدماء العرب·· ومع كل ذلك كما قال مصدر رسمي سوري لننظر فإن الحكم على سياسة ايهود باراك·· سابق لأوانه· |