ماذا يعرف القارىء العزيز عن "المسيحية الصهيونية" التي تهيمن على القرار السياسي في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم وتوجهه لما فيه من مصلحة للكيان الصهيوني؟!!

يعتبر أتباع الحركة "المسيحية" مسيحيين غربيين من الإنجيليين المتطرفين الذين يساندون "إسرائيل" بصورة عمياء ويبلغ تعدادهم اليوم 40 مليونا على الأقل في الولايات المتحدة الأمريكية·

وقد ظهرت هذه الحركة في بداية عصر النهضة الأوروبية في القرن التاسع عشر كحركة متمردة على الكنيسة الكاثوليكية وكانت تستند على فهم خطأ للكثير من مضامين الإنجيل خصوصاً تلك المتعلقة بالعودة إلى "أرض الميعاد"·

وكان الظهور العلني لهذه الحركة في عام 1840م عندما قام اللورد "تشاسبري" بنشر إعلان في الصحف البريطانية دعا فيه إلى "غرس اليهود في بلادهم وإلى حمايتهم من قبل الدولة البريطانية" وكان أول من استخدم مصطلح "توطين شعب بلا أرض في أرض بلا شعب"·

كما قام أحد مؤيدي هذه الحركة وهو الأمريكي "وليم لاكستون" بالعمل جاهداً لإعادة توطين اليهود في أرض فلسطين وفق هذه المعتقدات حيث قام بدعوة الرئيس الأمريكي للعمل بصورة جادة من أجل إعادة اليهود إلى فلسطين وكان من أشد المطالبين لمؤسس الحركة الصهيونية "هرتزل" بعدم نقل الوطن القومي من فلسطين إلى أوغندا وهي دعوة كانت مطروحة آنذاك·

ولقد كثف المسيحيون اليهود دعمهم لحكومة الكيان الصهيوني خصوصاً بعد احتلال مدينة القدس عام 1967 حيث قاموا بتمويل الكثير من نفقات بناء المستعمرات واستقدام المهاجرين الروس إلى أرض فلسطين·

واليوم، توثقت العلاقة بين هذه الحركة واللوبي الصهيوني في أمريكا حيث بات هؤلاء يسيطرون على جميع محاور السياسة الأمريكية المتعلقة بالقضية الفلسطينية ويمكن تصويرهم بالسور الحديدي الذي يصعب اختراقه من قبل العرب والمسلمين خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر المشؤومة·

فهل نعي حقيقة الصراع مع الحركة الصهيونية وصعوبة الحصول على موقف أمريكي مساند لقضايانا العادلة؟!! نأمل لذلك·

 abdullah.m@taleea.com