رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 ربيع الأول 1425هـ - 5 مايو 2004
العدد 1626

العقلية البنلادنية
رضي السماك
* ???? ??????

غالبا ما تكون مبادرات الهدنة العسكرية هي فيما بين الجيوش النظامية الممثلة لدول تنتمي إلى أسرة دولية تستظل بالأحكام والتشريعات والأعراف الدولية كناظم وضابط للعلاقات الدولية فيما بينها وقد تحدث مثل هذه المبادرات سواء تم التوافق عليها أم لم يتم فيما بين التنظيمات والجماعات المسلحة غير النظامية، كما هي الحال في الحروب الأهلية المندلعة فيما بين هذه الجماعات داخل البلد الواحد أو فيما بينها وبين سلطة البلد أو كما هي الحال ما بين السلطات المحتلة لأي بلد والميليشيات الشعبية أو جيش التحرير المناضل في ذلك البلد·

وعادة ما تكون الأطراف المتنازعة في مختلف أنواع هذه الحروب متقاربة في الندية أو في قدرة بعضها على إطالة أمد الحرب في حال انعدام الحسم العسكري·

بيد أن زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن الذي تقلص تنظيمه وتفتت ولم يتبق منه سوى الفلول وإن تبقى نمطه الفكري شائعا يسود العقل السياسي العربي خرج علينا من مخبئه السري على الحدود الأفغانية  الباكستانية بمقترح هدنة عجيبة تثير الشفقة والاشمئزاز أكثر مما تثير اهتمام الأطراف المعنية وقدمها وكأنها غنيمة بالغة النفع للعرب والمسلمين·

نصب بن لادن نفسه وهو معتكف في مخبئه قائدا وناطقا عسكريا باسم أمة العرب والمسلمين جمعاء على اختلاف أنظمتها وقواها السياسية والدينية والاجتماعية ليعرض على الدول الأوروبية كلها دون استثناء بشعوبها وقواها السياسية والدينية ومؤسسات مجتمعها المدني وأحزابها هدنة مفتوحة لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر·

وهو يقصد وقف العمليات الإرهابية كالتي ارتكبها تنظيمه أو الجماعات السائرة في فلكه في عدد من الدول الغربية، دع عنك الدول العربية وكان آخرها تلك التي حصدت عشرات المدنيين الأبرياء في قطارات إسبانيا المعروف شبعها بالوقوف إلى جانب قضايا شعوبنا بما في ذلك معارضته لحكومته التي قام بإسقاطها لتأييدها لأمريكا في حربها على العراق، علما أن تلك العمليات الإرهابية مازالت أمة بكاملها تدفع فواتيرها الباهظة، والتي لم تكن لا لأنظمتها ولا معارضاتها ولا لسائر قواها الدينية والسياسية دور في التخطيط لها أو تنفيذها·

لقد وضع بن لادن كما هو واضح جيدا من نص شريطه الجديد كل البلدان الأوروبية على اختلاف أنظمتها كبيرها وصغيرها وعلى اختلاف شعوبها وقواها السياسية والدينية والاجتماعية في سلة واحدة وساواهم جميعا كعدو واحد يقود جيشا واحدا يعرض عليه هدنته وخاطبهم بهذه الصفة: "نحيطكم علما أن وصفكم لنا ولأعمالنا بالإرهاب هو بالضرورة وصف لأنفسكم وأعمالكم حيث إن الأفعال من جنسها وأن رد فعلنا هو رد فعل لأعمالكم التي هي تدمير وقتل لأهلنا في أفغانستان والعراق وفلسطين"·

وبصرف النظر عن دور سياسات وعمليات بن لادن وتنظيمه في تبرير مجيء قوات دول أوروبية إلى أفغانستان والعراق فإن عدد هذه الدول محدود ولا يقارن بدور القوات الأمريكية·

وهو إذ يعترف بأهمية "الإعلام الهائل" لتوعية الشعوب الأوروبية بعدالة قضايانا وأولاها فلسطين على حد تعبيره فإنه يتناسى كيف بدد ثروته الهائلة على تنظيمه المتطرف لتمويل تلك العمليات الإرهابية التي عادت ومازالت تعود بالوبال الكارثي على شعبه وأمته وقضاياها المصيرية بدلا من توظيفها في مشاريع إعلامية كبرى (صحف بلغات أوروبية مختلفة، قنوات فضائية·· إلخ)، لممارسة هذه التوعية بلغة سياسية إعلامية علمية موضوعية مدروسة تستطيع مخاطبة العقل الأوروبي·

في عصرنا الراهن الحافل بالصراعات الفكرية والسياسية والاجتماعية المتضادة أو المتصارعة وخاصة حول القضايا المعقدة غالبا ما ينظر إلى السجن أو المنفى السري كمحطة استراحة للمناضل يقدم خلالها على مراجعة فكرية وإعادة تقويم حساباته السياسية، لكن لا يبدو أن بن لادن وبالرغم من هذه الاستراحة الطويلة قد اتعظ مما جرته غزواته من "بلاوي" ومصائب على أمته وشعبه·· ذلك بأنه كثيرا ما تجد بنية الذهنية السياسية أساسيات راسخة في تكوين الفرد الرمز يصعب زحزحتها وتلك هي إحدى تجليات محنة العقل السياسي العربي عامة المسببة لكبوة العرب المزمنة الراهنة·

فلا غرو والحال كذلك أن نحد "البنلادنية" هي عقلية وثقافة متغلغلة في قطاع عريض من المثقفين والأحزاب والتيارات السياسية والدينية العربية أكثر مما هي متعششة في كهف "القاعدة" فقط·

 

ü كاتب بحريني

�����
   
�������   ������ �����
قضية المرأة البحرينية
الإرهاب وصناعة "المجانين"!
قراءة أولية في الانتخابات العراقية
بئر الحرمان
أقوى دول العالم.. أغباها!
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية
اعتذار متأخر جداً!
فرنسا و"المنار"
العرب في ثلاث قوائم عالمية
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية
كوبا بين التكيف والانهيار
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!
قدسية العلم الوطني
دروس إغلاق "العروبة" البحريني
حماية المستهلك في البحرين
الزهور والظلام
  Next Page

سر "الدوائر الانتخابية":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
السلطة الناعمة!!:
سعاد المعجل
شهادة الوزير·· والضحية "عاشق":
عبدالخالق ملا جمعة
مشروع الشرق الأوسط وإرادة الشعوب:
موسى داؤود
"البـدون":
المهندس محمد فهد الظفيري
الشياطــــين:
يحيى الربيعان
محاولة للفهم!:
عامر ذياب التميمي
حتى آخر طفل عراقي:
المحامي نايف بدر العتيبي
56 عاما على النكبة(1-2):
عبدالله عيسى الموسوي
الدوائر الانتخابية
·· آلية التصويت:
د. جلال محمد آل رشيد
دهاقنة الفتنة والتأزيم:
محمد بو شهري
مناجاة: صدام والطرْق المستمر:
خالد عايد الجنفاوي
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟:
حميد المالكي
العقلية البنلادنية:
رضي السماك