في لقاء مع برنامج "وجهة نظر" الأمريكي الحواري والذي عرضته فضائية أبو ظبي مساء السبت 24/4/2004 ذكر ضيف البرنامج المحامي الأمريكي والموكل بالدفاع عن الأسرى الكويتيين في "غوانتنامو" أنه التقى وزيرا مكسيكا صارحه بأنه يلمس فشل إدارة الرئيس بوش في مكافحة الإرهاب الدولي وأضاف قائلا وعلى نقيضه نرصد نجاح الإرهابيين في استدراج الحضارة الأمريكية "الحقوقية" إلى عالمهم وتنازلها عن حماية الإنسان والتمييز في التعامل على أساس عرقي وديني، ويعلق المحامي على كلام الوزير بأنه أصابه الوجوم والحرج والاتفاق ضمنا مع كلام الوزير المكسيكي لا سيما مع اعترافه بأن مكتبه يتلقى يوميا عشرات "الفاكسات" يبدي فيها أصحابها مشاعر الكراهية للعرب والمسلمين دون غيرهم وأنهم يوجهون له العتاب لقبوله الدفاع عن الأسرى الكويتيين بل وتصله أحيانا رسائل تهديد "لم يوضح نوعية التهديد"·
وفي اتصال لا يخلو من غرابة للبرنامج ذاته تحدث مواطن من رعايا شرق آسيا اسمه "عاشق" كان يشتكي بأنه تم تسفيره من إحدى الولايات الأمريكية بعد حرب أفغانستان على الرغم من تعاونه "كما يقول" مع أجهزة الأمن والاستخبارات "CIA-F.P.I" وإدلائه بمعلومات مهمة عن أشخاص متورطين في تنظيم القاعدة، وقد حصل نظير تعاونه هذا على وعد من كبار الضباط الأمنيين في أمريكا بمنحه جميع الضمانات لحمايته واستمرار إقامته، إلا أنه تفاجأ والكلام "لعاشق" باقتحام الأمن لسكنه وطرده من البلاد دون إبداء الأسباب! وهي الممارسة الغوغائية ذاتها المتبعة في دول العالم الثالث!
شهادة الوزير المكسيكي والتي اختزل فيها التعاطي الأمريكي لموضوع الإرهاب بوصف دقيق، تعطينا بعدا في فهم ما يجري والتعليق عليه، فحينما لا تستطيع أن تصل إلى عالم المثال في قيمك فلا تتوقع من الآخرين سرعة الاستجابة، والركض وراءك، وسؤال متصل، فهل من الضروري أن تنحدر من أجل القضاء على مناوئيك بتحريك الجيوش على بوصلة ذات سهم أحادي التمييز في تحديد جهة الإرهاب؟ إن وجهة نظر الوزير المكسيكي، وشكاية المطرود "عاشق"، وتعقيب المحامي الأمريكي تمثل حالة الغيبوبة الحضارية التي انتابت البيت الأبيض بعد أحداث الحادي عشر والمطلوب إدخال عناصر من هذه الإدارة في غرفة "الإفاقة الحضارية" حتى تتمكن من قراءة ميثاق الأمم المتحدة 1945 بتفحص·· لعلها تستطيع أن تقود عالما خاليا من الإرهاب شرط ألا تمارسه أو تبرره لمن تحب! |