رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 ربيع الأول 1425هـ - 5 مايو 2004
العدد 1626

بلا حــــدود
السلطة الناعمة!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

في مقال نشرته جريدة "الوطن" في الأسبوع الماضي، كتب "كولن باول" وزير خارجية الولايات المتحدة شارحا الأسباب التي تدفع أمريكا للبقاء مفتوحة ثقافيا وسياسيا على العالم من حولها، يقول "باول" إن الرئيس بوش والشعب الأمريكي قد عقدا العزم على أن الإرهابيين لن يحطموا عزيمتنا ولن يسببوا انغلاق مجتمعنا الديمقراطي الحر، وردا على الهجمات قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بشن حرب عالمية على الإرهاب، وفي الوقت نفسه قرر الرئيس إبقاء أبوابنا مفتوحة وحدودنا آمنة، ونحن نبذل أقصى ما نستطيع لتحقيق التوازن بين ضرورة حماية مواطنينا مع ضرورة المحافظة على حرية الدخول الى أمريكا·

"كولن باول"·· وزير الخارجية الأمريكي الحالي هو شخص عسكري مئة في المئة قاد القوات الأمريكية المشتركة إبان حرب تحرير الكويت في العام 1991، وقد كان أصغر رئيس لهيئة الأركان، مشهور عنه بكونه شخصا عسكريا صارما، وهو الذي أقنع الحاكم العسكري في هاييتي بالتخلي عن السلطة في الثمانينات، ويقال إن علاقته الحميمة مع "بوش" الأب قد دفعت الأخير لأن يقترحه على الرئيس "بوش" الابن·

حديث وزير الخارجية عن (الانفتاح الأمريكي) يؤكد إدراك الولايات المتحدة لتبعات ومخاطر الانغلاق حتى وإن كان بدافع الأمن، خاصة وأن للولايات المتحدة تجربة سابقة مع مثل تلك المخاطر، حيث يعتبر انغلاق الولايات المتحدة وعزلتها بعد الحرب العالمية الأولى من الأسباب التي مهدت أو ساعدت على بروز وظهور النازية الألمانية تحت زعامة "هتلر"، وبالتالي الى وقوع الحرب العالمية الثانية·

يبرر الوزير "باول" بعض الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الولايات المتحدة في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر بأنها لصالح أمريكا وزائريها، خاصة وأن الولايات المتحدة قد استثمرت مبالغ كبيرة من المال والوقت في إعداد نظام فحص الأسماء حتى تتمكن من تحريك طالبي الحصول على التأشيرة بسرعة أكبر خلال عملية الفحص الأمني التي كانت مصدر إحباط وسببا في تأخير الطلبة والباحثين وغيرهم·

ركز مقال وزير الخارجية الأمريكي وبصورة كبيرة على قضية الأمن بشكل خاص، لكنه كان أمنا من وجهة نظر عسكرية أكثر مما هي من وزير خارجية·

مما يجعلنا أمام احتمالين إما أن يكون الوزير "باول" عاجزا عن التخلي عن انضباطه وصرامته العسكرية، حتى وهو يحتل منصب وزير الخارجية، وإما أن تكون السياسة الأمريكية بعد الحادي عشر من سبتمبر قد أصبحت سياسة عسكرية بحتة، لا مجال فيها للدبلوماسية بتاتا، فالوزير يتحدث في مقاله عن تقاسم المعلومات بين وزارة الخارجية وجهات تطبق القانون بالإضافة الى جهاز الاستخبارات ويتحدث عن استخدام أجهزة كالفحص البيومتري عند إجراءات الحصول على تأشيرة الدخول، وتسجيل فحص البصمات البيومتري لكل من يطلبون الحصول على تأشيرة الى آخره·

لقد تحولت المطارات الأمريكية التي تستقبل القادمين الى هذه القارة الشاسعة تحولت الى ثكنات عسكرية وغرف تحقيق وتدقيق واستجواب، وأصبح الجميع يحاول قدر المستطاع أن يتجنب المرور بالولايات المتحدة، ولا نستثني من ذلك الأوروبيين، وهو أمر يتناقض تماما مع دعوة وزير الخارجية "كولن باول" الى ضرورة أن تبقى أمريكا مفتوحة اقتصاديا وثقافيا وسياسيا على العالم من حولها·

يرى الجنرال "كولن باول" أن الانفتاح مهم للنجاح الدبلوماسي، لأن الانفتاح يعد دعامة النفوذ الأمريكي والقيادة الأمريكية، أو بحسب ما أسماه "باول" بـ "السلطة الناعمة"، فهل تتحرر الولايات المتحدة من هاجس الخوف الذي أثاره يوم الحادي عشر من سبتمبر، وتبدأ بتنفيذ سياستها "الناعمة" أم يستمر العسكر في قيادة أمريكا ومؤسساتها؟ هذا هو ما ستكشف عنه الأيام المقبلة·

 

suad.m@taleea.com

�����
   

سر "الدوائر الانتخابية":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
السلطة الناعمة!!:
سعاد المعجل
شهادة الوزير·· والضحية "عاشق":
عبدالخالق ملا جمعة
مشروع الشرق الأوسط وإرادة الشعوب:
موسى داؤود
"البـدون":
المهندس محمد فهد الظفيري
الشياطــــين:
يحيى الربيعان
محاولة للفهم!:
عامر ذياب التميمي
حتى آخر طفل عراقي:
المحامي نايف بدر العتيبي
56 عاما على النكبة(1-2):
عبدالله عيسى الموسوي
الدوائر الانتخابية
·· آلية التصويت:
د. جلال محمد آل رشيد
دهاقنة الفتنة والتأزيم:
محمد بو شهري
مناجاة: صدام والطرْق المستمر:
خالد عايد الجنفاوي
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟:
حميد المالكي
العقلية البنلادنية:
رضي السماك