رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16 ربيع الأول 1425هـ - 5 مايو 2004
العدد 1626

محاولة للفهم!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

يتفاعل الكويتيون وبقية الخليجيين مع القضايا العربية ويعتبون على الإدارة الأمريكية في دعمها للمواقف الإسرائيلية المتشددة والمعطلة لمسيرة السلام الهادفة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، كما حدد في القرارات الدولية واتفاقات أوسلو··· ولا شك أن تعطيل مسيرة السلام منذ نهاية عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون وهزيمة إيهود باراك أمام أرييل شارون حصد المئات من الفلسطينيين والإسرائيليين في دوامة العنف المستمر منذ سبتمبر 2000 بعد تحرك الفلسطينيين فيما يطلق عليه بالانتفاضة الثانية، ولا يبدو في الأفق أن إمكانات التفاوض بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية محتملة في ظل هذا الصراع الدامي، ولذلك فإن خطة شارون للانسحاب من جانب واحد من غزة وأجزاء محدودة في الضفة الغربية، مع إبقاء عدد كبير من المستوطنات في الضفة، هذه الخطة ستكون البديل عن مشاريع السلام التي سبق طرحها ومنها المشروع الأمريكي المسمى خارطة الطريق، وتؤكد هذه الحقائق أن العرب قد أضاعوا الكثير من الفرص المواتية للسلام منذ صدور قرار التقسيم وحتى يومنا هذا واستمروا بالخسارة أمام الإسرائيليين نظرا لعاملين أساسيين هما عدم القدرة على إلحاق الهزيمة بالإسرائيليين في الحروب والمعارك العسكرية التي دارت بينهم وبين الإسرائيليين منذ قيام إسرائيل وفي الوقت ذاته عدم واقعيتهم والقبول بشروط السلام المطروحة عليهم وآخرها ما تم التوصل إليه في عهد الرئيس كلنتون، في آخر أيام رئاسته، وما تبع ذلك في مفاوضات طابا·

يبدو الآن وفي ظل حكومة يمينية معرضة للابتزاز السياسي من اليمين المتطرف في إسرائيل فإن إمكانية العودة للمفاوضات وإنجاز السلام باتت بعيدة، كما أن الأوضاع الفلسطينية حيث يستأثر ياسر عرفات بالصلاحيات الأمنية والسياسية ويهمش حكومة أحمد قريع لن تسمح بالتحرك الإيجابي من جانب السلطة الفلسطينية، لذلك فإن الواقع الفلسطيني بات مهمشا بفعل التعنت الإسرائيلي وطغيان التسلط من قبل عرفات وتحكم الأجنحة المسلحة بمسيرة الأحداث والتي تعطل، في غالب الأحوال، أي توجهات نحو التسوية، وعندما يلوم المسؤولون العرب والمتصدون للشأن العام الحكومة الأمريكية نظرا لدعمها المواقف الإسرائيلية فإنهم لا يأخذون بنظر الاعتبار المتغيرات التي حدثت بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 حيث أصبحت الأهداف الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية محاربة الإرهاب والعنف، بات في ذهن الملايين من الأمريكيين، والى حد ما أمثالهم من الأوروبيين، بأن العمليات الانتحارية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، أو داخل الخط الأخضر، تمثل استمرارا للإرهاب الانتحاري الذي مورس ضد الأمريكيين في نيويورك وواشنطن أو في العراق أو ضد الإسبان في مدريد في مارس الماضي·

وإذا كانت صيحة المثقفين الفلسطينيين بعد اغتيال أحمد ياسين في الشهر الماضي قد ذهبت أدراج الرياح فإن المرء يجب أن يقر بأن تلك الصيحة التي طالبت بتحويل النضال الفلسطيني الى نضال سلمي مناهض للعنف والإرهاب كانت الوسيلة الأنجح لدفع الحقوق الفلسطينية الى آفاق أرحب والسير باتجاه إنجاز قيام الدولة الفلسطينية، قد يقول المتحمسون من بيننا بأن السلام أصبح وهما وأن ليس أمام الفلسطينيين سوى الاندفاع بالأعمال الانتحارية، أو الاستشهادية كما يحلو للبعض أن يطلق عليها، إلا أن التقويم الواقعي يستدعي مراجعة هذه التوجهات العدمية والبحث عن بدائل أكثر جدوى، لم يعد ممكنا جذب الحكومات الأوروبية، دع عنك الحكومة الأمريكية، لمساندة المواقف الفلسطينية في ظل استمرار هذه العمليات ولا بد من كسب هذه الحكومات والرأي العام في تلك البلدان من أجل الضغط على إسرائيل بمختلف الوسائل للقبول بالعودة الى طاولة المفاوضات، ولا يمكن للعرب أن يحققوا للفلسطينيين قيام دولتهم المستقلة دون الاستعانة بالأمريكيين والأوروبيين، ومن يعتقد أن أعمال العنف ستجبر الإسرائيليين على تلبية المطالب الوطنية الفلسطينية سيكون واهما ومضللا·

وإذا أراد الخليجيون أن يساهموا في دفع عملية السلام الى مراحل تتحقق فيها المفاوضات ثم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة فإنهم يجب أن يعوا بأن شجبهم للسياسات الأمريكية أو الصراخ في المنتديات والتظاهر لن يحقق شيئا يذكر بل سيعقد علاقات بلادهم مع حلفائهم الأساسيين الذين يحمون استقلالهم من أعداء كثيرين، من الطبيعي يصعب على الكثير منا القبول بالأوضاع المزرية والصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني لكن يجب أن نفهم أن تلك الأوضاع يتحمل مسؤولياتها المتطرفون في الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والذين يحققون استراتيجية معادية للسلام بتوافق مذهل دون اتفاق، ليس أمام العرب سوى التناغم مع القوى الدولية السائدة والقادرة على تغيير موازين القوى ودفع الإسرائيليين للقبول بشروط التسوية كما تقررت من قبل الأمم المتحدة، كما يجب التحرك بشكل يدفع المجتمع الإسرائيلي الى تغيير الحكومة هناك بما يساهم على إنجاز سلام تاريخي في المنطقة·

 

tameemi@taleea.com

�����
   

سر "الدوائر الانتخابية":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
السلطة الناعمة!!:
سعاد المعجل
شهادة الوزير·· والضحية "عاشق":
عبدالخالق ملا جمعة
مشروع الشرق الأوسط وإرادة الشعوب:
موسى داؤود
"البـدون":
المهندس محمد فهد الظفيري
الشياطــــين:
يحيى الربيعان
محاولة للفهم!:
عامر ذياب التميمي
حتى آخر طفل عراقي:
المحامي نايف بدر العتيبي
56 عاما على النكبة(1-2):
عبدالله عيسى الموسوي
الدوائر الانتخابية
·· آلية التصويت:
د. جلال محمد آل رشيد
دهاقنة الفتنة والتأزيم:
محمد بو شهري
مناجاة: صدام والطرْق المستمر:
خالد عايد الجنفاوي
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟:
حميد المالكي
العقلية البنلادنية:
رضي السماك