رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 19 ذوالقعده 1426 هـ . 21 ديسمبر 2005
العدد 1708

بلا حــــدود
إبرة الخطيب
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

العمل السياسي في أساسه سمعة·· ومصداقية رجل السياسة لا تتحقق إلا بالالتزام بخط واضح ومحدد، صحيح أن السياسة متقلبة والظروف المحيطة بالأحداث السياسية متغيرة وغير ثابتة، وأن صديق الأمس يمكن أن يصبح عدو اليوم، لكن ذلك لا يعني أنه لا يمكن أن يكون لممارس السياسة مواقف ثابتة، أو سمات وصفات يستطيع المراقب أن يتنبأ من خلالها بردود الفعل·· والقرارات·· والرؤى التي قد تصدر عنه·

في عالمنا العربي هنالك أعلام في السياسة وشخصيات استطاعت أن تطبع في الذاكرة صورا ناطقة تؤكد أن ثبات الموقف هو المدخل الوحيد للشخصية السياسية الأمنية في أدائها والمخلصة في عطائها·

فعلى الرغم من التغيرات العنيفة التي عصفت بمنطقتنا العربية·· إلا أن ذلك لم يؤثر ولم يهز ثبات وصلابة مواقف تلك الأعلام البارزة في عالم السياسة الصاخب·

في محاضرة له جاءت بدعوة من تجمع القوى الطلابية بجامعة الخليج في الكويت، كان للدكتور أحمد الخطيب لقاء جديد مع الشعب الكويتي، وكان الحضور وكالعادة حاشدا، ومتابعا لكل كلمة·· وكل معلومة تحدث فيها الدكتور في ذلك اللقاء، ففي الكويت أدمن الناس وعبر ستين عاما خاض فيها الدكتور الخطيب مسالك السياسة ودروبها، أقول·· أدمن الناس الإنصات لما يقوله الدكتور تماما كما أدمنوا "إبرة الخطيب" وعلاجه، فجيل الآباء والأمهات في السابق كان لا يشفى إلا بإبرة الخطيب وكما اعتاد أهل الكويت على تسميتها، ولا يزال أبناؤهم يؤمنون ويثقون "بإبرة الخطيب" حين تداهمهم الإنفلونزا أو المرض، والغريب أن "إبرة الخطيب" في السابق كما في الحاضر لها مفعول السحر الذي يزيل كل بوادر الإنفلونزا·

السر في مفعول "إبرة الخطيب" هو بلا شك ليس في تركيبتها السحرية أو الفريدة، لكنه يكمن في ثقة الناس المطلقة بالمداوي وليس بالدواء وحده، وللسبب نفسه يصغي الناس في الكويت لكل ما يقوله الدكتور الخطيب، وتزدحم ندواته ومحاضراته بأهل الكويت من كل المشارب والأعمار نظرا لما يتمتع به من ثقة لم يخنها موقف واحد طوال حياته السياسية الطويلة·

قد لا يحتاج الدكتور أحمد الخطيب الى بطاقة تعريفية فهو قطعا في غنى عنها سواء في الكويت أو في سائر الوطن العربي، فلقد أرسى الدكتور دعائم النظام الديمقراطي في الكويت·· ونذر نفسه منذ ذلك الحين للدفاع والذود عن هذا المكسب الكويتي الذي طالما ميز الكويت، ولم يحد يوما عن هذا الدور حتى في أحلك الظروف وأقساها·· فهو يرى وانطلاقا من خبرته الطويلة أن الديمقراطية هي الملاذ الآمن من كل المشاكل والأزمات·· لذا فهو يحث الشباب في ندوة تجمع القوى الطلابية بجامعة الخليج على التمسك بالنهج الديمقراطي خاصة في ظل التهميش المتعمد والمستمر من قبل الحكومة وأهل السياسة المتلونين والمتقلبين نهجا وسلوكا للدستور وللإرث الديمقراطي بشكل عام·

الدكتور أحمد الخطيب ليس علما من أعلام السياسة في عالمنا العربي وحسب وإنما هو نموذج لرجل السياسة الحر الذي لا يقيده إلا التزامه بثوابته التي لم يحدث أن خرج عنها·· فكان أن أهلته تلك المواقف لأن يكون الرجل الذي يتجمع حوله الناس في الأزمات·· لأن لحديثه وقعا سحريا وبلسما معالجا تماما كإبرته التي اشتهرت وسط عامة الشعب الكويتي·

 

ينشر بالتزامن مع "البيان" الإماراتية

suad.m@taleea.com

�����
   

إبرة الخطيب:
سعاد المعجل
سؤال من دون جواب:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ضابط ومحام!!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
ماذا أقول له؟!:
فهد راشد المطيري
الأولويات الحكومية:
مسعود راشد العميري
دلال إسرائيل:
د. محمد حسين اليوسفي
شكرا أحمد الخطيب:
على محمود خاجه
·· وغاب نهار لبنان:
يوسف الكندري
حقوق الإنسان يا بشر··!:
محمد جوهر حيات
من مقدحة صغيرة
تحترق مدينة كبيرة!:
عبدالخالق ملا جمعة