مازالت الخطط والبرامج المتبعة في شركة صناعة الكيماويات البترولية التابعة لمؤسسة البترول الكويتية مستمرة، وكأنها تنبع من أعلى قمة الجبل وتنحدر بشدة نحو الأسفل جارفة بانحدارها ما يصادفها من كائنات بشرية لا حول لها ولا قوة، ليس لها نفوذ ولا مركز ولا دعامات تستند عليها لتقاوم هذا السيل الجارف الذي يحركه ويقوده روح الانفرادية والتوحد والأنا والغطرسة الإدارية والأوامر التي ليس لها نظير حتى في أعتى مؤسسات الغاب، ويظل العامل في القطاع النفطي وحيدا ينظر فيمن حوله وكأنه يستجدي ويتسول القمة كي تبقيه قريبا من مجرى السيل لكن لا ينجرف ولسان حاله يقول سأنزل الى الأسفل لكن من دون رعب أو عقاب “وكفانا الله شر القتال”·
سنون تمضي وعمر يجري ونحن قابعون ننتظر الفرج، لم يعد لهذه السنين الطوال من معنى والمقبل مذهل، فلا خدمتك ولا عبقريتك ولا إخلاصك ولا أخلاقك يدخلانك أبواب الرضا والقبول! فالعامل متهم ومدان حتى لو ثبتت براءته، إنهم لا يدخلون من الأبواب بل يقفزون الأسوار ويكسرون النوافذ والجميع ينتظر الموعد، تتجرأ أذهاننا وتتساءل من هم؟ فلا أحد يستطيع الإجابة ويلتزم الجميع الصمت فالجبن سيد الأخلاق، تستمر المعاناة وتترهل أجسادنا وتصدأ عقولنا لأننا فقط أصبحنا نفكر في هذا التيار وفي كيفية الخروج من المعتقل·
آه!! لولا الأولاد والالتزامات لهربنا من هذا الجو الخانق وتنفسنا الصعداء ولحفرنا في الجدار بملاعق الشاي الصغيرة الذي نحتسيه بكثرة هذه الأيام وعمقنا الحفر لنجد لنا مخرجا لا يعلمه الحراس الذين جلبناهم ليحكموا علينا بقبضتهم·
انظر الى وجوهنا عند الصباح وستعرف حجم عطائنا في هذا اليوم، نسير بخطوات متثاقلة نحو المجهول الذي لا نعرف غده، هل سنباع الى الآخر أم سنبقى، ما أطول أيام فصل صيفنا هذا من شدة بطئه فإن أعمارنا لن تزيد كما هي الحال سابقا وبياض شيبنا سيختفي وسيتبدل لونه أسود وسيجف عرقنا من شدة البرد وسنتجمد ومن ثم تتلاشى·
عفوا إنها الساعة الثالثة والنصف، فتح السجان أبواب المعتقل والجميع يهرولون وأحدهم من السعادة خرج من دون أن يرتدي غترته التي تركها على المكتب والآخر لم يجد مفتاح سيارته وصديق لم يعد يعرف أين أوقف سيارته لم يعد يتذكر من طول الوقت··· وفي صبيحة اليوم التالي تراهم يتهامسون فيما بينهم عن هذا المسؤول الذي لا يمنحهم حقوقهم وذاك الذي لا يودون رؤيته ولا التعامل معه لسوء تعامله معهم وتعسفه، وتراهم يشيدون بأحد المديرين الشعبيين فقط لحسن خلقه وتعامله الراقي مع العمال ويكيلون الشتائم للبعض، وأخيرا يناقشون أهم قضاياهم التي طالت فترة انتظارهم وكان من المفروض إقرارها منذ العام الماضي فتوحيد سلم الرواتب والأجور وزيادة الرواتب الأساسية وفتح باب الترقيات وأمن وسلامة المنشآت وتفشي ظاهرة الوساطة هي أهم قضاياهم الراهنة التي يريدون إنجازها للتفرغ لغيرها من القضايا فالعمال من حقهم أن يطلبوا المزيد والله فاعل لما يريد·
ü عضو مجلس إدارة نقابة
شركة صناعة الكيماويات البترولية
nayef@taleea.com |