رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 8 ربيع الأول 1424هـ - 10 مايو 2003
العدد 1576

ألفـــاظ و معـــان
شم النسيم
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله

أدهشني كثيرا ما قرأته في الصحف منسوبا إلى بعض علماء الآثار المتخصصين في علم المصريات من أن هذا اليوم - الذي يحتفل به كل المصريين - كان عند قدماء المصريين “عيدالربيع”، فمن المعروف للجميع أن التقويم المصري سبق سائر البشر باستناده إلى السنة الشمسية (365 يوما) وأن قدامى الإغريق حاكوه في أوروبا، وهو مسمى عندنا بالتقويم القبطي لأن الكنيسة المصرية تمسكت به وبأسماء شهوره مع بعض التحريف، وكذلك لأنه مطابق لمواسم الزراعة والحصاد وتغيرات الجو بما يلائم مجتمع الفلاحين، ولكن ما صدمني هو الحديث عن فصل الربيع، ومن الثابت أن قدماء المصريين لم يعرفوا الفصول الأربعة التي نعرفها، وكانوا يقسمون السنة إلى 12 شهرا، والشهر كان ثلاثين يوما مقسمة إلى ثلاث عشريات، أما الفصول فكانت ثلاثة: الفيضان، الشتاء، الحصاد، ولم يعرفوا شيئا اسمه الربيع·

وكان رمز بدء فصل الحصاد إلها يسمى “مين”، وكان مرتبطا بالمدينة التي تحمل اسمه أخمين “أخميم الحالية”، كما أنه إله الخصوبة بأوسع معانيها “النبات والحيوان والبشر”·

ومن ثم كانت طقوس إطاعته تتمثل قبل أي شىء في ضرورة الخروج إلى المزارع والمساحات الخضراء وأكل الخس والملانة والبصل الأخضر والسمك المجفف “الفسيخ”، وكان الناس يستمتعون بالنسيم، وفي لغة العرب النسيم يعني الريح الطيبة·

وقد أخذ اليهود عنا هذا العيد الذي يسمى عندهم “بيساح” وفي روايتهم لقصة النبي موسى عليه السلام يقولون إن خروج اليهود من مصر كان في ذلك اليوم حيث اندسوا مع الخارجين لشم النسيم ولم ينتبه إليهم أحد، ويحكى سبب آخر هو أن نساءهم استعرن من جيرانهن المصريات الحلي والملابس التي تظهر في العيد، ولست أدري هل كان لليهود والمصريين ما ميز بعضهم عن بعض، وأغلب الظن عندي أن بساطة زي الرجال والنساء التي نرى في الآثار لا تتسق مع تمايزات وأن اليهود لم يكونوا ليرغبوا في أن ينظر إليهم جيرانهم نظرة شك وتوجس، وعلى أي حال فاسم النبي مصري من “موسيس” التي تظهر في أسماء بعض الملوك: تحتموس، رمسيس·· إلخ والتي تعني “الابن” فالأول ابن تحوت والثاني ابن زع·

وقد تحولت كلمة “بيساح” العبرية الى “الفصح” عند السريان، وكان يهود فلسطين قد حددوا موعدا لصلب السيد المسيح عليه السلام يوم عيدهم، ولما خيب الله ظنهم أصبح اليوم عيدا عند المسيحيين الشرقيين، وإن حافظت الكنيسة المصرية على اسم “عيد القيامة” ومع ذلك كتب المقريزي في خططه ذكر “أعياد القبط” عيد الفصح، هذا عندهم هو “العيد الكبير”، والاسم في اللغات اللاتينية Paque وفي الإنجليزية Easter ورغم كل هذا التشابه مازال حساب يوم العيد محل خلاف بسبب اختلاف التقاويم، وقد عرف المقريزي هذا التفاوت، وتحدث المؤرخ الكبير عن عيد الميلاد “وكان الميلاد بالقاهرة ومصر “القديمة” وسائر إقليم مصر موسما جليلا” ويضيف ما رآه بنفسه في عيد الغطاس “وقد حضر شاطئ النيل في تلك الليلة آلاف من الناس من المسلمين ومن النصارى، وهي أحسن ليلة تكون في مصر وأشملها سرورا، ولا تغلق فيها الدروب”·

�����
   

المجلس الجديد:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عسكرة الجهاد:
سعاد المعجل
نحو وعي جديد:
يحيى الربيعان
وماذا بعد يا PIC:
المحامي نايف بدر العتيبي
شم النسيم:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
هــمــــوم مستحــقة!:
عامر ذياب التميمي
العراقيون والقصاص العادل:
د. محمد حسين اليوسفي
الحرب والإعـلام من يستخدم مـن؟:
سعود راشد العنزي
مخطط تهويد القدس:
عبدالله عيسى الموسوي
اعتماد "نجاح" المؤامرة الخارجية على·· عامل "الرضوخ" داخليًا!!:
د. جلال محمد آل رشيد
من برج الحياة بدأت الحياة السياسية في العراق:
حميد المالكي
يوم الصحافة العالمي:
رضي السماك