رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 8 ربيع الأول 1424هـ - 10 مايو 2003
العدد 1576

بلا حــــدود
عسكرة الجهاد
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

بدأ المتطوعون العرب للحرب في العراق بالحديث علانية عن صدمتهم من الواقع العسكري (والجهادي) لجيش صدام السابق!! فبينما أجمع السعوديون العائدون من رحلتهم (الجهادية) في العراق على أنهم لم يجدوا المناخ الذي تصوروه حيث وصف بعضهم الوضع في العراق في تصريحاته للصحافة بأنه “أشبه بالمضحكة” فيما تناولت صحف أخرى حياة سعوديين قتلوا في أرض العراق عن طريق عائلاتهم السعودية في تحقيقات مطولة احتوت على ملامح من حياتهم الاجتماعية قبل الذهاب للعراق أبرزها دماثة خلقهم بين معارفهم وتوقفهم عند حد تعليمي منخفض نسبيا وتمنيهم الاستشهاد في أي مكان، حتى أن أحدهم كانت أمنيته الموت برصاصة في الرأس!!

في حين يجمع غالبية المتطوعين التونسيين الذين عادوا أخيرا من العراق بعد أن شاركوا إلى جانب متطوعين عرب في الدفاع عن العراق، على أن هناك خيانة كبيرة حدثت بين صفوف كبار الضباط العراقيين وخاصة في الحرس الجمهوري، وأن هذه الخيانة هي التي أدت إلى سقوط بغداد من دون مقاومة تذكر·

في البدء كانت وجهة هؤلاء “المجاهدين” إلى أفغانستان التي تصورها هؤلاء تخوض حربا جهادية في وجه “الشيوعية” الملحدة!! وإذا بالأمور تتكشف لهم كما لغيرهم وليدرك الجميع بأنهم صاروعوا وهماً لا علاقة له “بالجهاد المقدس” وإن الأمر لا يعدو عن كونه صراعا سياسيا قبليا تشعله الطموحات السياسية والاقتصادية وليس النوايا والأهداف الجهادية، والآن تجيء بغداد صدام حسين لتستدرج المزيد من الواهمين، والذين كان من حسن حظهم أن اكتشاف الوهم في المسألة العراقية قد جاء أسرع من أن يطيح بمثل ما أطاحت به المسألة الأفغانية من ضحايا لايزال مجتمع العرب السياسي يعاني من جراء خسارتهم كمواطنين مساهمين وفاعلين ضمن إطار قضايا بلادهم المباشرة·

ولكن ما الذي يدفع هؤلاء “المجاهدين” إلى الخروج خارج قضايا بلادهم وأهلهم، والبحث عن الجهاد في قضايا إما خاسرة أو نائية؟ وما الذي يجعلهم يلجؤون إلى خدمة مبادئهم موتا، بدلا من الدفاع عنها بأصواتهم وأقلامهم وهم أحياء؟

كثيرة هي الأسئلة التي بقيت بلا إجابات واضحة منذ سيّس بعد رجال الدين مفهوم الجهاد وأخرجوه من فحواه ونصه الأساسي!! بل وتسابق بعضهم لتوظيف مفهوم الجهاد في الإسلام توظيفا مغرضا كانت أهدافه السياسية واضحة وجلية فخرج علينا ذلك البعض بتصريحات متباينة حول “شرعية” الحرب في العراق أملتها ظروف سياسية وتحولات في علاقات بعض الدول والأنظمة مع بعضها البعض·

فتارة يصف بعض رجال الدين الحرب ضد قوى التحالف بكونها فرض عين وجهاد على كل مسلم، وتارة أخرى يتراجع هذا البعض في قوله منددا بالحرب إلى جانب نظام صدام حسين، ومناديا ومطالبا بضرورة الإذعان لأولي الأمر واتباع مشورتهم ومنهجهم·

لقد تمت “عسكرة” مفهوم الجهاد في الإسلام بصورة مؤسفة، حيث طغى الجانب العسكري والقتالي من الجهاد على جانبه المدني، فاختفت بفعل ذلك أهمية جهاد الكلمة في وجه حاكم أو سلطان جائر، أو جهاد النفس لكبح الفساد والتسيب وإهمال حقوق الآخرين أو اضطهادهم، لقد اختفى الجهاد الأكبر وكما أسماه رسول الله “[“ من المعجم الإسلامي الحديث، وهو جهاد النفس ومراقبتها ومحاسبتها، لأنه بالنسبة إلى كثير من دعاة الجهاد اليوم هو أمر في غاية الصعوبة وقد يشكل عائقا يحول بينهم وبين تحقيق الكثير من الأحلام والطموحات السياسية الدنيوية إذا ماهم أصروا على حرفية نصه ووجوبه وضرورته·

إن التفاصيل التي جاءت في روايات المتطوعين العرب للحرب في العراق، تحمل مؤشرات خطيرة بشأن هوية ودوافع بعض دور الإفتاء في عالمنا العربي والإسلامي، ومن هنا تأتي ضرورة تنظيم وتوحيد قنوات الفتوى والالتزام بشقها الديني والعقائدي والخروج بها من أمزجة السياسة المتلونة!! فنحن حتما لا نريد أن نفقد ديننا كما فقدنا دنيانا بسبب تلك الألوان المتضاربة في نسيج العرب السياسي!!

suad.m@taleea.com

�����
   

المجلس الجديد:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عسكرة الجهاد:
سعاد المعجل
نحو وعي جديد:
يحيى الربيعان
وماذا بعد يا PIC:
المحامي نايف بدر العتيبي
شم النسيم:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
هــمــــوم مستحــقة!:
عامر ذياب التميمي
العراقيون والقصاص العادل:
د. محمد حسين اليوسفي
الحرب والإعـلام من يستخدم مـن؟:
سعود راشد العنزي
مخطط تهويد القدس:
عبدالله عيسى الموسوي
اعتماد "نجاح" المؤامرة الخارجية على·· عامل "الرضوخ" داخليًا!!:
د. جلال محمد آل رشيد
من برج الحياة بدأت الحياة السياسية في العراق:
حميد المالكي
يوم الصحافة العالمي:
رضي السماك