ينبغي على جميع دول الشرق الأوسط بالذات أن تنظر بعقلانية سياسية لما يجري في شرقنا هذه الأيام، حيث إن السياسة الأمريكية مازالت جراحها تنزف من جراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001·
ومن حرقتها على ذلك الحدث الموجع تجاوزت الولايات المتحدة الأمريكية ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها، ومن استطاع أن يتجاوز ميثاق هيئة الأمم المتحدة، يصبح من السهل عليه تجاوز دولة بمفردها أو إطاحة حاكم مستبد·
لذلك ينبغي أن تسعى اليوم الدول العربية الى تحسين صورتها ومواقفها وسياساتها في أذهان شعوبها، ولا تفقد إيمانها بجامعة الدول العربية، من أجل هفوة سياسية جديدة أدت الى إحداث شرخ بسيط في إحدى جدرانها يمكن ترميمه قبل أن يتسع، وبدلا من الاستغناء عن الجامعة العربية، يمكن للدول العربية - إذا رغبت - أن تفعل دور جامعة الدول العربية والسعي الجاد بالارتقاء بأدائها، فإن مبدأ إنشاء الجامعة العربية هو بحد ذاته القاعدة الوحدوية الرائدة وهو الملاذ الوحيد الذي تنضوي تحته مبادئنا العربية، والمحافظة على كيان الجامعة العربية شيء مهم حتى لو كان أداؤها ضعيفا·
إن خلافاتنا العربية ينبغي أن تطرح على طاولات الجامعة العربية ولا ينبغي من جامعة الدول العربية أن تصدر مشاكلها الى الدول العربية·
ولا يمكن أن نتجاهل الأحداث الكبيرة التي قامت الجامعة بحلها بنجاح كبير ومنها أحداث أيلول الأسود والدور البطولي الذي قامت به جامعة الدول العربية تجاه تلك الأحداث والمجازر، فإذا كان اليوم أمينها عمرو فغدا يأتي زيد· |