رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 8 ربيع الأول 1424هـ - 10 مايو 2003
العدد 1576

العراقيون والقصاص العادل
د. محمد حسين اليوسفي
alyusefi@taleea.com

وقف الشيخ جبار كريم حمزة، وهو شيخ جليل غزا الشيب شعره ولحيته، دامع العين، أمام هيكل عظمي يؤكد أنه لابنه الذي فقده في انتفاضة الشعب العراقي في العام 1991، وقال بصوت متهدج “هذا هو ابني محيي جبار كريم، وقد عرفته من بقايا سرواله الأسود الذي كان يرتديه وكذلك قميصه وبطانيته”· وكان الشيخ جبار مع مجموعة كبيرة من أهالي قرية قوام بكر جنوب مدينة بابل، حيث عثر على قبر  جماعي· وانفعل حين أشار بعض الحضور الذين كانوا معه يبحثون عن آثار مفقوديهم، الى أن من الصعب التعرف على أصحاب هذه الهياكل العظمية، وقال: "أنتم ترون العظام أما أنا فإنني أرى وجهه الحبيب وكأنه ماثل أمامي"!! وأضاف: "كان محيي في الجيش واتهموه سنة 1991 بالمشاركة في الانتفاضة، وقدم عناصر الشرطة الى بيتي وقالوا إنهم يريدون التحدث إليه، وذهب معهم ولم يعد"، وتابع: "حاولت معرفة مكانه بلا جدوى الى أن علمت أنه أعدم، وكنت أتابع الأمر منذ 23 أبريل 1991 مع حراس المستشفى القريب، لكنني لم أكن أستطيع التحدث، وحاولت مرارا إخراج رفات ابني من المدفن لكنني تعرضت للملاحقة والمطاردة ووضعوني وأسرتي تحت المراقبة الشديدة"·

وأشار الى أنه لم يستطع التحرك إلا بعد سقوط نظام صدام، حيث ذهب الى المحافظ وأبلغه بالأمر، ثم "أتيت وأهالي آخرين عصرا وبدأنا الحفر ووجدنا هذه الجثث في هذا المدفن الجماعي"، مضيفا أنه يعرف أن هناك مدفنا آخر قريبا، لكنه لم يتبين موقعه· وأفاد الشيخ أن لديه أربعة أولاد آخرين هم عباس وعلي وإحسان وسعد لا يعلم شيئا عن مصيرهم منذ سنة 1991 سوى أنهم "أخذوهم الى بغداد"·

أما ما يطالب به هذا الشيخ الجليل وآلاف العراقيين بل بالأحرى الملايين فلخصه بكلمة واحدة وهي: "القصاص"·

فالعراقيون ينتظرون من حكومتهم المقبلة أن تفتح ملف الاغتيالات والإعدامات والتعذيب والتنكيل والاغتصاب والاختفاء وجميع الممارسات القمعية التي ارتكبها النظام البائد بحق الشعب العراقي منذ تسلمه للسلطة في العام 1968،  وأن يقدم أركان النظام ومن أيديهم ملطخة بالدماء إلى القضاء لينالوا العقاب جزاء ما اقترفته أيديهم، وليكونوا عبرة لمن اعتبر، ولتهدأ نفوس عائلات الضحايا وتشعر بالسكينة وتنتفي منها روح الأخذ بالثأر، وأظن أن ذوي الضحايا - وهم يشكلون غالبية الشعب العراقي - لا يريدون أن يكونوا هم أنفسهم ظلمة، بعد أن اكتووا بنار الظلم وتذوقوا مرارته، وبالتالي، فما يطالبون به هو محاكمة عادلة لهؤلاء المتهمين تتوافر فيها كل الضمانات القانونية، انطلاقاً من أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، ولن يشفي غليل هؤلاء سوى القصاص العادل·

alyusefi@taleea.com 

�����
   

المجلس الجديد:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عسكرة الجهاد:
سعاد المعجل
نحو وعي جديد:
يحيى الربيعان
وماذا بعد يا PIC:
المحامي نايف بدر العتيبي
شم النسيم:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
هــمــــوم مستحــقة!:
عامر ذياب التميمي
العراقيون والقصاص العادل:
د. محمد حسين اليوسفي
الحرب والإعـلام من يستخدم مـن؟:
سعود راشد العنزي
مخطط تهويد القدس:
عبدالله عيسى الموسوي
اعتماد "نجاح" المؤامرة الخارجية على·· عامل "الرضوخ" داخليًا!!:
د. جلال محمد آل رشيد
من برج الحياة بدأت الحياة السياسية في العراق:
حميد المالكي
يوم الصحافة العالمي:
رضي السماك