كتب محرر الشؤون البرلمانية:
يتداول الناس في عدد من الدوائر الانتخابية التي ركز عليها الثلاثي + واحد لإسقاط أسماء بعينها، يتحدثون عن المبالغ الرهيبة التي دخلت معركة كسر العظم في هذه الدوائر، ويتناقل الناس تفاصيل المعارك الضارية باستخدام المال السياسي في دوائر مثل الخالدية لإسقاط أحمد السعدون، والقادسية ضد علي الراشد وكيفان ضد الصرعاوي والجليب ضد مسلم البراك، وخيطان ضد فيصل المسلم، والجهراء الجديدة ضد محمد الخليفة، والضاحية ضد عبدالله النيباري، والروضة ضد فيصل الشايع· والقائمة تطول وتقصر بناء على احتمالات نجاح وسائل أخرى كترشيح أشخاص من قبيلة أو طائفة المرشح المزعج لتشتيت الأصوات أو أشخاص يحجزون "بلوكا" أسريا معينا عن مرشح كان سيحصل على أصواتهم·
بورصة أسعار الصوت الانتخابي تعتمد على الرقم المراد سحبه من المرشح المغضوب عليه يضاف الى ذلك أصوات النساء التي أربكت ماكينة الشراء لأسباب يعود أكثرها الى نقل كثير من الرجال أصواتهم الى دوائر أخرى إما لتوافر مشتر جيد للصوت أو من أجل فزعة قبلية أو طائفية أو لأن الاسم مسجل في دائرة سكن الأهل ولم ينقل، أما أصوات النساء فلم تنقل لأنها نزلت بحسب العنوان المسجل في البطاقة المدنية ما أسفر عن اختلاف الدائرة الانتخابية التي يصوت فيها الرجل عن تلك التي تصوت فيها النساء في أسرته، إلا أن مكائن الرشوة الانتخابية لا تعجز عن إيجاد حلول للعقبات الشكلية التي تعترض طريقها فباشرت في استخدام أساليب مختلفة منها "توظيف" النساء في اللجان الانتخابية النسائية والدفع لهن بشكل مجز يضاف الى ذلك أسلوب الخدمات التي يقدمها المرشح بدعم من حكومة "الثلاثي + واحد" وهي من ضمن التسهيلات التي تقدم للمرشحين المراد بخوضهم الانتخابات إسقاط "المرشحين المزعجين" لتكتل العبث بالانتخابات·
أحاديث الناس تشير الى واقع ملموس حيث ينفق أحد المرشحين أموالاً يعرف كل من حوله أنه لم يكن يمتلك ما يؤهله دفعها، البعض يتحدث عن تغطية تكاليف الحملات الانتخابية بالكامل لعدد من المرشحين·
حلف العبث بالانتخابات أمامه فرصة أخيرة للتحكم في من يصل الى مقعد البرلمان وأمامه فرصة لإثبات قدراته الخارقة في استثمار التوزيع الفاسد للدوائر من أجل إجهاض الديمقراطية وتحويل مجلس الأمة الى ديكور انتخابي تمرر فيه جميع القوانين والتشريعات التي تعارض والدستور باستخدام الأغلبية التي وصلت بجهود الحلف وبالتالي يتمكن هذا الحلف من التخلص من الدستور من دون تنقيحه أو إلغائه·
من جانبهم عبر المرشحون المستهدفون في هذه الحملة الشرسة لإسقاطهم، عبروا عن ثقتهم بوعي الناخب ومعرفة الهدف من وراء مساعي هذا الحلف والتي سيدفع ثمنها الشعب الكويتي بأكمله إن تركت الساحة لهم للعبث في مصير البلاد وأموالها ومقدراتها·
