رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 6 يونيو 2006
العدد 1731

تحليل سياسي
حماس بين خياري التراجع والحرب الأهلية

بقلم: سيد يوسف:

لا ينكر عاقل أن حماس - تحديدا - تتعرض لضغوط شديدة داخلية وخارجية وعربية من أجل تقديم تنازلات يعرف الكثير أن حماس لن تقدمها ··الأردن من جانب ومصر من جانب وفتح من جانب وعباس من جانب وأما الجانب الأوروبي والصهيوني والأمريكي فلا يحتاج إلى مزيد بيان· يطالبون حماس بالاعتراف بالكيان الصهيوني وما طالب أحد الصهاينة ولا الأمريكان بالاعتراف بحماس المنتخبة !!

يطالبونها باحترام ما تم الاتفاق عليه مع سلطة أوسلو - المشبوهة - وما طالب أحد الصهاينة باحترام ما قامت بالتوقيع عليه·· يغضون الطرف عن الأموال المهربة خارج فلسطين، أو تلك التى كشف عنها النائب العام الفلسطيني بتهريب وسرقة700  مليون دولار، ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها حين تدخل حماس الأموال داخل فلسطين، والأحداث هنا تترى وما أحداث سلب الصلاحيات من الحكومة المنتخبة وتأييد ذلك صهيونيا وأمريكيا عنا ببعيد· العرب لا يعترفون بحماس صراحة فهل يعترف بهم الصهاينة؟ ليس هذا استفهاما ساخرا بقدر ما يحمل سؤالا حقيقيا طرحه الكاتب أوري أفنيري حين قال: في السبعينيات والثمانينيات صرحت حكومة إسرائيل بأنها لن تتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية أبدا· إنها منظمة مخربين· "الميثاق الفلسطيني" الخاص بها دعا إلى القضاء على إسرائيل· عرفات هو وحش، هتلر آخر، ولذلك لن·· أبدا····في نهاية الأمر، بعد سيل من الدماء، اعترفت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إحداهما بالأخرى ووقعتا على اتفاقية أوسلو· إلا أن هذه النغمة ستتغير تدريجيا· الطرفان، وكذلك الأمريكيون، سينزلون عن الشجرة العالية التي تسلقوها· ستعلن حماس أنها مستعدة، بشكل أو بآخر، للتفاوض، وحتى أنها ستجد مبررا دينيا لذلك· ستذعن حكومة إسرائيل للواقــع وللضغط الأمريكي· ستنسى أوروبا شعاراتها السخيفة التي أطلقتها···· في نهاية الأمر سيوافق الجميع على أن السلام بمشاركة حماس أفضل من السلام بمشاركة فتح فقط· انتهى وهذا كلام كثير من المحللين الغربيين ومنا من ذوي النزعة الغربية لكنهم يجهلون البنية النفسية لحماس والإطار الفكري الذي تنطلق منه وبعيدا عن استباق الأحداث فإنه من المؤسف أن الأنظمة العربية تدور في فلك الصهيونية والأمريكية إن اعترافا بحماس أو رفضا للاعتراف بها ولكن يبدو أن أمد ذلك غير طويل· خيار التراجع عن السلطة في مقابل الحرب الأهلية هو خيار مطروح لاشك في ذهن حماس، طرحه كثيرون ولا يزالون، وكان الأستاذ فهمي هويدي حفظه الله من هؤلاء ذلك حين اتصل بالأستاذ خالد مشعل: كتب الأستاذ فهمي في مقال (هل يصبح الانفجار خيار المستقبل في غزة؟) ما يلي: أجريت اتصالا هاتفيا مطولا مع خالد مشعل (أبو الوليد) رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، ونقلت إليه فكرة أن حماس الآن باتت أمام مفترق طرق: فإما أن تضحي بمبادئها، أو تضحي بالشعب الفلسطيني الذي يكاد صبره ينفد، أو تضحي بالسلطة والحكومة· وكانت ردوده على ما سمعه مني كما يلي: إن حماس انتقدت في السابق حين لم تشارك في العملية الانتخابية، ولم تسلم من النقد حين قررت المشاركة· والإحجام والإقدام من جانب الحركة تما في ضوء حسابات وتقديرات معينة· وقد انبنى قرار المشاركة الأخيرة على أساس أن ثمة ثغرات في الوضع الفلسطيني يجب إصلاحها لتعزيز صمود الجبهة الداخلية، فضلا عن أن هناك تنازلات سياسية من جانب السلطة يتعين إيقافها· إن حماس لم تسع إلى السلطة ولكنها هي التي سعت إليها، بل إنها فوجئت بها، إذ حين صوتت الأغلبية لصالحها في الانتخابات، فكان يتعين علينا أن نمتثل لإرادة الجماهير ولا نخذلها، وما كان لنا أن نعتذر عن تولي السلطة، لأن من حق الناس حينئذ أن يقولوا لنا إذا لم تكونوا على قدر المسؤولية، فلماذا شاركتم في الانتخابات أصلا· أننا سعينا جاهدين منذ اللحظة الأولى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وإلى إشراك مختلف القوى السياسية معنا، ولكن الآخرين هم الذين رفضوا لأسباب بعضها مفتعل وغير جاد· ولم يعد سراً أن البعض تعمد ذلك لكي تحشر حماس وحدها في الزاوية، الأمر الذي كان فيه من الكيد السياسي أكثر مما فيه من إدراك المصلحة الوطنية· ليس دقيقا أن حماس أوقفت المقاومة، ولكنها فقط ملتزمة بالتهدئة التي وقعت عليها قبل أكثر من عام· وإشهارها للاءات الثلاث ورفضها التراجع أمام الضغوط القوية التي تواجهها من كل صوب، دليل على التزامها بخط المقاومة، الذي هو مصدر شرعيتها الأساسي· أوافق على صعوبة الجمع بين السلطة والمقاومة في ظل الخرائط المحلية والإقليمية الراهنة، لكننا لم نيأس تماما من تحقيق ذلك الهدف، خصوصا في ظل إدراكنا لحقيقة أن للمقاومة صوراً شتى، وإذا كان حمل السلاح هو حدها الأقصى، إلا أننا نعتبر أن وقف التنازلات مرتبة مهمة في المقاومة، كما أن إصلاح الوضع الداخلي تأمين لظهر المقاومة· الخيار محسوم في مسألة التضحيات، ذلك أنه إذا كان على حماس أن تختار بين التضحية بمبادئها أو بالشعب الفلسطيني أو بالسلطة، فالمسألة محسومة ولا تحتاج إلى تفكير· فهي متمسكة كما هو معلوم بموقفها المبدئي، وبالقطع فإنها ترفض أن تكون سببا في زيادة معاناة الشعب الفلسطيني، وأسهل شيء أن تتنازل عن السلطة التي لم تحرص عليها أو تتطلع إليها يوما ما، لكن حماس حتى الآن على الأقل لا ترى أن هذه الخيارات الوحيدة، لأن لديها من الشواهد التي تتبلور في هدوء الآن ما يدل على أنها تستطيع أن تتغلب على الحصار وتكسر طوقه، بدلا من أن يكون هو أداة لكسر الإرادة الفلسطينية· انتهى وهذا الرد يتسق مع بنية حماس الفكرية··· وفى مقال سابق لكاتب هذه السطور بعنوان رهان القاصرين على حكمة حماس بأن فوزها وقبيل تشكيل حكومتها····· جاء فيه تحت عنوان كلمة إلى حماس: أما خارجيا فأنتم قادرون على مغازلتهم··· والمعركة الكبرى في الداخل في لمّ شعث البيت الفلسطيني··· في العمل على توحيد الصفوف··· في حشد القلوب وكأنها على قلب رجل واحد قدر الاستطاعة··· في تلبية مطالب معركة الخبز··في زيادة وعي الجماهير··· فالداخلَ الداخلَ وفقكم الله·

وبقيت كلمة كنا نود أن نوجه عيون حماس إلى مواطن الضعف مقترحين حلولا لذلك···· وكنا نود الشد على أيدى حماس عساها تقود العمل بتناغم···· وكنا نود أن نذب عن حماس وجميع حركات المقاومة بفلسطين عساها تستكمل المقاومة··· فما تقوم به بقية الحركات يهدف إلى خدمة قضية أمتنا لا إلى الفئوية··· وكنا نود أن نعلن أن حماس في بداية طريقها فلا تطالبوها بقطف الثمرة التي لم تزرع بعد! وكنا نود ألا نحاسب حماس بمعيار لم نحاسب عليه الآخرين فما هذا بالعدل ولا الإنصاف· كنا نود تذكير قومنا بأن فوز حماس وسيلة لهدف وليس غاية··· وأن فوز حماس هو تعبير عن اختيار الشعوب العربية لخيار المقاومة مهما تجبر عليه الغرب وبنو صهيون وأنه قد آن الأوان ليتوارى ذوو التطبيع وراء مخلفات الماضي·

كنا نود ذلك وغيره كثير ولكن حتى إن تراجعت حماس عن السلطة فيكفيها شرف تعرية دعاة الديمقراطية الزائفة، يكفيها أنها كشفت سوءات المنافقين في الداخل والخارج على حد سواء، يكفيها أنها فضحت الأنظمة العربية الغبية حتى في تعاطيها مع الأزمات الخارجية حين لفقت تهما غبية لتوريط حماس كما في الأردن ومصر، يكفيها أنها أظهرت نظافة اليد في مقابل غير ذلك، يكفيها أنها فئة تعرف ما تريد، لا تنفذ ما يراد لها!! كل هذا في جانب، وفي الجانب الأعظم كشفت حماس عن الجانب الأصيل والمشرف للمواطن الفلسطيني الأصيل الذي جمع رواتب الموظفين، وتبرع أحدهم برواتب قريته كاملة، وباعت نساؤه الذهب من أجل فلسطين، ومواقف أخرى سجلها التاريخ بأحرف من نور لهذا الشعب الأصيل ما كانت لتظهر هكذا لولا تكالب  الأشرار على حماس·

في النهاية نسأل الله أن يحمي حماس ومن على دربها من تكالب الأشرار ومكر الخائنين وشماتة الأغبياء·

 

عن موقع المفكرين  www.mofakren.com

1  يونيو 2006

طباعة  

المال السياسي أداة حلف الفساد (الثلاثي + واحد) لضمان مجلس خانع
البلد مختطفة والسلطة ليست محايدة

 
الرشوة الانتخابية..
تخريب للذمم ودمار للوطن

 
عندما شعروا بأهمية مشاركة المرأة
الفتاوى سلاح لتحجيم مكاسب النساء

 
في الأمس اعتبروا مشاركتها مخالفة للشرع والعادات
مساع محمومة لكسب ود المرأة

 
الفرعيات رعاية ودعم حكوميان بامتياز
التحرك أتى بعد "خراب البصرة"

 
المال السياسي وسيلته للتحكم في عضوية المجلس
"الثلاثي + واحد" يدير العبث في الانتخابات

 
برسم رئيس لجنة المناقصات المركزية:
مناقصة غريبة تتحول الى ممارسة، وتقدم ناقصة.. وتعترض عليها الشركات

 
بينما تضع اللوم في نقص المياه على المواطن والمقيم
"الطاقة" لديها فائض مياه لا يمكنها الاستفادة منه!!

 
ضابط مخابرات بريطاني سابق:
واشنطن تعد لانقلاب "تدريجي" على الحكومة الفلسطينية وتسليم السلطة الى "فتح"

 
تقي ومظفر ويبقى شامخا
 

 
فئات خاصة
 
اتجاهات